• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / قصص ومسرحيات للأطفال


علامة باركود

الغزالة الصغيرة

محمود حسين عيسى


تاريخ الإضافة: 18/5/2009 ميلادي - 23/5/1430 هجري

الزيارات: 13790

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الغزالة الصغيرة
(مادة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب الألوكة)

 

وقفت الغزالةُ (الأم) تنصَح قطيعَ الغزلان قائلةً: لا تبعُدُنَّ عنِّي، التزمَنَّ الحذر خشية الوقوع فريسة لصيادٍ ماهر، أو نمر ثائر، أو أسد جائع، أو ذئب ماكر، فنحن في فصل الخريف، والبحث عن عشب نأكله يَتَطَلَّبُ منَّا جهدًا كبيرًا، وأخذت تُكَرِّر النُّصْح، والقطيع يومِئ برأسِه بإشارة إيجاب، إلا الغزالةَ الصغرى، فقد كان ذهنُها مشغولاً بما وقعتْ عينُها عليه؛ حيث رأت فسائل عشْب تهتزُّ أسفل الشجرة العجوز، الواقفة في بطن الوادي منذ عشرات السنين.

فأخذت - الغزالةُ الصغرى - تُرَدِّد في سرِّها: أتمنَّى ألاَّ تكونَ إحدى أخواتي قد رأتْ هذا العُشب، العُشب قليل، لا يكفي اثنتين، وماذا سيحدُث لو رأتـْه أخت ثالثـة، أو رابعة؟ لا، لا، سأبذل جهدي لصَرْف أنظارهن بعيدًا، وسأسعى لتوجيه سيرهنَّ في طريق آخر، لا بدَّ أن أذهبَ إلى العُشب وحدي، وآكله عن آخره، فأنا جائعةٌ جدًّا، ولكن لا أستطيعُ أن أَتَقَدَّمَ القطيع، فالغزالةُ الأم تتقدمه دومًا، إذًا؛ ليس هناك حلٌّ إلاَّ أن أَتَسَلَّلَ بهدوء.

بدأتِ الأمُّ تنظِّم القطيع، وتعطي إشارة البدْء للمسير، وما كاد القطيعُ يسير حتى أبطـأتِ الغزالـةُ الصُّغرى خطواتها، وما أن أصبحتْ هنـاك مسافـة بينهـا وبين القطيع حتى استدارتْ وانطلقتْ كالسَّهم، وأطلقتْ لساقيها العنان، وأخذتْ تزيد مِن سرعتها، وعينها معلقة بفسائل العُشب، وأخذت تُشَجِّع نفسها: تحمَّلي الجري، ما هي إلا لحظات وتأكلين العُشب اللَّذيذ، هيَّا، هيَّا، أسرعي أكثر، ماذا بكِ لا أسمع لكِ صوتًا؟

تجيبها نفسها بلهْجة بها لوم - متسائلة -: هل دفعك طمعُك إلى عصيان أمر أمك؟! لجأتِ للحيلة حتى تهربي من أمك وأخواتك لكي تأكلي وحدك؟

ترد الغزالة الصغرى بانفعال شديد: اصمتي، العشب قليل، وأنا الذي رأيته، فأنا أحقُّ به وحدي، وأنا جائعة، جائعة، هيَّا، هيَّا، أسرعي.

ها أنا ذي أقف على مقربة منَ الشجرة العجـوز، وهذا هـو العشب، إنه أكثر مما توقَّعت، سوف أملأ بطني، وأترك الباقي لآكله غدًا، ولكن ما هذا؟

العشب يَتَحَرَّك ببُطْء للخلف، ترمش بعينها، تتساءل: أحقًّا ما أرى، أم هو خيال من أَثَر الجوع؟ تحدق النظر تُرَدِّد: لا، لا، العُشب يَتَحَرَّك فعلاً للخلف، تصمت لحظة، تفكِّر، تتساءل بصوت مسموع: العشب لا يتحرك من نفسه إلى الخلف، العشب يخرج من الأرض، ويظل ساكنًا إلى أن نأكله، كيف يتحرَّك هكذا؟! كيف؟!

تَتَوَقَّف حركة العشب، تنظر إليه الغزالةُ في حيرة، تتساءل ثانيةً: ماذا يحدُث؟! عشب يَتَحَرَّك ثم يسكن! ماذا أفعل؟ أأهجم عليه الآن قبل أن يتحرك؟ أم أنتظر حتى أتبين لماذا تَحَرَّك هكذا؟

تسمع صوتًا هامسًا ينصحها: لا تَتَحَيَّري، اهجمي بسرعة وكلي العشب، فإنَّ أمك وأخواتك قادمات نحوك، وسيأكلن العشب، ولن يَتَبَقَّى لك شيء، اهجمي، اهجمي.

تَتَصَلَّب قدماها في الأرض، تتساءل في رُعب: مَن المتكلِّم؟ مَن؟

يقفز أمامها، صارخًا: ها أنا ذا، الذئب الذكي.

تصرخ الغزالةُ: النجدةَ! النجدةَ! وقد أطلقت ساقيها مع الرِّيح، والذئب يُلاحقهـا مُرَدِّدًا: لن تفلِتي منّي، لن تفلِتي منّي، فقد خططتُ كثيرًا كي أصطادك.

يلحق بها، يمسكها وهو يردِّد في زهوٍ: أخيرًا وقعتِ بين يدي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- رااائعة
ام عبد الرحمن - مصر 22-05-2009 04:15 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

ما شاء الله اسلوب سلس ولذيذ ... وما احواجنا الى مثل هذه القصص لاطفالنا

عساهم يتعظوا ويسمعوا الكلام

شكرا على هذه القصة والطرح المتميز

لكن

اطفالنا اليوم عندما نحكى لهم مثل هذه القصص ...يردون بباقى القصة قبل استكمالنا لهم

واضح ان عقولهم اصبحت اكبر من اطفال الامس

بالاضافة ان مثل هذه القصص لم تعد تجذبهم .. لان التليفزيون ملىء بالخيال العلمى

الذى يجذب انتباههم

فما الحل ؟؟؟

2- .
مصراوي - مصر 22-05-2009 11:46 AM

دائما نريد الاهتمام بأدب الطفل حيث إن تؤثر الثقافة في تشكيل طريقة تفكير الطفل، وكيفية تعلمه، لذلك، لابد من توفر شروط في وسائل الاتصال الثقافي لتخدم الطفل جيداً وتتجاوز مفهوم الأدب إلى مفهوم الثقافة في عمومه وفق ما يلي:
ـ أن تقدم وسائل الاتصال للأطفال الخبرات التعويضية عن حاجاتهم من الواقع•
ـ ألا تملأ أذهان الأطفال بالمعلومات فقط•
ـ أن تُخرج الأطفال من سلبيتهم•
ـ أن تطرح الأسئلة لتحفز الأطفال على التفكير•
ـ أن تنمي قدرات الأطفال على النقد وإصدار الحكم السليم•
ـ أن تواجه الأطفال بمشكلات عقلية تناسب مستوى نموهم العقلي
* ونشكر الكاتب على هذا الطرح المثمر

1- قصة جميلة هادفة
عمر - مصر 20-05-2009 08:45 PM
قصة جميلة هادفة ، تحمل الكثير من المعاني، وتحمل فنيات متميزة تدل على قاص متميز ، ذو موهبة أصيلة ، أسلوب أدبي راق ...

بارك الله فيكم ونفع بكم وبإنتاجكم
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة