• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

بين اللحظة وما يليها ( قصة )

يوسف عماره بن عيسى


تاريخ الإضافة: 16/1/2014 ميلادي - 14/3/1435 هجري

الزيارات: 4241

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بين اللحظة وما يليها


من النور إلى الظُّلمة، من الأخضر الزاهي إلى الرماد الأسود الكالح، من الأعراسِ إلى الجنائز، من أهازيج الفرح وزغاريد الغِبطة إلى صيحاتِ الشُّجون، ودموع التَّرَح، من الغناء والرَّقص إلى النُّواح والانقباض، من الكوثر المقدَّس إلى السِّجِّين الملعون، من صفوةِ السماء إلى اكفهرار الفضاء والجو، هذا ما رآه صَبيَّانِ في حديث سنِّهما بعد انتصابهما أمام قريةِ آبائهم وأجدادهم، ظلوا ذاهليْنِ في وجه صورة هاته القرية التي استحالت لِما هي عليه الآن، وهنا طفِق أحدهما بالكلام وقال لصاحبه في همس:

• "عجبًا، عجبًا، لو قال لي أحد غير أبي: إنَّ هاته القريةَ كانت جنة، لَمَا صدَّقته".

 

قال الآخر وهو لا زال في استغراقه:

• "الجنة، أيَّة جنة، بل هذا جحيم، تعالَ نمشِ يا صاحبي بين هذا الخرابِ".

 

تقدَّما بخطوات مطوَّلة ليتجنبا أذى الأثاث والأغصان المنتثرة في كل مساحة، يتقدمانِ ثم يتريثانِ دقيقة ليحوِّلا أنظارهما حول فضاء الخراب الذي يكتنف جسديهما النَّحيفَيْن، لا زالا على هذا الحال حتى رفع أحدُهما من الأرض أشياءَ بات استغراقه نحوها طويلاً، ثم نادَى صاحبه ليراها، وقال له في صوت خافت ومخيف:

• "أتعلم ما هذا؟!".

 

لم يرُدَّ عليه، لم ينبسِ الصبي بكلمة، كأنَّه عجَز عن النطق، فمرَّا بلحظاتِ سكوتٍ، وفجأة صرخا صرخةً كأنها واحدة "رصاص، رصاص"، وجِلَتْ نفسُ الطفل، واشتد خَفَقان قلبِه، وصرخ متلهفًا:

• "هلُمَّ بنا نهرب، هلُمَّ بنا نركض، قبل أن نستحيلَ إلى فتات كهذا الذي حَوْلنا، هيا يا صاحبي، يا أخي، يا بن وطني، إنَّه الدمارُ القاتل، إنه الاستعمار السفَّاح".

 

أسرَع الصبيانِ بالركض، ركضَا شديدًا كأنَّهما مُطارَدان، بين اللحظة وما يليها صار الصبيانِ مطاردينِ، نعم، هما كذلك فوق أرضِ بلادهم سوريا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة