• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

المصدر المؤول .. بحث في التركيب والدلالة (15)

المصدر المؤول .. بحث في التركيب والدلالة (15)
د. طه محمد الجندي


تاريخ الإضافة: 29/9/2013 ميلادي - 25/11/1434 هجري

الزيارات: 4525

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المصدر المؤول

بحث في التركيب والدلالة (15)

 

السبب الثامن: من أسباب التحويل إلى المصدر المؤول: التمني الذي هو هاجس في القلب يُصاحبه شعور باستحالة تحقُّق الحدث:

يتمثَّل ذلك في العنصر المصدري (لو)، إذا كان مسبوقًا بالفعل (ودَّ) ومضارعه؛ إذ يُضفي هذا العنصر المصدري ظلالاً دَلاليَّة على الفعل، تَجعل مدلوله مَطلبًا عسيرَ المنال، ولنتأمَّل قوله تعالى: ﴿ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ [البقرة: 96]، والعنصر المصدري في الآية هو (لو) ومدخولها، وهي محوَّلة عن اسم حدَثٍ ضمني في البنْية العميقة، تقديره: يودُّ أحدهم تعميرَ ألف سنة، يُمكن التمثيل له بالمشجر الآتي:

 

 

ومن الواضح أنَّ رُكن الفضْلة في البنْية العميقة، عبارة عن بنية إفراديَّة، هي بنْيَة الحدَث المُفاد من المصدر الصريح، تحوَّلت - في الملفوظ السطحي للآية - إلى صورة تركيبيَّة مكوَّنة من مسندٍ هو الفعل (يُعمَّر)، ومسند إليه (الضمير المستتر)، وقد تَمَّ التحويل من البنْيَة العميقة إلى البنْيَة السطحيَّة باتِّباع قاعدتين من قواعد التحويل، هما:

1- قاعدة التحويل المورفولوجي من بنْيَة الحدث الإفراديَّة إلى بنْيَة الفعل.

 

2- قاعدة الزيادة بإدخال العنصر المصدري (لو)، وبهاتين القاعدتين التحويليَّتين، انتهى التركيب إلى ما هو عليه في البنْية السطحيَّة.

 

والتفسير الدَّلالي للتحويل إلى هذا العنصر المصدري، مقيَّد بضابطٍ دَلالي للفعل (ودَّ)، فدَلالته مقيَّدة بمعنى التمنِّي، وقد سبَق القول بأن (ودَّ) التي بمعنى (أحبَّ)، لا تقع بعدها (لو) المصدريَّة، ونحن نعلم أن التمنِّي لا يكون في الشيء المُمكن حدوثه؛ ولذا ناسَب هذا التفسير الدَّلالي للفعل، المعنى الثابتَ للعنصر المصدري (لو)، فقد نصُّوا على أنَّ التمني من المعاني الدَّلاليَّة التي يُؤدِّيها هذا العنصر، ومعنى ذلك أنه قد عبَّر عن معنى التمنِّي في التركيب بعنصرين لُغويين: الفعل، والعنصر المصدري، وفي ذلك دَلالة واضحة على أنَّ المتمني قد يَئِست نفسه تمامًا من تحقُّق ما يتمنَّاه، حتى استعانَ في التغلُّب على ذلك بالفعل، والعنصر المصدري والتعبير بـ (لو) هنا، يختلف عن التعبير بـ(أن) في قوله تعالى: ﴿ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ﴾ [البقرة: 266].

 

فعلى الرَّغم من تَساوِي التركيبين في البنية السطحيَّة، فإنَّ الفروق الدَلالية بينهما واضحة، فالفعل "يودُّ" في الآية الثانية بمعنى "يحب"، والآية لا يُقصد بها التمنِّي؛ ولذا لَم تأتِ (لو)، وعدم الإتيان بها جعَل رُكن الفضْلة مَطلبًا قريبَ التحقيق، ويترقَّب حدوثه، ولو جاء بها، لكان فعْل الوِدادة واقعًا على شيءٍ عسيرِ المنال.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة