الصباح الضحوك

في كلّ صباح أذهب إلى مكتبي مبكراً، أضعُ حقائبي وأقلّب مفكرتي، اليوم انتظرتُ طويلاً ولمّا يأت زميلي الذي يجمعني به مكتب لئيم صغير، انتظرتُ أكثر، فقدتُ مراقبته لحركاتي وسكناتي، وفقدتُ متابعتي عند فتح بريدي الإلكتروني، بل فقدتُ (مدة) رأسه من وراء ظهري خلسةً، وفقدت حديثه عن براءته وطيبته المزعومة.
 
حقاً أن تأخّره أزعجني فقد اعتدتُ على سلوكه اليومي الدائم، كما أنني تعوّدتُ على صبر طويل.
 
ضايقني ذاك الصباح كثيراً، تململتُ من جلستي؛ فخرجت إلى الممر لأقرأ لوحة الإعلان؛ تفاجأت من الخبر: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، سيتمّ دفن زملينا (وجيه) في المقبرة الشرقية بعد صلاة الظّهر.
 
تراجعتُ إلى مكتبي وقد ترددتُ حتى في النظرات... رحل ... حقاً رحل... لن يعود لتتبعي ... لكنني تعوّدت عليه .... ودخلت في دوامة تفكيري.......