• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

حلم ساكن

حلم ساكن
إسماعيل آيت عبدالرفيع


تاريخ الإضافة: 26/8/2013 ميلادي - 19/10/1434 هجري

الزيارات: 4106

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حلم ساكن


أَحَس بالضيق والاختناق داخل غرفتِه المظلمة؛ فارتدى معطفَه، وعلَّق محفظته الجلدية على كتفه الأيمن، وانطلق دون أن ينظر إلى المرآة كالعادة، أو يُلقي التحية على أحد، انساب في الدَّرَج، فتح باب المنزل وعانَق ضوء الصباح بارتياح كبير، تنفَّس الصعداء لما أَحس بالشمس تُغازِله وتصفح خديه وجبهته، رنا إلى الأفق البعيد بعينيه الواسعتين، وتابَع طريقه دون أن يَنبِس ببنتِ شفة، غالبًا ما كان يكتفي بحركة أو حركتين من يده أو رأسه للرد على تحايا الأصدقاء والمارَّة، لم تكن لديه رغبة في الكلام، ما الجدوى من الكلام إذا كان من تُحدِّثه لا يفقه كثيرًا مما تقول؟ أما إذا فقِهه، فتلك مشكلة كبرى، سيحتاج إلى سنوات لتبرير ما قاله؛ لذلك كله يُؤثِر الصمت، يكتفي بنظرات معبِّرة تحتاج إلى قواميس المعبرين، يُدرِك في أعماقه أن النظرات أكثر تعبيرًا من الكلام، فهل من معبِّر؟

 

ظل يجوب الأزقة والشوارع، ينظر بين الفينة والأخرى إلى مقهى من المقاهي المنتشرة على جنبات الشوارع، يدس يده في جيبه يشد على ثوب سراويله، فيُكمِل طريقه مطأطأ الرأس متحسِّرًا، يحملق في السيارات والحافلات والشاحنات تنطلِق في كل الاتجاهات بضجيجها وأدخنتها المنبعِثة، بدت له حشرات مضرَّة تحتاج إلى مبيد، فكَّر في اعتراض طريقها؛ ليستمتِع هو وأمثاله بلحظة سكون، لحظة يخلد فيها إلى ذاته، لكن ماذا لو لم تتوقَّف وأبادتْه كحشرة، احتمالٌ وارد جدًّا، رمق بصعوبة كبيرة عشبًا أخضر يلوح في الأفق، أسرع نحوه، رمى بهيكله المُثخَن بالجراح فوقه، خلع نعليه ووضع السماعات في أذنيه بعدما أوصلها بهاتفه، توسَّد محفظته، وحاول أن ينام تحت ظل شجيرة تبدو عليها آثار الآدمي جلية، إذ لم تَسلَم حتى قشرتُها من شعارات تنمُّ عن كبت بني آدم وحرمانهم، إلا أن شعوره بالخوف من المجهول حال دون استغراقه في النوم، كان يتحسَّس بين الفينة والأخرى محفظته تحت رقبته، يشد عليها ويمسح المكان مسحًا بنظرات أضناها التعبُ والإرهاق، لا أحد في المكان سواه، والجميع حاضر في مخيلته، وامصيبتاه! لماذا عجز أن ينام مِثل ذلك المتشرِّد المنتشي في سُبات عميق وسط الرصيف وتحت أشعة الشمس، غير آبهٍ بضجيج السيارات ولا المارة؟ تضايق كثيرًا فارتعش شاربه الكث وتقوَّس حاجباه، ثم قام في عصبية ومد ذراعيه إلى السماء وصرخ:

• إن كنت لا تريدني، فأنا أريدك أيها النوم بالروح لا بالجسد فقط، إن لم تفتح لي بابك، فأنا مقيم على عتبتك، هي ذي حالي تعب في تعب، رغبة في لحظة، ولحظة في سفر، سفر بلا زاد، فهل ستلبي طلبي أم سيطول سفري ويقتلني انتظاري؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة