• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

من سمات الجمال .. القصد

من سمات الجمال .. القصد
أ. صالح بن أحمد الشامي


تاريخ الإضافة: 23/12/2013 ميلادي - 19/2/1435 هجري

الزيارات: 7321

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من سمات الجمال

القصد


ونعني بهذه السمة نفي "العبث" عن الموضوع الجمالي.


والسلامة من العيوب سمة ترتبط بالموضوع الجمالي ذاته، أما السلامة من العبث فنعني بها وجود "باعث" و"غاية" للموضوع الجمالي، وهو أمر خارج عن الموضوع، وإن كان ذا أثر بالغ فيه.


والعبث أمر يرفضه المنهج الإسلامي في أصوله وفروعه.. كما يرفضه الجمال على وجه الخصوص، لأن الجمال تناسق وتوازن وإحكام - وهي تقوم على القصد والإرادة - والعبث لا يقوم على منهج وليس له غاية.. ولذا فهو والجمال على طرفي نقيض.


وقد تحدث القرآن الكريم عن هذه السمة وأولاها عناية خاصة تتناسب مع أثرها الكبير في أمر الخَلْق والاعتقاد. ولنستمع إلى الآيات الكريمة وهي تتناول هذه السمة:

قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ﴾[1].


وقال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴾[2].


وقال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾[3].


وقال تعالى: ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ﴾[4].


إنه القصد، فلا عبث ولا لعب، ولكنه الحق الذي قامت به السموات والأرض وما بينهما.


وخاطب الله تعالى أولئك الذين انحرفوا في الحياة الدنيا وقضوا حياتهم لهوًا وعبثًا، خاطبهم في مقام الإِنكار عليهم بقوله: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾[5].


وسمة القصد ظاهرة جلية في هذا الكون يستطيع رؤيتها والإحساس بها أولو الألباب ذوو الحس المرهف والرؤية الصادقة التي تتجاوز الأشياء إلى ما وراءها. وقد قرر القرآن الكريم هذه الحقيقة بقوله:

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾[6].


إنه تفكروا في خلق السموات والأرض.. فهداهم تفكيرهم إلى الوقوف على الحكمة والقصد في هذا الخلق.. فارتفعت أصواتهم بهذه الحقيقة ﴿ ربنا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ ﴾.


والإنسان - الذي لم يخلق عبثًا - مطلوب منه أن لا يعيش عبثًا، إنه ينبغي له أن يعقل غاية وجوده، فيكون عمله في ضوء هذه الغاية، والهداية الإلهية تأخذ بيده لتنطلق به في طريق الرشد والصلاح، وعندها يعي أنه لن يترك سدى ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾[7].


فالعمل الذي يقوم به الإنسان ينبغي أن يكون له باعث وغاية، وأن يكونا إيجابيين، وحينما لا تتوفر فيه هذه المتطلبات فهو مصنَّف في قائمة العبث، وهذا ما سجلته الآية الكريمة في إنكار هود عليه السلام على "عاد" - وهم القوم الذين أرسل إليهم - حيث قال لهم: ﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ ﴾[8].


قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية: "اختلف المفسرون في الريع بما حاصله أنه المكان المرتفع عند جوادّ الطرق المشهورة، يبنون هناك بنيانًا محكمًا هائلاً باهرًا.. وإنما يفعلون ذلك عبثًا لا للاحتياج إليه بل لمجرد اللعب واللهو... ولهذا أنكر عليهم نبيّهم عليه السلام ذلك لأنه تضييع للزمان وإتعاب للأبدان في غير فائدة واشتغال بما لا يجدي في الدنيا ولا في الآخرة".


وجاء في تفسير الظلال: "والظاهر أنهم كانوا يبنون فوق المرتفعات بنيانًا يبدو للناظر من بعد كأنه علامة، وأن القصد من ذلك كان هو التفاخر والتطاول بالمقدرة والمهارة، ومن ثم سماه عبثًا، ولو كان لهداية المارة ومعرفة الاتجاه ما قال لهم ﴿ تَعْبَثُونَ ﴾".


إن هذا البناء ليس لهداية الناس وإرشادهم إلى الطريق، وليس نُزلاً لراحة المسافرين.. إن الباعث لإقامته لم يكن إيجابيًا، ولم تكن الغاية كذلك إيجابية.. ولذلك كان عبثًا.

••••


وبعد التعرف على "القصد" كسمة أصيلة في المنهج الإسلامي، نعود للحديث عنه في الظاهرة الجمالية:

إن العبث في الموضوع الجمالي - في ظلال المنهج الإسلامي - غير متصوَّر، ذلك أنا نلمح خلف الموضوع الجمالي إحدى مهمتين:

• إما أنه وجد ليؤدي غرضًا جماليًا محضًا وهو هنا عمل تحسيني أو تزييني.


• وإما أنه وجد لأداء مهمة ما، والجانب الجمالي فيه أمر تحسيني.


وفي الحالة الأولى تعتبر مهمته هي تلبية نداء الفطرة في الوفاء بحاجة الإنسان إلى الإحساس بالجمال، وفي الحالة الثانية يكون له مهمتان، الأولى وهي التي وجد الشيء من أجلها - وهي رئيسية - والثانية ثانوية وهي أداء تلك المهمة بطريقة جمالية.


وقد يرتقي الموضوع الجمالي، فيكون أداء وظيفته عن طريق جماله، وتلك الدرجة العليا في الجمال. حيث تؤدي آليَّة الشيء عن طريق جماله..


جاء في الظلال - رحم الله مؤلفه رحمة واسعة -:

"إن عنصر الجمال يبدو مقصودًا قصدًا في تصميم هذا الكون وتنسيقه، ومن كمال هذا الجمال أن وظائف الأشياء تؤدي عن طريق جمالها، هذه الألوان العجيبة في الأزهار تجذب النحل والفراش مع الرائحة الخاصة التي تفوح. ووظيفة النحل والفراش بالقياس إلى الزهرة هي القيام بنقل اللقاح، لتنشأ الثمار، وهكذا تؤدي الزهرة وظيفتها عن طريق جمالها... والجمال في الجنس هو الوسيلة لجذب الجنس الآخر إليه، لأداء الوظيفة التي يقوم بها الجنسان. وهكذا تتم الوظيفة عن طريق الجمال"[9].

••••


نخلص مما سبق إلى القول بأن "القصد" سمة ضرورية لتحقيق الجمال، وبهذا ينتفي "العبث" ويسلم الموضوع الجمالي من كل العيوب...



[1] سورة ص [27].

[2] سورة الأنبياء [16].

[3] سورة الدخان [38].

[4] سورة التغابن [3].

[5] سورة المؤمنون [115].

[6] سورة آل عمران [190 - 191].

[7] سورة القيامة [36].

[8] سورة الشعراء [128].

[9] في ظلال القرآن 5/2943.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة