• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

التدوير في المتدارك

التدوير في المتدارك
أ. د. أحمد كشك


تاريخ الإضافة: 5/10/2013 ميلادي - 30/11/1434 هجري

الزيارات: 4632

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التدوير في المتدارك

التدوير في الشعر .. دراسة في النحو والمعنى والإيقاع (16)

 

وَهو بحْر أثبتَتِ الإحْصائيَّة نَدرَة استِخدامه - وهذا مَعهود في الجاهليِّ والأُمويِّ والعبَّاسيِّ - ولمْ يَردْ في إحصائيَّتنا إلا في العصْر المِصريِّ المَملوكيِّ؛ حيثُ استخدَمه البوصيريُّ (8) مرات، وفي إحصائيَّة العصْر الحديث استُخدِم لدى شوقي وناجي (63) مرَّة، ولمْ يَحدُث في مرَّات استِخدامه تَدْويرٌ، اللهمَّ إلا في استِثناء لشاعِر مُعاصِر أصبَح مَنظوره النَّقديُّ موجِّهًا لعَطائه الشِّعري وهو الحساني عبدالله الذي استخدم المُتدارَك في قصيدة مكونة من (34) بيتًا دوَّر فيها (24) مرَّة؛ وبذا تذوَّق الحساني إيقاع المُتدارَك تَذوُّقًا خاصًّا مُخالفًا لغيره مِن الشُّعراء؛ ففي قَصيدة بعنوان "الجنين" مِن ديوانه "عفت سكون النار" يتحدَّث في ذِكرى العقَّاد قائلاً:

يَتَدَفَّقُ، هَذَا هَدِيرُ الرُّجُولَةِ فِي كُلِّ أَرْضٍ لَنَا مُصْعِدَا

حَيْثُمَا كُنْتَ يَلْقَاكَ مِنْهُ رَقِيقٌ إِذَا مَا اسْتَعَنْتَ بِهِ مُنِجِدَا

لاَ تَقُولُوا وَهِمْتُ دَعُونِي مَعَ الْوَهْمِ أُكْمِلُ فِي وَهْمِيَ الْمَشْهَدَا

 

وفيها يقول أيضًا:

يَا مُجِيبًا عَلَى السَّائِلِينَ أَجِبْهُمْ بَأَنَّ السَّنَا هَجَرَ الْمَرْقَدَا

أَنْتَ شَيءٌ عَظِيمٌ يَعِزُّ عَلَى اللهِ طَرْحُكَ كُنْتَ لَكَيْ تَخْلُدَا[1]

عَاشِقَ النُّورِ هَلْ سَارَ مِنْهُ شُعَاعٌ إِلَى الْقَبْرِ يَحْمِلُ بَعْضَ النَّدَى

عَاشِقَ الشِّعْرِ هَلْ نَافِذٌ فِي التُّرَابِ قَصِيدِي لِيُسْمَعَ أَوْ يُنْشَدَا

عَاشِقَ الْبَحْرِ وَالْبِيدِ وَالطَّيْرُ يَسْبَحُ فِي اللاَّمَدَى، عَاشِقُ اللاَّمَدَى

 

واللاَّمَدى لا حدَّ له، اتِّصال لا انقِطاع له يُبرِّر عدمَ الإِفصاح عن سَكْتَة داخليَّة تَشكُر اللامَحدود.

 

نُزوعٌ إلى التَّدْوير في المُتدارَك خاصٌّ بمَذاق شاعِر مُعاصِر رامَ شِعره دِفاعًا عن اتِّجاه عموديٍّ يَرفُض الاتِّجاه الجديد، وقد أبانَ ذلك في مُقدِّمة ديوانه "عفت سُكون النار"؛ ويبدو أنَّ ارتكاز الشِّعر الجديد على المُتدارَك، والأُنسِ بظاهِرة التَّدْوير سِمةٌ مِن سِمات إيقاع الشِّعر الجديد أمْرانِ جَعَلا الحساني يوظِّف التَّدْوير في إيقاعٍ عَموديٍّ مُدرِكًا أنَّ ما رامَه وابْتغاه الشِّعر الجديد وسيلةً له ميسورٌ أمرُه في عَطاء الشِّعر العَموديِّ دون خُروجٍ على قواعِده وأُسُسِه وزْنًا وقافيةً.



[1] مِن رِثاء العبْقريِّ العقاد لدَى تَلاميذه تَبدو ظاهِرةٌ، مؤدَّاها الاتِّفاق على تَصوُّره شيئًا مُجرَّدًا، عظيم المَدى، وقد وصَلوا به أحيانًا إلى مراتِبَ أعْلى مِن طاقة البَشَر، ومِن هُنا رسَخ في إحساسهم أنَّ البَون بينه وبينهم سَحيق، فضاعَ مِن خِلال هذا الرُّسوخ في إحْساسِهم كثير مِن انفِعالات الفقْدِ مِن أنَّات حُزنٍ وآهات شَجنٍ، وضلَّ هذا الإِحْساس لأنَّه لمْ يَعدْ مَلمَحًا إنْسانيًّا بل مَلمَحًا تَجريديًّا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة