• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

من سمات الجمال .. السلامة من العيوب

أ. صالح بن أحمد الشامي


تاريخ الإضافة: 16/12/2013 ميلادي - 12/2/1435 هجري

الزيارات: 9867

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من سمات الجمال

السلامة من العيوب


هل للجمال سمات يعرف بها؟

إن الجمال من اللطف والشفافية بحيث لا يدرك كنهه، ومحاولة التعرف عليه تكون تارة بتفحص آثاره، كما تكون تارة أخرى بالتعرف على أسبابه، ومع ذلك يظل مستعصيًا على الخضوع لضوابط يمكن قياسه بها.


وإدراك الجمال يحصل بسرعة فائقة، الأمر الذي لا يتيح لنا انتظار إجراء المحاكمة العقلية للتثبت من وجود تلك السمات والخروج بنتيجة، فإدراك الجمال يتم قبل أن تكتمل المناقشة العقلية... فما فائدة هذه السمات والحديث عنها؟


ونحن - في بحثنا هذا - لا نريد أن نسلك مذهب الذين أرادوا تقنين الجمال وضبطه بمقاييس حتى يتسنى لهم إخضاعه لقواعد قابلة للقياس... فقد تبين لنا من البحوث السابقة عقم هذا المذهب، ذلك أن طبيعة الجمال تأبى هذا المسلك.


ولكنا نتساءل: ألا يخدع البصر؟ وهو الحاسة الرئيسية في إدراك الجمال، وإذا خدع البصر فإن إدراكنا للجمال يكون قائمًا على الوهم!! أليس السراب من الأمور التي يخدع بها البصر دائمًا؟.. نعم... ولكن الذي عرف ظاهرة السراب لا يمكن أن يخدع ويسيطر عليه الوهم، إنه بمجرد رؤية السراب يعرف أنه ليس أمام الماء، ولكنه أمام انعكاس لأشعة الشمس على السطح الواسع[1]..


وإذن بمعرفة الحالات التي يوجد بها السراب يمكننا التفريق بين الماء حينما يكون حقيقة وبينه حين يكون سرابًا، فالمعرفة فيها من الفائدة الشيء الكثير... وبواسطة سمات الجمال نستطيع التمييز بين الجمال الحقيقي وبين سراب الجمال.

••••


وإن هذه السمات التي أشرنا إليها ليست خاصة بالجمال. بل هي سمات وضعها المنهج كقواعد عامة يستفاد منها في كل المجالات، وللجمال فيها نصيب، إذ بها يعرف الصحيح من الفاسد، والخطأ من الصواب.. كما يمكن الاستفادة منها في ميدان الكمال.. والجمال.


إنها سمات يمكن الاسترشاد بها في التعرف على:

عظمة هذا الكون.


وجمال هذا المخلوق (الإنسان).


وعظمة المنهج الذي وضع لضبط هذا الإنسان.


وهي - بعد هذا كله - ينبغي أن تكون مقياس عمل الإنسان وسلوكه ما دام ملتزما ًبمنهج الله تعالى.


إنها قواعد عامة تؤكد لنا خاصية الشمول التي سبق الحديث عنها.


وفي بحثنا هذا سنقف على بعض هذه السمات...


السلامة من العيوب:

رأينا كيف أن الجمال يُدرَك للوهلة الأولى، ولكن هذا الجمال لا يكون حقيقيًا إلا إذا خضع بعد ذلك لرؤية عقلية متفحصة. وعندها يكون الحكم صادقًا، بعيدًا عن الوهم.


والسلامة من العيوب هي السمة الأولى التي يتفحص العقل وجودها في الشيء الجمالي، إذ هي نقطة الانطلاق إلى عالم الكمال والجمال.


والقرآن الكريم يلفت النظر إلى التأكد من وجود هذه السمة، وذلك بعد أن يسجل وجود الظاهرة الجمالية:

ففي الحديث عن جمال الكون قال تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ﴾[2] فأشارت الآية الكريمة إلى جمال السماء وزينتها، ثم بينت عدم وجود التشقق فيها وهو نفي للعيوب، وقد جاء تأكيد هذا في مكان آخر حيث قال تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ﴾[3].


قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير الآية: ﴿ مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ ﴾ ليس فيه اختلاف ولا تنافر ولا مخافة ولا نقص ولا عيب ولا خلل لهذا قال تعالى ﴿ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ﴾ أي انظر إلى السماء فتأملها هل ترى فيها عيبًا أو نقصًا أو خللاً أو فطورًا... ﴿ مِنْ فُطُورٍ ﴾ أي شقوق. ا. هـ. ولم تكتف الآية الكريمة بنفي العيوب بل طلبت تكرار وإعادة النظر حتى لا يظن الإنسان نفسه أنه أمام الوهم ولذا جاء التأكيد في الآية التي تليها بقولها تعالى: ﴿ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ﴾[4] إن البصر سيعود صاغرًا كليلاً منقطعًا من الإعياء إذ لم يستطع العثور على نقص..


إن وجود العيوب يذهب بجمال الزينة مهما بلغ رونقها وعظم حسنها.


وفي صدد الحديث عن الإنسان قال تعالى: ﴿ يا أيها الإنسان مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴾[5]. جاء في صفوة التفاسير في تفسير: (سواك) جعل أعضاءك سليمة سوية، وقال ابن كثير: ﴿ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴾ أي جعلك سويًا مستقيمًا معتدل القامة منتصبها في أحسن الهيئات والأشكال. ا. هـ. وهكذا تشير الآية إلى السلامة من العيوب..


وقال تعالى في وصف البقرة: ﴿ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ﴾ ثم قال بعد ذلك في وصفها ﴿ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا ﴾[6] قال ابن كثير: عن قتادة: مسلمة: لا عيب فيها.


وهكذا يتبين لنا أن سمة "السلامة من العيوب" تعد سمة ضرورية لتحقيق الجمال، ونؤكد أنها سمة عامة وليست خاصة ببحث الجمال، وكمثال على ذلك نورد قوله تعالى في وصف القرآن الكريم: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا... ﴾[7] فقد نفي عنه الاعوجاج والزيغ والميل وأكَّد هذا النفي بقوله (قيمًا) أي مستقيمًا.. وهكذا وصف بأنه سليم من العيوب.

••••


والإنسان مطلوب منه أن يحقق في عمله - ماديًا كان أم معنويًا - سمة "السلامة من العيوب" كحد أدنى لتحقيق المعنى الجمالي. وقد كثرت الآيات القرآنية الكريمة التي تحدثت عن ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ كما تعددت الآيات التي طالبت بإحسان العمل. وحتى يوصف العمل بالصلاح لا بد أن يسلم من العيوب، وتلك خطوة أولية في طريق الجمال.



[1] في الأيام الشديدة الحرارة يسخن الهواء القريب من الأرض أكثر من الهواء الأعلى بحيث تتعرض أشعة الضوء التي تمر قرب الأرض للانحناء باتجاه علوي، وينتج عن ذلك أن يظن الناظر على بعد، أن ضوء السماء هو بركة ماء على الأرض وتدعى هذه الظاهرة بالسراب وهي شائعة في الصحاري وفي الأيام الشديدة الحرارة حيث يخدع المسافرون العطاش بمنظر وهيمي للمياه. [عن كتاب: الطقس. من سلسلة مكتبة الثقافة العلمية الميسرة رقم 14].

[2] سورة ق [6].

[3]سورة الملك [3، 4].

[4]سورة الملك [3، 4].

[5] سورة الانفطار [7].

[6] سورة البقرة [71].

[7] سورة الكهف [1].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة