• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

عرفت الدمع

سحبان فاروق مشوح


تاريخ الإضافة: 7/7/2009 ميلادي - 15/7/1430 هجري

الزيارات: 6589

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

 


أيها الصديق..

عرفتُ الدمع مبكراً كما عرفه كل إنسان تنسّم عبير الكون أوّلَ أوّل...

ولكني عرفتُ لغة الدمع بعد حينٍ من ذلك بعيدٍ، عرفتُه عندما شدا أبي أولَ آية من كتاب الله.. أصختُ السمع لها، ووجهتُ القلب إليها، وولّيتُ الروح شطرها، ثم رأيتُ عينَيْ أبي وقد تلألأتا بالدمع، كأنما هما درٌّ نفيسٌ تُقلِّبه تحت الشمس يدُ صَناع خبيرٍ تروزه.

عرفتُ لغة الدمع حين سمعتُ نحيب المستغفرين آناء الليل، وكأنما كان نحيبهم كلماتٍ يتناجى بها قومٌ فيما بينهم فيفهمونها، ثم تستجيب لها مشاعرُهم، ولكنّها أُبهمت على آخرين.

عرفتُ لغة الدمع وأنا أسمع أنّات المستضعفين من الرجال والنساء والولدان.. لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً. عرفتُها ودماءُ الأبرياء صِباغٌ أحمرُ يغشى العيون والقلوب، فيذَرُها مهتاجة مستنفرة قد أنِفتْ لذيذ الطعام والمنام.

عرفتُ لغة الدمع حين اختطف الموت أول قريبٍ حبيبٍ نأى به المزار، وشطت بيننا وبينه الدار، وحال حائلٌ هو الشرُّ عَينه، وهو الظلم ذاته.. من أن يمسَّ صدري صدره، وأن تقبِّل شفتاي يده، وأن يَنعم سمعي وبصري وقلبي بحلو حديثه، ونور وجهه، ووفور عاطفته.

عرفتُ لغة الدمع حين عرفتُ الحبّ.. وكفى بالحبّ مدرسة ومعلماً، بل وأنعمْ به مرشداً ومفهّماً. كيف لا وأول ما تتلقى في هذه المدرسة العتيدة أبجديات الدمع.. خلاصةَ الحرمان واللوعة والاشتياق. كيف لا وللحب كتابٌ ضمَّ آهاً ودمعاً ودماً وكثيراً من مُهجٍ وأرواح. فكم من صدر أنَّ تحت وطأته، وكم من عين سقت خدوداً بتذكره، وكم من مهجٍ زَهَقت جرّاء علته.. فأوّلُه سقمٌ وآخرهُ قتلُ.

عرفتُ لغةَ الدمع حين عرفتُ الغربة، وحين أحنيت رأسي مقبّلاً يد أمي، وحين تلفتت عيني تجاهها فمذ خفيت عنها تلفّتَ القلبُ.

عرفتُ لغة الدمع حين عرفتُ الأخوّة.. وللأخوّة معانٍ لا يحصرها عقلٌ ولا عدٌّ، وإنما يعرفها قلبٌ وشعور ووجد.

عرفتُ لغة الدمع حين سمعتُ "الوداع"...

فوداعاً يا صديقي، وداعاً ودموعاً وشيئاً من ضنىً واشتياق.

وإلى لقاءٍ قريب.. فإن لم يكن هنا، فعساه عند مَليكٍ مقتدرٍ.. أقربَ وأرحَب.

(مَن صدقك الحب والأخوّة: سحبان فاروق مشوح).

نأيتم  فغيرَ   الدمعِ   لم   أرَ   وافياً        سوى زفرةٍ منْ حرِّ نارِ الجوى تغلو
 




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
5- سر الدمع
س - ماليزيا 18-01-2010 09:15 PM
الصبر والرضا بقضاء الله
والابتهاج والشكر له
لا يعني ذلك كله الا نطعم الدمع
ولا نتقلد تلك اللآلئ الجميلة على الوجوه
الدمع سحر لا يمنع من الرضا والابتهاج
4- سر الدمع
س - ماليزيا 18-01-2010 05:24 AM
ليس الدمع عنوانا على الحزن
ولكنه تعبير عائم عن الحيرة وصد القلوب
ولذلك هو رمز يستخدمه الكثير في مواجهة قساة القلوب
وليس للدمع سر عصي على المعرفة
الدامع هو ذلك الذي رأى الجفوة في وجه الآخر
وهو ذلك المقيم على العهد كذلك
3- دمعتي صديقتي
مياده ع.ج.ي 17-12-2009 02:22 PM
في البدايه قلت يكفي ولن أكمل
ولكن أحببت أن أضيف وأن أقول
ليس بالضروره أن نربط الدمع بالحزن ولكن نستطيع أن نقول أنهرفيق لأفراحنا
فلا نيأس ولنبتهج دوما ولنشكر الإله
إخترت في كلا التعليقين نفس عنوان التعليق
لأن الدموع لها أسرارها
2- دمعتي هي صديقتي
مياده 16-12-2009 09:48 PM
من منا لم يعرف البكاء ولم تسيل الدموع على وجنتيه
من منا لم تسقى وجنتيه بهذه اللآلئ الفضيه
من منا لم تكن صديقته في وحدته وفي حزنه
من مناولد ولم تكن أول رفيق له
من ومن ومن ومن ومن....................
هذا يكفي
فلنكن صبورين ونرضى بقضاء الله
1- ما أفصح دمعك
عمار يحيى الضايع - سورية 21-07-2009 06:35 PM

قد عرفتَ لغة الدّمع كثيرًا ..

فهلا اجتهدت في تعلّم لغة الابتسام :)

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة