• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الخليس

محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 12/12/2013 ميلادي - 8/2/1435 هجري

الزيارات: 4948

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخَليس

 

كان دوره في المثول بين يدي حلاَّق القرية قد أتى، وسوف ينهض الآن ليتزين، ويتجمل، فليس له أن يُقَدِّم أحدًا عليه، فمن الواجب أن يقدموه هم على أنفسهم؛ فهو كبيرهم، ومن سِنِّ جدهم، أفزعتْه التقنيات العالية الأكثر تعقيدًا التي طرأت، بل فُرِضت على دكان الحلاق؛ لمواكبة العصر، ومستلزمات الزينة، ورغبات وهوى شباب اليوم.

 

لم يعبأ بها؛ فقد وصل أخيرًا لكرسي التزين، وما له سوى المكوث لدقائق، ثم الانصراف، والعزوف عما يرجوه الشباب.

 

ولما نظر في المرآة أزعجته تجاعيد وجهه، وأخاديد الزمن، كأنه لأول مرة يراها؛ ففرَّ منها هاربًا ولم يُعَقِّب، وغض الطرف ناظرًا لأسفل، فكانت الفاجعة؛ إذ بدت لعينيه خصلات الشعر المشتعلات بياضًا، تحصدها آلة الحلاق، كأنه يوم حصاد، تكاد تضيء لو انقطع "التيار الكهربي" فيصبح أضحوكة الحضور، وما أغلبهم بالراشدين، وكأنه لأول مرة يراها.

 

تحسَّر وكتم تنهيدة، ربما لو أخرجها أراحت صدره الكَمِد، لكنه أخفاها معَرَّة أن يُحس بها الحضور، أو يسمع من الحلاق كلامًا لا يريده، فسمْتُ البعض منهم مجاراة كل وافد على كرسي الزينة؛ حتى يمضي الوقت، ولربما تغاضى للحلاق عن عثرات الجور على الشعر وغيره.

 

مرت قاطرة العمر أمام عينيه مرورًا، استوقف منها يوم أن عَثَر في رأسه على شعرة بيضاء واحدة، فتبادل يومها هو والحلاق الضحك.

 

وقال له الحلاق القديم متهكمًا قول الشاعر:

لا تَعْجَبِي يَا سَلْمُ من رَجُلٍ
ضَحِكَ المَشِيبُ برأسِهِ فَبَكَى

 

ها هو اليوم يتمنى لو يعثر على شعرة سوداء واحدة يرائي بها الحضور، فلا يجد، فر هاربًا للظلام؛ فلربما كانت الظلمة مفرًّا لمن يزعجه النور؛ غفا فاستيقظ على صوت الحلاق يقول له: نعيمًا.

• أنعم الله عليك يا ولدي.

 

ثم وجد حصيلة سبعين عامًا من عمره المنصرم سُكبت على الأرض، فاختلطت الأعمار، والأبيض بالأسود، فصار (كالخَليس)، قال مهدِّئًا من فاجعة نفسه: أَوَمَا زال برأسي شعرٌ أسود خالط آخر أبيض؟!

 

تمت بحمد الله





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة