• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أكباد لا تلج البطون

أكباد لا تلج البطون
محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 5/11/2013 ميلادي - 1/1/1435 هجري

الزيارات: 4114

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أكباد لا تلج البطون


لا أشكُّ أنه حينما آوَى إلى سريرِ الصغير الرضيع يُداعِبه ويلاطفه، كان يبتغي الحنان والعطف والألفة أكثر من الرضيع نفسه الذي هو بحاجةٍ إليها، وتلك من أسمى مطالبه بعد الرضاع.

 

وأكاد أجزم أن الأب - هذا الذي حُرِم فترة كبيرة من الإنجاب - هو مَن يريد أن يغتنم الفرصة؛ رجاءَ استشعار ومعايشة حلاوةِ تلك العاطفة العالية الغالية.

 

لكن (كبير الأبالسة) لم يتركه ينعَمُ بها؛ إذ أرسل إليه مَن يُعكِّر عليه صفوَ تلك اللحظات الرائعة الطيبة، فاستدعى شبلاً من شياطين الوساوس والهلاوس، فاستسلم له الوالد المسكين كداعٍ من دواعي الفتنة.

 

وجعل يهمس في أذنيه:

لو كانت أمُّ الرضيع قد أنجبت في السنة الأولى للزواج، لكان هذا الرضيع الآن شابًّا يافعًا يغشى الجامعة بعد شهورٍ، ثم لائمًا نفسه أن لو كان قد تزوَّج في سن أصغر لَما حدث هذا الفارق الشاسع والبَوْن الواسع في العمر بينك وبين الصغير الرضيع؛ ثم أردف (شيطان الوساوس) هذا الموفَد من قِبل (كبير الأبالسة) أمام عينيه صورًا خادعة لرحيله الذي ربما يكون قد أصبح قابَ قوسينِ أو أدنى، ثم كيف سيواجه هذا الضعيف بحداثة سنه مباغتات ومفارقات الأيام، لكن عين الله التي ترعى المؤمنين حرسته كما كان من التقام الحوت لنبي الله يونس - عليه السلام - من قبلُ، فنُجِّي من كيدِ الأبالسة فغطَّ في النوم.

 

وكان لأبيه حقلٌ من القمح بدت تباشيرُ الحصاد تبرق في عينيه، يتوقُ الكافر للإثابة، وتتوقُ السنابل للحصاد؛ وإذ بالفجائية تباغتُهم بجرادٍ منتشر مسرعين لمطمع ومَغْنَم الزراع، فتنقضُّ على الحقل جملةً واحدة فتذرُوه هشيمًا تتولى أمرَه الرياحُ العاتية!

 

يستشعر صنيع أبيه آدم - عليه السلام - من قبلُ لَمَّا هبَط من الجنة بسببِ تتبُّعه خطوات (إبليس) جَد هذا الذي خدَعه الآن، فيضع يديه على جبينه يتحسر ويفكِّر فيما أصاب الحقل الجميل الموشك على الحصادِ قمحه الذهبي.

 

وإذا بالفجائية التي روَّعته في يانع السنابل تطمئنُه وتهدِّئ من رَوْعِه، وتُذهِب غيظَ قلبه وسخطه على حاله، فيبصر عن يمينه سبع سنبلات خضر يانعات استبشارًا باللواتي رَفَعْن يوسف الصِّدِّيق - عليه السلام - عزيزًا لمصر بإذن الله، لم تَطُلْهن أفواه الجراد المنتشر!

 

يتعجَّب: كيف نجوتُنَّ من جَرد الجراد؟!

في هذه المرة لم تفعل إذا الفجائية شيئًا؛ لأن أمه التي رحلت لم تغادر خلده أبدًا ولا وجدانه ولا قلبه، فتحت له القرآن عند قوله -تعالى-: ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً... ﴾ [النساء: 9]، فلمَّا أعمَل ناظره في المصحف يكمل الآيات قراءةً، غمز الرضيعُ إصبعَه الرقيق بشدة في عينيه فأيقظه، فاستشرق يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك إني كنت من الظالمين".

 

تم بحمد الله تعالى..





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- رائعٌ نثرك !!!
دكتور خاطر الشافعي - مصر 06-11-2013 03:44 AM

لعفوية الأحرف معك لون وطعم ورائحة...
سهلٌ مُمتنِع, صدقٌ مُتصِّل.. اختصار لإسم عنوانه الواقعية المُجرَّدة.. محمد صادق!!!!!
سلمت يا أديب الصدق... ودام تميُّزك.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة