• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

التدوير في البسيط

أ. د. أحمد كشك


تاريخ الإضافة: 31/8/2013 ميلادي - 24/10/1434 هجري

الزيارات: 6468

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التدوير في البسيط

التدوير في الشعر.. دراسة في النحو والمعني والإيقاع (11)

 

من البحور التي نَدَرَ التَّدْوير فيها أيضًا، وقد كان جُملة ما أفصحت عنه الإحْصائيَّة من استخدام للبسيط في كل العصور (12120) مرَّة توزَّعتْ على النحو الآتي:

استُخدِم التَّدْوير في العصر الجاهلي (886) مرَّة دوِّر فيها أربع مرات لدى عنترة والخنساء، وقد كانت الخنساء أكثر من استخدم البسيط فقد بلغ قرابة ربع ديوانها.

 

وفي العصر الأموي لم يرد التَّدْوير مرَّةً رغم أنَّ المستُخدَم كان (2468) بيت، وقد كان الأخطل صاحب النصيب الأوفر في استخدام البسيط فقد بلغ أيضًا ربع ديوانه؛ أي حوالي (626) بيت من (2598) بيت.

 

وفي العباسي استخدم البسيط (8092) مرَّة، وكان التَّدْوير باديًا في 39 بيتًا امتلك البُحتُريُّ منها عددًا لا بأس به رغم قلَّة استخدامه للبسيط بالنسبة إلى غيره من الشُّعراء فأكثر الشُّعراء استخدامًا له كان المعرِّيّ الذي بلغَتْ نسبة استخدامه للبسيط حوالي 20% من مجموع ديوانَيه "سقط الزند" و "اللزوميات" (2585) بيت من (13220) بيت.

 

وكان كم استخدام البسيط في العصر الأندلسيِّ (805) بيت، وهي نسبة توازي 8% من جُملة الإحْصائيَّة، وقد ورد التَّدْوير 7 مرات كلُّها لابن هانئٍ الأندلسيِّ.

 

وقد ورَد البسيط بكثرة في إحصائية العصر المملوكيِّ فاقتْ كل العصور فمن جُملة (16756) بيت استُخدم البسيط (3456) وقد ظهر التَّدْوير تسع مرات كان نصيب البوصيريِّ منها سبعة أبيات.

 

أما العصر الحديث فقد كان كمُّ المستُخدَم من البسيط (2395) بان التَّدْوير في ست مرات وقد الْتصق التَّدْوير بما استَخدمه الشَّاعِر عزيز أباظة الذي مثَّل البسيط عنده الرتبة الثانية بعد الخَفيف.

 

والجدول التالي يوضِّح أمر التَّدْوير من خلال استقراء إحصائيته:

العصور

عدد الأبيات

التَّدْوير

نوع الفاصل

أل

ص

م

ل

الجاهلي

886

4

1

3

 

 

الأموي

2486

 

 

 

 

 

العباسي

2092

39

22

13

4

 

الأندلسي

805

7

5

1

1

 

المصري المملوكي

3456

9

6

2

 

1

الحديث

2385

6

5

1

 

 

المجموع

12120

65

39

20

5

1

 

نماذج من تَدْوير البسيط قراءتها نحويًّا ودَلاليًّا

من نماذج تَدْوير البسيط ما ورد لدى عنترة (ص:10):

لِيَ النُّفُوسُ وَلِلطَّيْرِ اللُّحُومُ وَلِلْ
وَحْشِ الْعِظَامُ وَلِلْخَيَّالَةِ السَّلَبُ

 

قسمةٌ أرادها عنترةُ؛ حيثُ خصَّ المشاركين في القتال بأمور، فالنُّفوس أضحتْ له قَتلاً وتنكيلاً، ولحوم القتْلى حقُّ الطيور الكاسِرة، والعظام الباقيةُ نصيبُ الوحوش إذا ما أقبل ليل وحلَّ ظلام، والأسْلاب غنيمةُ الفرسان، فالقسمة الإِنشاديَّة إن حُقَّ لها أن توجَد عليها أن تصل كل شيء بحقِّه، ومِن ثَمَّ فلا حقَّ لسكْتة العَروض، والحق للتَدْوير إنْ لم يرتضِ المُنشِد السَّكتَ على كلِّ نصيب.

 

• ومن تَدْوير الخنساء التي دوّرت ثلاث مرات، وكلُّها أبيات يتَّضح فيها أمْر الاتصال. فالعدُّ المتلاحِق لصفات مَن بكتْهُ الخنساء - وهو صَخرُ - أوجب أن يكون البيت لاهِثًا لا يعرف طريق القطع والسَّكتِ فالاسْترسال قائِم؛ لأنَّ المكارم لا يَقطع سبيلها قاطع. تقول (ص93):

آبي الْهَضِيمَةِ آتٍ بِالْعَظِيمَةِ مِتْ
لاَفُ الْكَرِيمَةِ لاَ نِكْسٌ وَلاَ وَانِ
حَامِي الحَقِيقَةِ بَسَّالُ الْوَدِيقَةِ مِعْ
تَاقُ الوَسِيقَةِ جَلْدٌ غَيْرُ ثُنْيَانِ

 

وشبيهٌ بِهما البيت الذي يُعدِّد مكارم صخْر باستخدام العطْف، فالبيت يَحوي شِقَّين مُتوازيَين لا بدَّ مِن نطْق كلِّ واحد منهما دون انفصال:

يَحْمِي الصِّحَابَ إِذا جَدَّ الضِّرَابُ وَيَكْ
فِي الْقَائِلِيْنَ إِذَا مَا كَيَّلَ الْهَانِي

 

فالقسمة في البيت تَحدَّدتْ باكتمال حقِّ كل شرْط؛ ومِن هنا ساغ التَّدْوير.

 

ومن تَدْوير أبي العتاهية قوله (ص: 197):

يَا مَنْ يَمُوتُ غَدًا مَاذَا اِعتَدَدْتَ لِكَرْ
بِ الْمَوْتِ يَوْمَ غَوَاشِيهِ وَأَهْوَالِه

 

فالوقفة بعد أسلوب النداء "يا من يموت غدًا" تَجعَل الجُملة الاستفهامية الموجَّهة إلى المنادى غير قابلة للتقسيم دَلاليًّا "ماذا اعتدَدتَ لكرْب الموتِ يومَ غواشيهِ وأهْوالِه".

 

ومن تَدْوير أبي تمام قول (ص: 133):

هُوَ الْهُمَامُ هُوَ الْمَوتُ الْمُرِيحُ هُوَ ال
حَتْفُ الْوَحِيُّ هُوَ الصِّمْصامَةُ الذَّكَرُ

 

وكل جُملة وصفَ بها الممدوح قابلةٌ لأنْ يُوقَف عليها، وقد بانتْ "أل" في نُطق البيت ركيزة ضغْط في تتابُع الجُملة إنشاديًّا ونطقيًّا "هو لْـ هُمام/ هو لْـ موت المريح/ هو لْـ..".

 

ومن تَدْوير البُحتُريِّ قوله (1/26):

مَا نَسْأَلُ اللهَ إِلاَّ أَنْ تَدُومَ لَكَ ال
نَعْمَاءُ فِينَا وَأَنْ تَبْقَى لَنَا أَبَدا

 

فالحديث عن الدوام خاصٌّ بالنِّعمة التي أضحَتْ مَطلبًا حتميًّا مِن خِلال سؤالٍ مَحصورٍ بِما وإِلا، ومِن هُنا لمْ يعدْ مُمكنًا وضْع الدَّوام في جانِب والنِّعمة في جانِب آخَر.

 

وفي قوله (1/207):

غَايَةُ آمَالِنَا الْقُصْوَى وَعُدَّتُنَا الْ
عُظْمَى لِأَقْرَبِ مَا نَرْجُو وَأَبعَدِهِ

 

فالغاياتُ قد اتَّصلتْ بأمورٍ تَضامَّ الوصْف معها مُحقِّقًا المثال الكامِل، فالآمال قُيِّدت بالقُصوى؛ ومِن هُنا كان ارْتباط العُدَّة بالمُثلى مَطلبًا يؤكِّد الاتَّصال النُّطقيَّ لا الفصْم والقَطع.

 

• ومن تَدْوير المتنبِّي الذي أضحتْ صورته شَكلاً دَلاليًّا غالبًا عليه، وبخاصَّة في البحور التي يَندُر فيها التَّدْوير.

يقول (ص: 133):

الْعَارِضُ الْهَتِنُ اِبْنُ الْعَارِضِ الْهَتِنِ اِب
نِ الْعَارِضِ الْهَتِنِ اِبْنِ الْعَارِضِ الْهَتِنِ

 

فقد خرَج المتنبِّي مِن نِطاق التَّوكيد اللَّفظيِّ الذي زادَ حدُّ تَكرارِه عنْ إلْف الاستعمال بذكاءٍ باستخدام كلمة "ابن" حتَّى يَكون وجودها دَليلاً على تعدُّد صِفاتٍ لا مُؤكِّدات؛ لكنَّ التَّوالي المُستمرَّ مِن خِلال صِيغةٍ شَكليَّةٍ واحِدة يُوحي بأنَّ التَّتالي والاتِّصال هو الأصْل إنشاديًّا. فالْبيتُ كُتلةٌ واحِدةٌ لا فصْمَ يوضِّح سكْتة العَروض فيه.

 

ومن تَدْوير المعرِّيّ في "اللزوميات"(1/56) قوله:

لَوْ أَنَّهُ فِي الثُّرَيَّا وَالسِّمَاكِ أَو الشِّعْ
رَى الْعُبُورِ أَوِ الشِّعْرَى الْغَمِيْصَاءِ

 

فمع عدَمِ وجود الجواب في البيَت فإنَّ اكتِمال الشَّرط بكلِّ ما تعلَّق به يُعتَبر اتِّصاله النُّطقيُّ مَطلبًا.

 

ومن ذلك قوله (1/233):

لَحْظَ العُيُونِ وَأَهْوَاءَ النُّفُوسِ وَإِهْ
وَاءِ الشِّفَاهِ إِلَى لَثْمٍ وَتَقْبِيْلِ

 

لم يُضْحِ المُبتدأ مُركَّبًا واحدًا، وإنما عدَّة مُركَّبات اتَّسقتْ وتلازَمتْ مِن خِلال العطْف، وتَمامه يَنفي سكْتة العَروض ويوجِب التَّدْوير، ولو كان للخبَر "إلى لثْمٍ وتقْبيل" أنْ يرتدَّ إلى كلِّ مُركَّب مِن المركَّبات السابِقة لأضْحى النُّطق مُوجبًا سكْتةً غير سكْتةِ العَروض؛ لأنَّ العَلاقة سوف تكون:

لحْظُ العُيون إلى لثْم وتقْبيل

أهواء النُّفوس إلى لثْم وتقْبيل.. إلخ.

 

• ومن تَدْوير ابن هانئ - الذي امتلَك التَّدْوير وحده في إحصائيَّة العصْر الأندلُسيِّ، والذي يُذكِّرنا تَدْويره بإحساس المتنبِّي في جُلِّ ما دوَّر فيه - يقول (ص: 236) مُدوِّرًا في ثلاثة أبيات متتالية:

والْمَشْرَفِيَّةُ وَالْخِرْصَانُ والْحَجَفُ ال
مَنْضُودُ والْقَلَبُ الْمَوصُوفُ والْحَلَقُ
وَالْمَاءُ وَالرَّوْضُ مُلْتَفُّ الْحَدَائِقِ وَال
سَّامِي المُشَيَّدُ وَالْمَكْمُومُةُ السُّحُقُ
وَسُؤْدَدُ الدَّهْرِ وَالدُّنْيَا الْعَرِيْضَةُ وَالْ
أَرْضُ الْبَسِيطَةُ وَالدَّأْمَاءُ وَالْأفُْقُ

 

أيَّة دَلالة هُنا توجِب إيضاح سكتاتِ العَروض! إنَّ الاسْترسال النَّثريَّ الذي لمْ يُظهرْ إيقاعَه إلا صدى القافيَة يُثبِت أنَّه لا سَبيل إلى حشْدِ المعْطوفاتِ هُنا إلا قَبول التَّدْوير.

 

ومن تَدْوير البوصيري قوله (ص: 240):

مُحَمَّدُ سَيِّدَ الكَوْنَيْنِ والثَّقَلَيْنِ
والفَرِيقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ

 

ولن ينَطِق المُنشِد اسم الممدوح - عليه الصَّلاة والسَّلام - دُون أن يُوالي كلَّ ما اتصل به مِن صِفات وأخبار تؤكِّد عُموم سيادته واصْطِفائه، وعُموم السِّيادة فيما أحسبُ تَقتضي الوَحدة والاتِّصال لا القطْع والانفِصام.

 

ومِن قوله مُدوَّرًا (ص:273):

مَا أَعْدَمَ اللهُ مَوْجُودًا وَأَوْجَدَ
مَعْدُومًا صَلاَةً دَوَامًا لَيْسَ تَنْحَصِرُ

 

والمقابَلة في دَلالة البيتِ تَقتضي اتِّصال المتقابلَين إنشاديًّا " مَا أَعْدَمَ اللهُ مَوْجُودًا وَأَوْجَدَ مَعْدُومًا "، ففيهما معًا قدرة شُمول الخلْق للمَولى - عزَّ وجلَّ.

 

ومن تَدْوير ابن نباته قوله (ص: 93):

يَا حَبَّذَا قَلَمُ التَّصْرِيفِ مَعْ قَلَمِ الْـ = إِنْشَادِ مِنْ سَابِقٍ فِي الطّرْسِِ هِمْلاَح فالمخْصوص بالمدْح في البيت له معيَّة بِصاحبها تتَّصل بِه ولا ينْقطع عنْها. فالاتِّصال مَطلَب في قوله " يَا حَبَّذَا قَلَمُ التَّصْرِيفِ مَعْ قَلَمِ الإِنْشَادِ ".

 

• ومن نماذج تَدْوير عزيز أباظة - وهو الذي امتلك التَّدْوير في إحصائيَّة الشِّعر الحديث - قوله (ص: 129):

حَامِي الذِّمَارِ عَزِيزُ الْجَارِ مُمْتَنِعُ الْ
أَمْصَارِ مُسْتَلِبُ الْأَغْلاَقِ وَالنَّشَبِ

 

والأخبار متلاحِقة كلٌّ منها مُركَّب إضافيٌّ لا بُدَّ مِن اكتِمال جُزأيه نُطقًا؛ ومِن ثَمَّ يَضيع إحساس الوقْف في الشَّطر، ويُصبِح التَّدْوير مَطلبًا إنشاديًّا.

ومن التَّدْوير لديه أيضًا قوله (ص: 189):

لُبْنَانُ أَيْنَ عَلِيلٌ مِن نَسَائِمِهِ النْ
نَشْوَى وَأَيْنَ حَبِيبٌ مِن دَسَاكِرِهِ

 

وكلُّ سؤالٍ حَواه البيت جُملةٌ مُستقلَّة أو قيمة تبثُّ الشحن في إحساس الشَّاعِر وتِهيجُ ذِكرى لُبنانٍ لدَيه، أيْن عَليل مِن نَسائِمه النَّشوى، وأين حبيبٌ من دَساكره!

 

فالفصْم في حُدود السؤال فصمٌ لإِحْساس الشَّاعِر؛ ومِن هُنا ورَد التَّدْوير مَوردًا طبيعيًّا وأصبَح الحِفاظ على وَحدة الدَّلالة والإِحْساس أولى مِن الحِفاظ على سكْتة العَروض والإِيقاع.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة