• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

السمكة والخاتم

د. خاطر الشافعي


تاريخ الإضافة: 7/8/2013 ميلادي - 30/9/1434 هجري

الزيارات: 16310

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السمكة والخاتم


جلس الرجلُ كعادته ساعة عصاري على ضِفاف النهر، يرقب حركة الماء حول شباكِه التي نصبَها الليلة البارحة، ليتحين الوقت المناسب لِلَمِّها؛ فالشبكةُ بالنسبة له تعني الحياة؛ إذ هي مصدرُ رزقِه الوحيد، فيعود لصغاره بغذائهم، وما يتبقى مِن سمكٍ يبيعه ليدبِّر باقي أمور حياته.

 

انتظر الرجلُ كثيرًا كي يستشعرَ ولو حركة بسيطة حول الشباك تُخبره بصيدٍ ما، إلا أنَّ انتظاره باء بفشلٍ ذريع! فالسكون الذي يخيِّم على صفحةِ الماء يوحي بأنَّ كلَّ الأسماك قد غادرت الماء، فلا حركة يرى، ولا رائحة يشمّ، حتى الشجرة العجوز التي يستند إليها بظهره المتعَب أبَتْ أوراقُها أن تهديه ولو نسمة ضعيفة تُبرِّد حرارة الجو، وظلَّ الرجلُ منتظرًا خبرًا من الماء، أو خبرًا مِن الأوراق، فلا الماء أهداه حركة، ولا الأوراق أهدتْه نسمة!

 

أزفت الشمسُ على الرحيل، وكلما مرَّ الوقتُ أزفتْ أحلامُ الرجل أيضًا على الرحيل، فكلُّ معطياته أوْدَعَها تلك الشبكة التي تحتضن الماء، ولم يتبقَّ منه أن يفعلَ شيئًا آخر سِوى إخراج الشبكة مِن الماء، إلا أن شبَح خيبة الأمل يُرغم الرجل على الانتظار.

 

دقائقُ قلائلُ ويسدل الليل ستاره على الجميع، فيستجمع الرجلُ قواه، ويقرِّر إخراج الشبكة مِن الماء، ولم تمضِ سوى بضع دقائق حتى كانت الشبكةُ على الشاطئ.

 

جلس الرجلُ يحملق فيها، فأَمَلُ العثور على بضع سمكات يُراوده، ومع تقليبه لها يمنةً ويسرةً لم يعثرْ سوى على سمكةٍ وحيدةٍ صغيرة.

 

توالت الإحباطات تضرب الرجل بعنفٍ، وهو يُمسك بالسمكة الصغيرة، وصار يُحَدِّث نفسه: ماذا سأفعل الآن؟! فالسمكةُ لن تكفيَ أولادي.

 

دمعة حائرةٌ سقطتْ على خد الرجل - وقليلًا ما يبكي الرجالُ - ألْهَبَتْه، فنسي أنه يمسك السمكة، فسقطتْ منه على حشائش الشاطئ، وسرعان ما انحنى يلتقطها، بيد أنَّ شيئًا ما قد سقط مِن فمها!

 

تأمل الرجلُ جيدًا ذاك الشيء.

 

التقطه بشغف.

 

مسحه بطرف جلبابه.

 

أدخله إصبعه.

 

وابتسم.

 

واستغلت السمكة انشغالَه، وظلتْ تقفز حتى عادتْ إلى الماء!

 

وفجأة سمع الرجل مَن يناديه متسائلًا: كيف حال الصيد معك؟

رد الرجل: صدتُ واحدة، وقفزتْ إلى الماء!

 

وسأله: وأنت؟!

قال: لم أصْطَدْ سوى سمكةٍ وحيدة، هاكَ هي.

 

ابتسم الرجل بشدة: إنها سمكتي التي قفزتْ إلى الماء!

 

عاجَلَهُ الآخر قائلًا: والخاتمُ الفضيُّ خاتمي!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة