• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

فقد العزيز

أسامة طبش


تاريخ الإضافة: 25/12/2013 ميلادي - 21/2/1435 هجري

الزيارات: 4107

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فقد العزيز


وهو في غرفته، مستلقٍ على سريره، أحسَّ بشوق عجيب لشقيقه الذي وُورِيَ الثَّرَى قبل عامين، حنين إلى ذكراه غمره في لحظته تلك، حاول نسيانَ وتجاوز الأزمة، لكن ما باليد حيلة؛ قد كان توأمَ روحه، وأقرب إنسان إلى قلبه.


تمتدُّ يده دون شعور منه إلى درج الطاولة التي بجانبه، يفتحه، ثم يُخرِج دفترًا صغيرًا، كتب عليه أجمل ذكريات طفولته، قلَّب صفحاته، الواحدة تلو الأخرى؛ لتقع يده على صورة لأخيه، صورة فوتوغرافية، آخر ما يُذَكِّره به من ماضيه الجميل، نظر إليها، وكأنه ينظر إلى شقيقه عِيانًا، عيناه تلمعان بابتسامة على وجهه المضيء، كان في ريعان شبابه، لم يجاوز الخامسة والعشرين من عمره، ملأ البيت بهجة وفرحة بِرُوحه المرِحَة، ما يُهَدِّئ الرُّوْع، ويُسَكِّن الفؤاد أنه كان صالحًا، فلم تكن تفوته صلاة بالمسجد، يخرجان مع بعضهما البعض من البيت؛ لِيُعْجَب بتوادِّهما جيران الحي الذي يقطنان فيه.

 

أخواته البنات ووالداه تعودوا على فراقه بعض الشيء، أما هو فلا، ترك في نفسه جرحًا غائرًا لا يندمل، القلب ينبِض شوقًا إليه وحبًّا، تنزل دموع من العينين؛ حزنًا على فراقه لتغسل بعضًا من الألم، عندما أَلَمَّ به داؤه العضال، وفَتَك به خلال شهور معدودة، الكل في البيت كان على قلب رجل واحد، يُلَبُّون جميع طلباته، ويسهرون على راحته، لكن شاء الله أنْ وَافَتْه المنيَّةُ بعد دقائق من بزوغ الفجر؛ لترتفع روحه إلى بارئها، ويكتنف الحزن جميع أرجاء المنزل.

 

توظَّف لتوّه بإحدى الشركات، وكان مشرفًا على خِطْبة ابنة عمه، جهَّز لوازم البيت الذي سيسكن فيه، ثم رحل، ورحلت معه كل أحلامه الورديَّة، شقيقه الذي يَقرُبُه سنًّا لن ينسى أبدًا ذكراه، سيبقى مخلصًا له، ترك فيه أثرًا جميلاً، بقي مغروسًا في فؤاده، هو الإخلاص الخالص إذًا الذي جمع بين هذين الشقيقين، فكانا مثالاً لِعُرَى أُخُوة لا تنفصم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة