• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الصدمة الكبرى

الصدمة الكبرى
أسامة طبش


تاريخ الإضافة: 6/8/2013 ميلادي - 29/9/1434 هجري

الزيارات: 5472

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الصدمة الكبرى


سقطتْ ورقة التوت عن الجميع، في إحدى ضواحي مدينته الصغيرة، يجلس فوق صخرة على رأس الجبل، ينظر إلى مشهد مدينتِه وأنوارُ الصباح تتلألأ، لتَلِج شرفاتِ المنازل الواحدة تلوى الأخرى.

 

عاش حياة عادية جدًّا، قضاها في معاناة ونَصَبٍ، بدأ العمل منذ نعومة أظفاره، فحصَّل بعضًا من المال، خَزَّنه لدى شقيقه الذي يكبره سنًّا، كان يراه بمثابة الأب الحنون والأم الرؤوم بالنسبة إليه، يُسائِله دومًا عن أحواله، ويستقصي أدقَّ أسرار قلبه!

 

رحل عنه والداه، فصار كل شيء بيد أخيه، استأمَنَه على كل شيء، فصار الآمر الناهي، وضع فيه ثقته المطلقة، ولطالما أحسَّ أنه غير قادر على تحمُّل مسؤولياته وَحده؛ فقراراتُه لم تكن صائبة في أغلب المرات.

 

ضَعْف ونَقْص عانى منه، نَغَّص عليه حياته، وصَعَّب عليه أيامه.

 

غدَر به شقيقه، فكانت صدمته كبيرةً، استولى على كل ما يَملِك من مال التَّرِكَة التي تركها والداهما، قد أعماه الطمعُ والجشع اللعين، فلم يعد يُبصر شيئًا، استغل خللاً نفسيًّا اعتراه، لينقض عليه كوحش كاسرٍ.

 

العجيب في الأمر أنه حتى مَن حوله من أقرباء، لم يواسِه أحد منهم، لم يلتفُّوا حوله؛ ليخفِّفوا بعضًا من آلامه، قسوا عليه دون رحمة أو شفقة، بكلماتهم الجارحة، ونظراتهم الشامتة، لم يُسْعِفُوه وهو يُحتضر، جرَّاء فَعلة مَن عدَّه رفيقَ عمره وصندوق أسراره.

 

شعر بالخِزي والمهانة في أشد مراحل ضَعفه، عيناه البُنيتان اللامعتان تبكي بحُرقة الألم، رغم أنه لم يزل شابًّا في عشرينياته فإنه أحسَّ بالكسر في أعمق أعماقه، كساه الحزن ولفَّه الصمت الرهيب، وازدادت حالته النفسية المضطربة اضطرابًا.

 

هذه حياته وهذا حال الدنيا اليوم، ضحايا يسقطون بأيدينا هنا وهناك، حاله المُؤسف يُصَعِّب عليه استشراف مستقبله بعين آمِلة، لكن مهما يكن، يجب عليه مواصلة السير، لا يدري ما يخبِّئه له ربُّه من مفاجآت سارَّة، فطرتُه الخالية من أي لوثة تزيده يقينًا بذلك، سُنَنُ الكون الجارية لن تَحيد أبدًا عن منطقها الذي أُريدَ لها، لا بدَّ سيُفضَح الظالم يومًا، ولا بد سينتصر المظلوم؛ لتسود عدالة السماء، مهما طال بنا الزمان أو قَصُر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- لا بد
S.F.R - فلسطين 15-08-2013 03:16 AM

لا بدَّ سيُفضَح الظالم يومًا، ولا بد سينتصر المظلوم؛ لتسود عدالة السماء، مهما طال بنا الزمان أو قَصُر.

نعم ,,, لا بد

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة