• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

ألوان الخوف (قصة قصيرة)

فاطمة إبراهيم سعد


تاريخ الإضافة: 8/6/2009 ميلادي - 14/6/1430 هجري

الزيارات: 14196

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ألوان الخوف (قصة قصيرة)
(مادة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب الألوكة)

 

بأقدام مثقلة إنهاكًا وتعبًا، دخلتُ إلى المطبخ الرمادي، رفعتُ أكمامي البيضاء، "دلقت" الصابون في زبدية عميقة، أفتح الصنبور، أمكث لحظات حتى يسخن الماء الجاري بقوة، ليصطدم بالصابون الأحمر، فيغدو سائلاً يشبه الدم، تقززت حينما جال بخاطري أن أصابعي تتمرغ في دمٍ صافٍ أحمر.

أدرت الصنبور في وجل، توقَّفَ اندفاع الماء، جففت يديّ بوضعهما على قميص الجامعة، درت نصف دورة حتى أرخي جسدي، وتتهالك قدماي، معلنة عدم قدرتها على الوقوف، أسند ظهري على دولاب (المجلى)، أغمض عيني، صوَر عديدة تدور بين تلافيف مخِّي، ألتقط منها صورة محاضرة الفيزياء اليوم، صورة طفلٍ جميلٍ أشقر، تلفاز مظلم صامت.

أبتر تتابع الذكرى القريبة، أتمتم: ألعن الفيزياء في سرِّي، لا بد أنها لوثتْ عقلي هذه الظهيرة؛ لكن أطباق الصيني ما زالت لزجة، بقايا المكرونة الرطبة يغري بغسيلها.

أثب، أرفع أكمامي "المعفطة" المعروقة، تتصاعد رائحة الصابون مع الرغوة البيضاء في الحوض، أبدأ بغسل الأطباق بالماء، ألمح حركة خاطفة سريعة أمام بصري، ترفُّ عيني اليسرى لمشاهدتها، ألمح جسمًا كلون العسل، لامعًا، برَّاقًا، الشَّعر يخرج منه، ويجعله يمشي عليه كوسادة.

- لااااع!! صرصار.

أفرُّ إلى خارج المطبخ، أجلس القرفصاء ملاصقة لجدار البهو، أنفاسي تلهث، دموعي تتساقط، زوايا المطبخ تنكمش، تتلاشى، تصبح تلفازًا يضج بأصوات القنابل، بالصياح، بالدم.

قوة مغناطيسية تجذبني، تشدُّني إلى هناك، أخترق زجاجه دونما أَلَم، الألم هنا خلفها، نارٌ حقيقيَّةٌ هنا، تتأجج، صبي أشقر يساري، أسمعه يتشهد، يعدو، دبابتهم الخبيثة تلحق خطواته الصغيرة، أرعبتني دبابتهم كصرصارٍ مليء بالشَّعْر المقزز؛ لكنه حقير لدرجة أنني يمكن سحقه بنعل، لكني جبانة كما نحن دومًا، أقف صامتة وهم يطلقون النار عليه، يواجههم بالحصى، وبنظرة عزة مخيفة، بينما أنا خرساء، أصابوه، تفجر الدم منه، وأنا ما زلت جامدة متخاذلة، لم أصرخ، لم أمزقْ حتى نجمتهم السداسية الزرقاء، لم أحل دون قتل الصبي الجميل.
 

كنت وما زلت تمثالاً شمعيًّا يقطر سلبية وذِلَّة، بكيت كثيرًا بقوة، دموعي خِلْتُها دمًا أسودَ، جدار البهو يقترب ليخنق أنفاسي، لينتقم للصبي الأشقر، أنفاسي تطير، تهرب بعيدًا، من واقعي الأخضر العفن.

في المساء أبوها الكهْل مستند على عصاه يناديها، يمنِّي نفسه بقهوة حلوة مُرة، يحب لونها الداكن، يمشي بمهل يذعر، يرى جسدها ممدَّدًا والزبد حول فمها، وأنفها يسيل بدمٍ أحمر، مخلفًا وراءه جلطة سوداء مكان القلب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- رائع
خالد حامد - السودان 13-12-2012 06:47 PM

قصة جميلة رائعة سلمت يداكم

1- قصة جميلة
عبدالله - مصر 08-06-2009 05:12 PM

نشكر الأستاذة الكاتبة فاطمة إبراهيم سعد على هذه القصة والتي تحمل مضمونا جيد
ونتمنى لكم الفوز بإذن الله

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة