• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

التدوير في الخفيف

التدوير في الخفيف
أ. د. أحمد كشك


تاريخ الإضافة: 2/11/2013 ميلادي - 28/12/1434 هجري

الزيارات: 6540

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التدوير في الخفيف


امتلكَ الخَفيف ظاهِرة التَّدْوير، وأصْبحَ الاتِّصال الشَّطريُّ مُنبئًا عنه فلم يوجَد مِن التوامِّ مِن البُحور بحْرٌ مثَّل التَّدْوير فيه ظاهِرةً مِثل بحْر الخَفيف؛ مِن أجْل ذلك فلن نُفصِّل في أمْر نماذِجه؛ لأنَّها في الوُرود طاغِيةٌ، وكيف يُبرَّر مَظهَرٌ هو إلى الثَّبات أقْوى وأثْرى! وعلى هذا فلَنا بعضُ تَعليقات تَقتضيها دَلالة الإِحصاء.

 

وإلى هذا الجدْول الدالِّ على استِخدام إيقاعِ الخَفيف.

العصْر

عدد الأبيات

التَّدْوير

نوع الفاصل

أل

ص

م

ل

الجاهليّ

346

187

10

110

38

28

الأُمويّ

767

160

12

88

35

22

العبَّاسيّ

4794

2219

197

1183

621

195

الأَندلُسيّ

335

103

13

49

36

5

المِصريّ المَملوكي

1842

696

35

375

238

48

الحديث

3517

1552

168

824

474

137

المجموع

11601

4917

435

2629

1442

435

 

ونِسبةُ ورُود التَّدْوير بالنِّسبة لما استُخدم مِن أبياتِ الخَفيف في الإحصائيَّة تَصلُ إلى (43%) تقريبًا، وهي نِسبة قابِلة للزِّيادة والقِلَّة؛ حيثُ الاختِبار خاصٌّ بإحْصائيَّة مُعيَّنة، لكنَّ أمْرَ الزِّيادة والقِلَّة مَحكومٌ بالقُربِ مِن هذه النِّسبة، وقد بانَ في الأبيات المُدوَّرة أنَّ الصَّامِت هو الذي امْتلَك كمًّا كبيرًا في تَصوُّر الفاصِل فقد وصَل إلى نِسبة (53.5%) تقريبًا مِن الأبيات المُدوَّرة، وجاء المَدُّ بعدَه بنِسبة تَصلُ إلى (29.5%) تقريبًا.

 

وفي هذا الكمِّ دَلالة على:

"أ" عدم الارْتِكاز على أن يَكون الفاصل "أل"، وهو صِيغَة تُبرِّر التَّدْوير باعْتِبارها كلمةً مُستقلَّة.

 

"ب" قِلَّة اللِّين الذي بإِمكانه أن يتسرَّب في حُدود تسرُّب المدِّ.

 

"جـ" الارْتِكاز على الصامِت باعْتِباره مَطلبَ اتِّصالٍ يَرومه البحْر.

 

"د" قد تُرامُ مِساحةٌ ما بالمدِّ لا تُساوي بحالٍ ما شَكْل العَروض.

 

وهذا مؤدَّاه تَعدُّد الإِمكانات الإِنشاديَّة وثَراؤها داخِل إيقاع بحْرٍ كالخَفيف.

 

ظلَّ التَّدْوير إذًا في الخَفيف طاغٍ، وقَبوله في الإِيقاع علامةً مِن علامات الخَفيف لا يُفسِّر وجودَه وإنَّما يُفسِّر غيابه.. ومِن الكَثافة الوارِدة يُبيِّن للدَّارس أن التوفُّز في إيقاع الخَفيف غير وارد، والتوفُّز يَحتاج إلى مواطِن وقْفٍ واستِراحة منها سكْتَة العَروض التي تُبيِّن حقَّه؛ فالبحْر انسيابيٌّ فيه استِرسال يَنفيه القطع؛ إنَّ أبا العتاهية حين قال (ص: 139):

عَزَمَ اللَّيلُ وَالنَّهَارُ عَلى أَنْ
لاَ يَملاَ تَفْرِيقَ كُلِّ جَمَاعَه

 

كانَ بإمْكانه أن يَقطَع استِرساله واقِفًا على "أن" ولو بدأ الشَّطر الثَّاني بأداة النَّفْي بعْد سكْتَة العَروض الخَفيفة ما أخطأ نظريًّا، لكنَّ حِسَّ الخَفيف الإِيقاعيَّ المُجوِّز للتَدْوير ظاهِرةً قارَبَ ما بين كَلمتَي العَروض والشَّطر الثاني؛ ليَجعلهما كلمةً واحدةً مؤكِّدًا الاستِرسال والاتِّصال بقَبول ظاهِرة صوتيَّةٍ - هي الإدْغام - يَختفي معها السَّكْتُ والقَطعُ؛ وها هي أبياتٌ لِلحارِث بن حِلَّزة اليَشُكريِّ[1] مِن مُعلَّقته تُوضِّح رَحابة الاتِّصال بإيقاع خَفيٍّ يَنفي وضوحَ الترنُّم:

وَأَتَانَا مِن الْحَوَادِثِ وَالْأَنْبَا
ءِ خَطبٌ نُعْنَى بِهِ وَنُسَاءُ
أَنَّ إِخْوانَنَا الْأَرَاقِمَ يَغْلُو
نَ عَلَيْنَا فِي قِيْلِهِمْ إِحْفَاءُ
يَخْلِطُونَ الْبَرِيءَ مِنَّا بِذِي الذَّنْ
بِ وَلاَ يَنْفَعُ الخَلِيَّ الْخِلاَءُ
زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ العَيْ
رَ مَوَالٍ لَنَا وَأَنَّا الْوَلاَءُ

 

استِرسال في قصِّ الخطْب الذي أتاه؛ فما فَعلَه بنو الأراقِم ممَّا شقَّ على الحارِث وقومِه وأساءَ إليهم يَحتاج إلى حديث طويل مُمتدٍّ تَتوه فيه السَّكتات الداخليَّة وأهمُّها سكْتَة العَروض، وأنا أَحسِب أنَّ المُنشِد الذي يُوالي نُطقَ هذا الحديث لَمُسرِع في نُطقِ أبياتِه دونَ وقْفةٍ طَويلةٍ أيضًا على القافِية.



[1] من "جواهر الأدب" (2/83).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة