• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

حافي على أطراف التاريخ

حافي على أطراف التاريخ
زهرة منصور


تاريخ الإضافة: 28/10/2013 ميلادي - 23/12/1434 هجري

الزيارات: 4687

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حافي على أطراف التاريخ


حدث ما حدث في هذا الزمان، وقد يحدُث في كل الأزمان، هناك أشخاص نسي التاريخ تعليقهم بذاكرته، فمضَوا به على أطرافه حفاةً يكتفون بالمشاهدة، وأحيانًا التعليق على بعض أحداثه، ويمرون مع السنين لا غبارَ عليهم، ولا أثر لهم في معارك التاريخ وأحداثه.


وصاحبنا حسنين وقف بجانب حماره على طريق قريته التُّرابي الفاصل بينها وبين المدينة، وتحت شمس الظهيرة الحمراء التي تدق برأسه مع أفكاره وطموحاته يحارِبُ ماضيَه الحزين، أخذ يتذكر نفسه قبل أربعين عامًا منذ ترك مدرسته، وهو مشغول بأرضه وحماره، وتمر أحداث التاريخ بجانبه ولا يعطيها أيَّ اهتمام، إلى أن جاء يومًا واستيقظ ورأى على جدران قريته صورَ رفيقه المرشح للمجلس التشريعي، وغيره من الأصدقاء والمعارف الذين أخذوا أماكنهم من التاريخ، وذكرهم على كل لسان، وأورثوا ما عندهم لعائلاتهم وقريتهم كي تفتخر بهم، وهو فارغ يعيش على الهامش لا حياة له، ووجوده وعدمه واحد، وخاف على عائلته أن ينقرض اسمُها على الألسن، وينقطع ذِكرها في المجالس، وازداد خوفه من سماعه لأبنائه وهم يتذمَّرون من حياتهم الضيقة، وكيف يمشون بجانب الحائط وهم خائفون، وغير مرئيين بمدارسهم وأماكن عملهم في وقت تشتعل به الحياة، وكل من حولهم يحمل رسالته ويثبِّت نفسه، وهم قد أورثهم أبوهم اللامبالاة والهامشية على الحياة.


فذِكرياته خالية من كل شيء سوى بأشخاص يعرفهم قد صاروا وكبِروا وهو يكتفي بالمشاهدة، أثقلته تلك الذاكرة التي لا تحفظه، إلى أن قرر قراره الذي لا رجوع عنه، وها هو بدأ بأول خطوة بالخروج من القرية إلى القصر عند الرئيس، ليلتقط معه صورة، ويخلِّد اسمه وصورته في القرية، وتفتخر به عائلته بأن أباهم في يوم من الأيام دخل التاريخ من أوسع أبوابه، وهو راكب على الحمار أخذ يتخيل نفسه عندما يقابل الرئيس، وكيف سيلتقط الصورة، وكيف سيسمع اسمه على كل لسان (حسنين له صورة مع الرئيس)، وسيمتلئُ منزله بكل أهل القرية ليروا صورة حسنين، وهكذا سيكون مثله مثل رفاقه له ذكر وصفحة في التاريخ! واستبشر بخطته.


وصل إلى القصر وقد اندهش وأخذته الرهبة بالبنيان والحرس والهيبة، وقال: (يا لهيبة الدولة والرئيس، ويا لهيبتك الآتية يا حسنين)، وفرح لذلك فرحًا عظيمًا؛ كونه مقبلاً على فِعل عظيم، نزل عن الحمار، واختال معه بقنبازه وعبايته التي خبأها من والده لمناسبة عظيمة، وقد حان وقتها، وربَط الحمار بسارية العلَم، ولم يأبَهْ بالحرس وصراخهم عليه: العَلَم، العَلَم، وهو كالعادة لا مبالٍ.


ومع تهديد الحرس اضطر لنقل حمارِه إلى شجرة بعيدة على نفس الرصيف، وعندما عرَف الحرس بمبتغاه، ضحكوا حتى اختنقوا بضحكهم، وسخِروا منه على حُلمه الذي لن يناله، فقال لهم: للرئيس صور كثيرة مع الناس، وما يمنعه أن يأخذ صورة معي؟! هذا حقي! فزاد ضحِكُهم، واستهزؤوا به، وحاولوا طردَه، إلا أن موكب الرئيس قد حضر بالقرب من حسنين المهمَّش، وتدافع الحراس لإبعاده، وسادت حالةُ استنفار واستعداد وهجوم، وهو لا يدري ما يحدث، وخطَرت على باله فكرة؛ حتى يبرز نفسه، ويَلفت نظر الرئيس، فبدأ بالتلويح بكوفيته والغناء بصوته الناشز والعالي، وإذا به يسمع أصواتَ جماهير مندفعة تقترب منه هاتفة بصوت مدوي: ليسقط الرئيس، وهو يلوِّح بكوفيته دون أن يفهم الهتاف محاولاً رفع كوفيته إلى الأعلى؛ كي يراها الرئيس، ووصلت الجموع لحسنين، وحملته على أكتافها؛ ظنًّا منها أنه سبَقهم، وكان أشجَعَهم عندما اقترب من الموكب حاملاً كوفيته، وقد ظنوا أنه يغني أغاني الثورة التي كانوا يتهامسون بها، وقد أعجبتهم جرأتُه، وقالوا: هذا بطَلُنا، وصرخوا: "وراك وراك يا زعيمنا".


وهكذا بالصدفة دخل التاريخ، وبالصدفة أصبح بطلاً، ومن الممكن أن يكون رئيسًا أو قائدًا أو...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- حسنين
أبو محمود - قلسطين 04-11-2013 10:43 PM

موضوع حسنين في القصة بالنسبة له تم إيجاد حل أقنع يه نفسه ، لكن يوجد من نوع حسنين كثير وكيف بمقدورهم أن يجدوا حلا لموضوعهم ، والحل المفترض هل سيكون على حساب آخرين كما فعل السابقون والمتسلقون الذين وصلوا إلى مراكز القرار على حساب الآخرين؟؟؟

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة