• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / قصص ومسرحيات للأطفال


علامة باركود

حلم الطفولة (قصة للأطفال)

حلم الطفولة (قصة للأطفال)
زوزان صالح اليوسفي


تاريخ الإضافة: 1/9/2013 ميلادي - 25/10/1434 هجري

الزيارات: 54170

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حلمُ الطفولة[1]


لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يَسرِق أحمد النقود مِن مِحفظة والدتهِ، ولم تكن هذه المرة مبلغًا بسيطًا كالمراتِ السابقة، فهو مثل أي صبي صغير يَرغبُ أن يُحقِّق العديد مِن الرغبات والأمنيات في عالم طفولتهِ.

 

يتمنى أن يعيش حياة أفضلَ مع أسرتهِ البسيطة المَحدودة الدخل، ويتمنى أن يَمتلِك ما يمتلكهُ الصبيان في مثل سنِّه مِن أنواع اللعب والترفيه.

 

وما أن سرقَ أحمد النقود مِن المحفظة، حتى أسرعَ مُهرولاً إلى محل بيع لعب الأطفال؛ لشراءِ تلك السيارة العجيبة التي رآها بين يدَي صديقه سمير وهو يلعب ويتحكَّمُ بها عن بُعد يمينًا ويسارًا، أمامًا وخلفًا، ويقلبها تارة، ويلفُّها تارة أخرى، حتى سَلبت عقل أحمد، ومُنذ تلك اللحظة صَمَّم أحمد أن يَحصل على مثلِها مهما كلفهُ الأمر، فسمير ليس أفضلَ منهُ ليمتلك هذه السيارة السحرية العجيبة؛ هكذا أقنعَ نفسهُ.

 

اشترى أحمد تلك السيارة العجيبة، وما أن لمسَها بأناملهِ الصغيرة، حتى كادَ يطيرُ فرحًا، فأخذها مُسرعًا إلى البيت، مُتواريًا ليُخبئها في مكان آمن، ويلعبَ بها غدًا بعد أن يكون قد نال عِقابه، إن أثبتت عليهِ جريمة سرقة النقود.

 

لم يهتمَّ أحمد بالعِقاب، ولم يُفكر بشيء سوى أين وكيف يُخبئ لعبته؟ خوفًا مِن أن يراها والدهُ فيُحطمها إلى مائةِ قطعة؛ عِقابًا لهُ وغضبًا عليهِ.

 

حينما وصلَ أحمد إلى البيت، تلصَّصَ نحو الداخل - دونَ أن يَشعر به أحد - مُتواريًا عن الأنظار وهو يَختلسُ النظرَ إلى مكان آمِن، وفجأةً وقعت عيناه على تنور الخبز في زاوية فناء الدار، وبعد أن اطمئنَّ مِن خلو المكان خلال تلك الفترة، أسرع ليُخبِّئ لعبته في فوَّهة التنور، واثقًا كل الثقة أنه آمَنُ مكانٍ، وغدًا سوف يستيقظ باكرًا ويأخذها ليلعب بها في الحارة، ويُثبِت لصديقه سمير بأنه ليس أفضل منه، بل هو أيضًا يستطيع أن يحصل على كل ما يرغب أو يحلم به مثله مثل سمير.

 

وفي المساء عند عودة والده، استعدَّ أحمد لينال عقابه على جريمة السرقة، تلك الجريمة التي وقعَت عليه لا محالة بعد أن أثبت جميع إخوته براءتهم، ولم يبقَ غير أحمد الذي أُثبتَت عليه الجريمة دون شك.

 

لم يهتمَّ أحمد بهذا الاتهام، ولم يُخِفْهُ العقاب كالمرات السابقة، واستعدَّ للعقاب أتمَّ الاستعداد كأنه جندي في ساحة القتال يناضل من أجل هدفه المنشود، فلا بد له أن يواجه المعركة بشجاعة، فنال عقابه من الضرب دون أن يَشعُر بألمٍ أو يبكي! ومن الشتائم دون أن يسمع أو يأبه بها، ولم يشعر حتى بالجوع بعد أن حرَمه والده من وجبة العشاء، لم يستطع كلُّ ذلك العقاب أن يَمحو الفرح والسعادة من قلب أحمد الصغير بما امتلكه، فذهب إلى فراشه مستغرقًا بأحلامه مع سيارته السحرية العجيبة التي سوف يلعب بها غدًا، فخورًا بامتلاكها أمام أصدقائه وأولاد حارته، وخاصة أمام سمير.

 

لم يكن أحمد الصغير ذو الثماني سنين ليَفطن بأنه سرق مبلغًا كبيرًا من محفظة والدته دون أن يترك شيئًا فيها؛ حتى لشراء الخبز صباحًا، وأن والدته سوف تُضطرُّ إلى خبز الخبز صباحًا للإفطار.

 

وفي الصباح الباكر نهضت الأم وأعدَّت العجين، وأوقدت التنور لتخبز الخبز فيه، بينما أحمد كان غارقًا في نومه مع حلم طفولته وسيارته السحرية العجيبة.



[1] - فازت بالجائزة الأولى في مسابقة القصة القصيرة الثانية في ديوان النِّيل والفرات الأدبي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة