• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

ثلاثية الآحاد الثانية

ثلاثية الآحاد الثانية
محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 20/1/2014 ميلادي - 18/3/1435 هجري

الزيارات: 3406

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ثلاثية الآحاد الثانية


(1) طرف ثالث

قال أحدهم لأحدنا:

إن طائفتينِ من المؤمنين اقتتلوا في أمرٍ لا يستدعي القتال ولا العراك ولا النزال، وما عُثِر على من يُصلِح ذات البين؛ لتفيء الباغية، وتردَّ عن الأخرى عادية الظُّلم.

 

إذ تاهت تلك الفئة المطلوبة في حنادس الشك، ودياجير الفتن.

 

فأصبح الناس يقولون: إن في الأمر طرفًا ثالثًا، هو من ينفُث في نيران الفتنة، يؤجِّجُها ويصنع بُوتقةً من الشرورِ.

 

فماذا تقول فيما برَّر الناس وعلَّلوا؟

أحدنا: بعد الحمد والثناء على من له الولاء والبراء أولاً وآخرًا، وما من إله إلا الله، له فروض الطاعة، والخروج على من أشرك معه من إله.

 

إن الطرفَ الثالث هم الناس الصامتون عن دفعِ كلمة الحق مسوّمة للطائفتينِ المتناحرتين في ما لا يستدعي التناحرَ ولا التدابر.

 

فتعجَّب أحدُهم وقال: أنَّى يكون هذا وهم حيارى بين الباغي والمظلوم؟!

 

أحدنا: إن من يتتبع ويتابع غير عابئٍ بزلّات الناس، ظنًّا منه أنه الآمن غيرُ المصاب، هو الطرفُ الثالث الذي تبغي معرفته إن كنتَ لا تعرفه حقًّا.

 

أحدهم: أنَّى يكونُ هذا وهم الحيارى بين الطائفتين؟

أحدنا: الحيرة في انتظار التبعية، لا غيرة على الهُويّة ودماء المسلمين التي تُهدَر في ما لا يفيد، ولا ترد أقصانا المسلوب، أو تذود عن أشرف الخَلْق إساءة الكذوب الكنود، واللهُ يعصِمُه صلى الله عليه وسلم من الناس.

 

أحدهم: ربما... لا أكذِّبُك ولا أصدِّقك بالكلية.

أحدنا: إياك أن تكونَ منهم

 

أحدهم: سامحك الله، ثم انصرف ...

 

(2) من الطارق؟

أحدهم وقد حاول أن يختبر الفِراسة عند أحدنا والذَّكاء:

ما تقولُ في قوم عَلِموا أن ببابهم زائرةً هي أمٌّ لأولهم، تطرق بابهم المغلق، تحمل لهم من الخيرِ الكثيرَ، ومن شتى الصنوف، فكلما أعياها الطَّرْق الطويل، حطت عن كلكلِها بعضَ الأحمال، فلا تزال تضعُ عن ظهرها ما اثَّاقل عليها حَمْلُه؛ لكونهم زهادًا فيه، حتى إذ أحست خفةً، دعاها داعٍ من قِبَل السماء، فحَلَّقت لمستقر لها، فهرول الحمقى يتسابقون أيهم يستقبلها، فإذا فتحوا الباب بهتوا بالرحيل، وقد أنزلت بهم عقابًا وجَدوه حاضرًا في ليل بَهيم، وأنجم لا تجدي، غيرَ أنها تهدي سبيل الظاعنين.

 

فمن تكون تلك الزائرة؟

 

ومن المَزُور؟

 

وما جزاؤه إن عُثِر على أنهم استحبوا الخلودَ إلى الفِراش على النهوض للاحتفاء بها؟

 

قال أحدُنا وهو يبتسم:

الزائرة هي شمسُ النهار، والمَزُور هو الكسولُ النَّؤُوم، لا يحسن استقبالَها ولا التهيؤَ لها، حتى إذا دنَتْ من الرحيلِ أعياه ذلك منها.

 

أحدهم: وما أحمالها التي كلما أعياها الطَّرقُ تنصَّلت مِن بعضها؟

أحدنا: خير البكورة، وعافية النهار.

 

أحدهم: صدقتَ، لديك حظٌّ من الذَّكاء وافر.

أحدنا مبتسمًا: ومِن أسماء الشمس: (ذُكاءٌ) أيضًا، والحمد لله رب العالمين.

 

(3) لا عجب!

قال أحدُهم لأحدنا وقد عَلِم قصةً طريفةً من قصص السلف الصالح:

ما بالُ الرَّجلينِ يُنفقان من سَعة ومن ضيق، فيؤتى الأولُ حصيلة عقده المبرم مع ربه كل صباح، فلا يبتئِسْ بما ينفق قدر ما يسعد بديمومة القَبول، ويرجع الآخَرُ فلا يجد شيئًا مما أنفَق؟

 

أحدنا وقد ابتسم ابتسامةً عريضة:

فأما الأول فأنفق عن قناعة ورضًا تامَّين برزقه المقسوم، وربِّه الرزاق ذي القوة المتين، وأما الآخرُ فقد عامل ربَّه بما لا يليق، ولا بهيئة الواثق المتوكِّل، فاللهُ لا يُختَبَر، أليست تلك عاقبةَ القصة المأثورة ومُفادها العظيم؟

 

أحدهم وقد ابتسم مثلما ابتسمت: آمنتُ بالله، هي كما ذكرت، ثم انصرف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة