نداء القدس (قصيدة)

رَجَوْتُ  اللَّهَ  لا  أَرْجُو   سِوَاهُ        يُدَاوِي قَلْبَ  مَنْ  وَهَنَتْ  قُوَاهُ
سَرَى  صَوْتٌ  بَلِيلٍ  قَدْ  أَذَانِي        وَأَوْرَدَنِي حِيَاضَ  أَذًى  شَجَاهُ
إِذَا  القُدْسُ  الحَبِيبَةُ  قَدْ  أَفَاقَتْ        عَلَى   طَعَنَاتِ   غَادِرَةٍ    يَدَاهُ
تَبُثُّ   مَسَامِعَ   الدُّنْيَا   شَكَايَا        فِلَسْطِينٌ    حِدَادٌ    فِي    قُرَاهُ
أَتَاهُ    البُومُ    وَالغِرْبَانُ     لَمَّا        بَنُو  يَعْقُوبَ  قَدْ  هَتَكُوا  حِمَاهُ
فَكَمْ  طِفْلٍ   صَرِيعٍ   بِالأَفَاعِي        مَلاعِبُهُ    تُبَاكِي    مَنْ    بَكَاهُ
دُمُوعُ  الأُمَّهَاتِ   مَعَ   الصَّبَايَا        كَلَسْعِ السَّوْطِ لا  يُمْحَى  أَذَاهُ
وَمَسْجِدُنَا  القَصِيُّ  رَنَا  حَزِينًا        إِلَى  الحَرَمَيْنِ  يَنْعَى   مَنْ   بَنَاهُ
فَسَاحَةُ  قُدْسِهِ  صَارَتْ  خَرَابًا        سِوَى الأَحْزَانِ لا  يُبْدِي  مَدَاهُ
أَلا    بُعْدًا     لِصِهْيَوْنٍ     أَتَاهُ        كَمَا بَعِدَتْ  ثَمُودُ  رَدًى  طَوَاهُ
أَرَانِي    اللَّهُ    صِهْيَوْنًا    ذَلِيلاً        صَوَاعِقُ  قَدْ  أَذَابَتْ  مَنْ   قَفَاهُ
بَنِي  عَدْنَانَ  قَدْ  طَالَتْ   لَيَالٍ        وَسَيْفُ  اللَّهِ  لَمْ   يَلْمَعْ   سَنَاهُ
وَلَيْسَ   يُرَى   لِمَظْلُومٍ    نَصِيرٌ        يَشُدُّ  القَوْسَ  يَرْمِي  مَنْ   رَمَاهُ
فَكَيْفَ   تَنَامُ    نَاعِمَةً    عُيُونٌ        وَشَامٌ   قَدْ   دَهَاهُ   مَا    دَهَاهُ
رُوَيْدَكُمُ  فَلا   تُنْسَى   الخَوَالِي        إِذَا  مَا  شَمْلُنَا  فُصِمَتْ   عُرَاهُ
مِكَرٌّ   أَوْ   مِفَرٌّ   فِي   الفَيَافِي        فَعَهْدُ   الفَارِسِ   المَوْلَى   رَعَاهُ
فَهَيَّا   أَشْعِلُوا   لِلحَرْبِ    نَارًا        لَهَا    غَيْظٌ    عَذَابَاتٌ    لَظَاهُ
تَدُكُّ حُصُونَ  بَغْيٍ  قَدْ  أَطَالَتْ        عَلَيْنَا  العَسْفَ   تَعْلُونَا   خُطَاهُ
تُنِيرُ لَنَا  الدُّجَى  مِنْ  بَعْدِ  ظُلْمٍ        وَتَنْفِي  عَنْ  حُسَامِكُمُ   صَدَاهُ
فَيُرْوَى   مِنْ   دِماءٍ   لِلأَعَادِي        نَدِيمُ  الحَرْبِ  مَا  أَحْلَى   طِلاهُ
فَكُلُّكُمُ  صَلاحُ  الدِّينِ  جَاءَتْ        بِهِ   الأَقْدَارُ    وَاللَّهُ    اصْطَفَاهُ
وَحِطِّينٌ   عَلَى   بُعْدٍ    تَرَاءَتْ        تُنَادِي    عَزْمَنَا    فَمَتَى    تَرَاهُ
وَوَحْدَكُمُ  بَنِي   عُرْبٍ   وَقَفْتُمْ        لِصِهْيَوْنٍ    وَكُلٌّ    قَدْ    حَبَاهُ
يَدُ الأَقْدَارِ  قَدْ  كَتَبَتْ  عَلَيْكُمْ        قِتَالاً  سَوْفَ   يَطْحَنُهُمْ   رَحَاهُ
بَنُو يَعْقُوبَ - لا كانُوا - قِصَارٌ        عَنِ المَجْدِ الَّذِي صَعِدَتْ  ذُرَاهُ
فَلا يَا قُدْسُ لا  تَخْشَيْ  ضَيَاعًا        وَصَوْتُ   الحَقِّ   مَرْفُوعٌ   نِدَاهُ
فَمَهْمَا  طَالَ  لَيْلُكِ  لا  تَخَافِي        لَعَلَّ  الصُّبْحَ  يَأْتِي   أَوْ   عَسَاهُ
فَبَعْدَ  العُسْرِ  يُسْرٌ   قَدْ   عَلِمْنَا        (أَلَمْ  نَشْرَحْ)  لَنَا  دَوْمًا   رُوَاهُ

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي