• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

الأمومة المتنكرة

الأمومة المتنكرة
نانسي خلف


تاريخ الإضافة: 19/1/2014 ميلادي - 17/3/1435 هجري

الزيارات: 6483

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأمومة المتنكرة

 

تقول، بل وتعمم: "إذا أصبحت أماً فلن تعيشي حياتك".

 

كل ما يدور في عقل هذه السيدة المتأففة من منصب الأمومة: "أخاف أن يفوتني قطار الحياة وأنا مغموسة بتربية الأولاد؛ أغير ملابس هذا وأطعم ذاك وأنظف وأحمم و... ولذلك فإن خادمتي هي ذراعي الأيمن؛ فإذا أردت أن أزور صديقتي أو أصفف شعري أو حتى أخرج مع زوجي لزيارة الأصدقاء فخادمتي تبقى معهم وتعتني بهم وتلاعبهم، وإلا فأنا لن أعيش حياتي، لا بل وسأحرم عملي.. وهو محال بالنسبة لي؛ فكيف لي أن أثبت وجودي إذا خسرت وظيفتي؟!".

 

إنها عقدة "أنا أمّ... إذن لن أستمتع بحياتي".

 

ولكن من قال إنَّ الأولاد يقفون عثرة في طريق سعادة الأم وتطوير ذاتها؟! ولِمَ نحمِّل الأطفال جريرة هذه الوساوس السوداء وهم زينة الحياة الدنيا؟! فلو وضعت كل أمٍّ عقلها في ميزان الشرع فإنها ستنعم بحياة متوازنة، فتؤدي ما عليها من واجبات وهي تتذوق حلاوة هذه المسؤوليات بدون التوقف عن تلبية الاهتمامات وممارسة الهوايات، إنه (فقه الأمومة) والفهم الدقيق لرقي هذا المنصب الذي يحمل بين ثناياه تشريفاً يستحق عناء التكليف.

 

والبداية من نزع قناع يتنكر بالأمومة ليخفي الوجه الحقيقي خلفه فيحصر التربية بالملازمة الجسدية فقط والمهام الصغيرة كتحضير الطعام وتغيير الثياب والاستحمام، وإن كنا لا ننكر أنها جزء من التربية، ولكن هل هي هدف بحدّ ذاتها؟

 

إليك أيتها الأم الكريمة الهدف التربوي الأعلى والغاية الأسمى في قول ربنا جل وعلا: "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة". فهل يُصنع الخليفة - أو كما في مصطلح التنمية البشرية "القائد" - بالاكتفاء بالجانب الجسدي في عملية التربية؟ ماذا عن التربية النفسية والاجتماعية والخلقية والإيمانية؟ وماذا عن تنمية المهارات وترميم السلوكيات وبناء الشخصية؟

 

وأرى أن الحل يكمن في ملازمة الأم أبناءها؛ ولا تقتصر الملازمة على وجودك مع الأولاد جسدياً، بينما تحرمينهم التوجيهات والتواصل الفعال وتحرمين نفسك من التعرف على مزاياهم وما ينبغي تحسينه في شخصياتهم وتوكلين هذه المهام للخادمة أو أيٍّ كان. وكما يقول خبراء التنمية البشرية: "نحتاج إلى 1840 مهارة لصناعة القائد الصغير"، فهل ينفع ههنا التفويض؟؟

 

ومن الزاوية الأخرى فالملازمة لا تعني أن أكون مع أولادي لحظة بلحظة فلا أفوت موقفاً إلا وأقول (افعل) أو (لا تفعل) فإن أولادي يحبون وجودي معهم ولكن ليس "الوجود المثقل" الذي يمنعهم من إبداء الرأي ويحاسبهم على الفاصلة والنقطة فتتحول العلاقة بيننا إلى آمر ومأمور، وقد يؤدي ذلك إلى قطع وسائل التواصل الفعال بيننا.

 

"الزموا أولادكم" بتسخير (الوقت الكافي) فنكون جنوداً مجندة معهم و "الزموا أولادكم" (بالوقت الوافي) لتنمية مهاراتهم فنكون معهم قلباً وروحاً وعقلاً، وما بين (الكافي) و (الوافي) ألا يغريك منصب "الأمومة" بعيداً عن مقولة (أنا أم فلن أعيش حياتي)؟

 

والآن أشرقي أيتها الأم الواعية بوجه ينزع هذا القناع عن صانعة القائد ومُنَشِّئة الرائد.

 

وإلى أمٍّ ذات قلبٍ همّام يتطلع بأولاده نحو الأمام أقول: لا تتنكري بصغائر المهام، ونلتقي بإذن الله في ساحة المثابرة والإصرار.

 

تُنشر بالتعاون مع مجلة (منبر الداعيات)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- بارك الله بك
منى غازي الحسن - لبنان 19-01-2014 05:07 PM

الله يجزيكي الخير
نعم اﻷولاد زينة الحياة الدنيا والله تعالى خلق المرأة لتكون أما فتتعبد الله بتربيتها ﻷولادها وملازمتهن على وجه هو بين الإفراط والتفريط

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة