• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

غيوم الهموم ( قصة حقيقية )

غيوم الهموم ( قصة حقيقية )
منال عبدالعزيز السالم


تاريخ الإضافة: 5/2/2014 ميلادي - 4/4/1435 هجري

الزيارات: 28655

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

غيوم الهموم


كنت في بيت الله الحرام، في ربيع الأول من عام 1435هـ، تحديدًا في الثلث الأخير من الليل، وهدوء مهيب في مصلى النساء من جهة باب الملك عبدالعزيز رحمه الله، وعن شمالي سيدة سعودية تكسو قَسَمَاتِها سِيمَا الصالحات، ولا أزكيها على الله، تصلي صلاة خاشعة طويلة، وتبكي بتذلل، كنت أشعر في نبرة بكائها بضيق كربة أَوْجَعَتْها، وألمح في وجهها همًّا أثقلها.

 

كانت تضع جبينها على الأرض ساجدةً فتطيل، وتبكي وتَبُثُّ إلى الله همومها بما لا يدع في قلب من يراها أدنى شك أن حيلتها ضاقت، ولم تجد غير الله ملاذًا ومُعينًا ورازقًا وناصرًا سبحانه.

 

أثارت فضولي، وهممت بعد أن أنهت صلاتها أن أتعرف عليها؛ لعلي أعرف همَّها، وأطَّلِع على حالها، لكن سبقتني إليها سيدة سعودية أخرى، وجلست بجوارها وتحادثتا بصوت منخفض، لا أسمع همسهما، لكني شعرت بأن صاحبتي المكروبة قد باحت ببعض ما يجيش في نفسها.

 

قطع حديثهما صوتُ أذان الفجر عذبًا يُبَدِّد السكون، فانشغل الجميع بالترديد مع المؤذن، انتهى الأذان، دنت المرأة من صاحبتنا المكروبة ودسّت في يدها مبلغًا من المال، فوجئت صاحبتنا، وقالت: يا أختي، هناك من هو أفقر مني!

 

فردَّت صاحبة المال:

خذيه يا أختاه، فوالله لقد أخذْتُ المالَ وأتيتُ اليوم إلى بيت الله وأنا أسأله أن يضعه في يد أَمَةٍ صالحةٍ تستَحِقُّه، وما أظنُّها إلا أنتِ، فأنتِ محتاجةٌ إلى مالي، وأنا محتاجةٌ إلى دعائك، خذيه؛ فقد خرج المال من جيبي، ولن يعود إن شاء الله، اشتري به ما تحتاجين، وأسأل الله أن يرزقك من واسع فضله.

 

صمتت صاحبتنا مذهولة.

 

وضعت المال في حقيبتها بعد أن شكرت ودعت لباذلة المال على إحسانها، اصطفَّت الصفوف لصلاة الفجر، وكبَّر الإمام، وكبَّرت معه صاحبتنا، ثم أطلقت دموعها تبُلُّ وجهها، فما انتهت من صلاتها إلا وقد روت دموعُها وَجْنَتَيْهَا حمداً لله، ثم خرجت من المسجد الحرام بوجه غير الذي دخلت به.

 

والله ما كان بين دعائها وبين الفرج إلا أقل من ساعة!

 

فبأي إخبات وانكسار وتذلُّل ويقين دعت هذه المرأة حتى يفرج الله كربتها قبل أن تقوم من مكانها؟

 

كانت تسأل الله الرزق، ورزقها موجود في الحقيبة التي بجوارها ينتظر أن يأذن الله له أن يقع في يدها!

 

ما أعظم اللهَ السميعَ القريبَ المجيبَ!

 

ما أجَلَّ اللهَ الجبارَ الرزاقَ الوهابَ!

 

ما أعزَّه من كريم رحيم، يُجيبُ دعوة المضطرين، ويُفَرِّج كرب المكروبين!

 

فيا أهل الهموم: ربما ليس بينكم وبين أن تنقشع غيوم همومكم إلا أن ترفعوا أكُفَّكُم!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)
فاطمة الغامدي - المملكة العربية السعودية 31-12-2016 09:00 AM

ما أعظم الخالق في علاه لم يجعل بيننا وبينه حائل كلمات وعبارات تنبع من القلب يهمس بها المرء في خلواته مع الله كفيلة بأن تقيل عثراته وتفرج همة (فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)

1- الفرج يا كريم
نافعه سالم - السعودية 30-12-2016 05:14 PM

اللهم فرج كربنا كما فرجت على هذه المرأة وارزقنا كما ترزق النملة في جحرها وبلغني ما أتمنى يا كريم.
قصة تعلمك أن الفرج من الله والرزق منه ليس من أحد من عباده.
يا الله فرجك القريب يا كريم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة