• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / قصص ومسرحيات للأطفال


علامة باركود

الديك المغرور ( قصة )

الديك المغرور ( قصة )
نوال مهنى


تاريخ الإضافة: 10/11/2013 ميلادي - 6/1/1435 هجري

الزيارات: 108282

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الديك المغرور


ما أن بدأت خيوطُ الفجر تظهرُ في السماء حتى صحا الديك في نشاطٍ، وتسلق أعلى جدارٍ في الحظيرة، وظل يصيح: كوكو، كوكو، كوكو.

 

قامت الدجاجاتُ من النوم ومسحت عينَيْها بأجنحتها، واتجهت نحو الديك، وقد بدا نقيقها خافتًا، ثم وقفت في نظام تستمع إلى الديك.

 

صاح الديك بصوت جَهْوَريٍّ قائلاً: اسمَعْن أيتها الدجاجات، بعد قليل سوف تأتي "صباح" صاحبة الحظيرة، وتضع الماء والحبوب التي نتغذى بها، ثم تجمع البيض وتمضي، عليكن بالوقوف بعيدًا حتى أنتهي أنا من التقاط الحَبَّ الذي يروق لي أولاً حتى أشبع، بعد ذلك سأسمح لكُنَّ بالتقاط ما تبقَّى من الحبوب، وكل مَن تعترضُ أو تخالف هذه التعليمات سوف أنقرُها بمنقاري في رأسِها حتى يسيل دمها، صمتت الدجاجات ولم تُبْدِ أيَّ اعتراض، بعد قليل حضرت "صباح" ووضعت الحبوب أمام الدجاج ثم انصرفت، بينما وقفت الدجاجات بعيدًا ينظُرْنَ إلى الديك في انكسارٍ وذلة وخوف، وهو يلتقط الحَبَّ في شراهةٍ حتى شبِع، ولم يتبقَّ من الحبوب إلا القليل الهزيل، بعدها وقف فوق الجدار ونادى على الدجاجات لكي تأكل ما تبقى من الحَبِّ، صار الديك على هذه العادة كلَّ يوم حتى سمن وكبُر حجمه، شعرت الدجاجات بالظلم وبدأت في التذمُّر وقرَّرت أن تثور على الديك.

 

قالت دجاجة: ليس لنا طاقةٌ بمواجهة الديك؛ فهو كبير الحجم، ويستطيع أن ينقرنا بمنقاره القوي.

 

قالت دجاجة أخرى: بل نستطيع أن نتصدَّى للديك وننتصر عليه إذا اجتمعنا؛ فهو يستطيع أن يهزم كل واحدة منا منفردة، لكنه لا يقوى على مقاومتنا جميعًا، ثم إننا نحن مَن يُنتِج البيض الذي تبيعه صاحبة الحظيرة، وتشتري ببعض ثمنه الحبوب التي تقدِّمها طعامًا لنا، إذًا نحن أحق بالطعام من الديك المغرور.

 

قالت دجاجة ثالثة: إذًا علينا أن نتَّحِد ونعُدَّ الخُطَّة.

 

استحسن الجميعُ الفكرة وقرَّرن أن يبدأن الهجوم على الديك قبل أن تأتي "صباح" وتلقي بالحبوب، وعندما صحا الديك من النوم فوُجِئ بهجوم الدجاجات عليه، وراحت تنقرُه في جناحَيه ورأسه وعَرْفِه الذي يتباهى ويتفاخر به!

 

حاول الديكُ الدفاعَ عن نفسه، لكن هجوم الدجاج كان أقوى منه، بعد قليل حضرت "صباح" صاحبة الحظيرة ووضعت الحبوب على أرضية الحظيرة، ثم جمعت البيض في سلة صغيرة وخرجت، اندفعت الدجاجات إلى الحبوب وظلَّت تلتقط الحَبَّ حتى شبِعت، وتركت القليل الهزيل للديك، بينما الديك واقفٌ ينظر إليهن في ذلة وشعور بالمهانة، ثم طار إلى أعلى الجدار وظل واجمًا حزينًا، هبط صديقُه الهدهد ووقف إلى جواره وسأله: لماذا لم نسمع صياحَك الجميل هذا الصباح أيها الديك، فقد اعتدنا أن نسمعك تصيح مع أذان الفجر؟ ثم لماذا أنت حزين مهموم؟!

 

حكا الديك للهدهد ما حدث، وأنه تعرَّض لمؤامرة من دجاج الحظيرة.

 

قال الهدهد: اسمَع يا صديقي، أنت المخطئ؛ ما كان ينبغي أن تميز نفسك عن الباقين وتستأثر بالطعام دونهم.

 

قال الديك: لقد خُلِقت مُميَّزًا، أما ترى هذا العَرْف الجميل؟! إنه تاجٌ يزين رأسي، وهذا دليل على أنني ملكٌ من سلالة ملوك، فكل الديوك تحمل تاجًا على رأسها، أما الدجاجات فهن مجرد رعايا تابعات لي، ويجب عليهن طاعتي والخضوع لأوامري.

 

قال الهدهد: أنا مثلك أحمل خصلةً من الريش الملوَّن فوق رأسي، إنها تاج جميل يزين رأسي، ويميزني عن الكثير من الطيور، لكن هذا لا يجعلني أشعر بالغرور وأستكبر على أبناء جنسي، ولا يدعوني لظلم غيري؛ بل إن إحساسك بالتميُّز يجب أن يجعلَك تشعر بالمسؤولية تجاه الآخرين، فتترفَّق بهم وترعاهم وتتعاون معهم، فيلتفُّوا حولك ويُقدِّموا لك الحُبَّ والوفاء، ثم إن التواضع فضيلة وصفة محمودة، أما الغرور والاستكبار، فينُمُّ عن سوء الخلق.

 

طار الهدهد بعيدًا بينما ظل الديك يُفكِّر في نصيحة الهدهد الحكيم.

 

(تمت)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- قصة رائعة
ديمة وعماد 05-09-2018 08:01 PM

ديمة: القصة فائدتها جداً جميلة لأنها تتكلم عن الغرور
عماد: أجمل قصة في العالم

1- الديك المغرور
بوبكر قليل - الجزائر 20-01-2014 03:52 PM

تحياتي
قصة معبرة وحسنة ...شكرا لك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة