• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

شيء من سوادي

شيء من سوادي
رؤوف بن الجودي


تاريخ الإضافة: 10/10/2013 ميلادي - 5/12/1434 هجري

الزيارات: 4128

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شيء من سوادي


أعتذر لنصفي الأبيض؛ لما يَقترِفه نِصفي الأسود، وقد عهدتُ لهذا الأخير بقيادة نفسي وكبحِ هواها، وتقييد ملاذِّها ومتاعِها، وتوجيهِها توجيهًا حسنًا، فكان إليه المنتهى في التصرُّف والقَرار، فساقَني إلى المهالك، وما طفقتُ أَخرُج مِن همٍّ حتى يولِجَني في همٍّ أعظمَ وأكبَر، ويُوهِمني بأنَّ التعاسة قدَري، وأن السعادة ما هي إلا تسلية يستعملها الكُتاب؛ ليَختموا بها القصص الغرامية، ويَبثُّوا بها الأمل في قلوب القرَّاء فيتخدَّروا، وصنَع لي من طينة الهوى إلهًا صدَّني عن سَماعِ ما كان يُخالِجُني به ضميري، ومن رؤية الهُدى الذي كان يُرشِدني إليه برهاني، وغشَّاني حتى أصبَحَ التِّيهُ الصِّراط المستقيم الذي لا حيدة عنه!

 

فعلَتْ همَّتي في اقتِراف الآثام وارتكاب المعاصي، وفترَت بالمُقابل عن حبِّ الخَيراتِ، واكتسَحَ سوادي مساحاتِ البَياض في داخلي، حتى أجهَزَ عليها، وما تبقَّى منها سوى بُقعٍ مُتناهية في الصِّغر، تجأرُ إلى الله أن يُنقِذَها من زحف السواد الحالك، فعثتُ في نفسي فسادًا أُلطِّخ صفحة قَلبي ورُوحي بدرَنِ السيئات، لا أُراعي إلاًّ ولا ذمَّةً، حتى صارَ لتلكَ السيئاتِ ذفرًا كذفرِ الموتى المفتَّحة أجداثُهم، بعد استِدارة لرحى الزمان، لا يَستشعِر ريحَها إلا النبيهُ الحاذق!

 

وركبتُ مركبَ السوء والمُنكَر، وسرتُ في مُنعرَجات ودوائر مدلهمَّة، يغشاني دَيجوره (السوء) من كل صوب، حتى بوصلة التمييز بداخِلي تعطَّلت وأصبحت تشير إلى اتجاهات التَّهلُكةِ، وتقودني إلى مصايدِ الشيطان، فما أن أفيق من لذة حتى أُغرِقَ في لذَّة أخرى، وأنا في تلك الحالة من الثمالة التي لا تَنقطِع، ومن النكبات المتتالية التي لا تَنفصِم، لا أكادُ أشعرُ بجوارحي، وكأنما فقَدتُ السيطرة عليها، فهي تُسيِّرني من جهات خارجية، قوة قاهرة، وسلطة جبارة، تُحرِّكني كدُمية الأراقوز، بخُيوط رفيعة لا أكادُ أراها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة