• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

إنسان القرن الواحد والعشرين ( قصص قصيرة جدا )

إنسان القرن الواحد والعشرين ( قصص قصيرة جدا )
عثمان آيت مهدي


تاريخ الإضافة: 6/8/2013 ميلادي - 30/9/1434 هجري

الزيارات: 11941

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إنسان القرن الواحد والعشرين
(قصص قصيرة جدًّا)


1- كان بمنزلنا - يوم كانت التكنولوجيا صبية في خِدر أمها - قناةٌ تلفزيونية واحدة تُدعى: "اليتيمة"، تجمعنا جميعًا - أفراد العائلة، لكن عندما كبرت التكنولوجيا، وأصبحتْ شابَّة فاتنةَ الجمال، أصبح في بيتنا آلاف القنوات والإنترنت، والعشرات من الهواتف الخلوية، أُصِيبَتْ عائلتي بمرض التوحُّد مشردة، يُطاردها التشتُّت والعزلة حيثما حلَّتْ وارتحلتْ.


2- يوم كانت الطبيعةُ رفيقة الإنسان، كان ابني يخرج في الصَّباح ولا أراه إلا في المساء، وتخرج زوجتي ولا أسأل عنها، وتتأخَّر ابنتي ولا أقلق مِن تأخرها، كانت الطبيعةُ تملؤنا دفْئًا وأمنًا ومحبةً، تحضن كل مَن يرتمي في أحضانها، أمَّا اليوم فقد حلَّت محلها التكنولوجيا، وبحكم طبيعتها الجامدة والجافة أصبح الخلوي لا يُفارقني، ولا يفارق أحدًا مِن أفراد أسرتي الصغيرة، مَن يتأخر دقيقة يقع تحت رحمة المكالمات من كلِّ مكان!


3- في الأربعينيات مِن القرن الماضي كانت الزاوية - قِبلة العلم والعلماء - على بُعْدِ عشرة أميال نقطعها مشْيًا على الأقدام، شتاء تحت وابل مِن المطر، وصيفًا تحت رحمة الحرِّ الشديد، في السبعينيات اقتربت المدرسة إلى ثلاثة أميال نقطعها شتاءً أو صيفًا على متْنِ حافلة، مِن وإلى البيت، أما في القرن الواحد والعشرين أصبحت المدرسةُ على بُعد عشرات الأمتار نقطعها على متن سيارةٍ فخمة، وننتظر دخول فلذات أكبادنا إلى المؤسسة خوفًا مِن المجهول.


4- ارتميتُ في أحضان جدي ذات ليلة مقمرة، ونحن في فناء البيت نتبادل الحكايات، فقلت: يا جدي، صِفْ لي ألعابك يوم كنتَ في سنِّي، وأيها كانتْ أشد قُربًا إليك؟


قال جدي: إنها لعبة (طُبْ قَقَ طِلِّحْ) (بالأمازيغية، تعني: نضجت فاكهة التين)، نضع حبة التين فوق حجرة، ندور حولها، ونغني: (طُبْ قَقَ طِلِّحْ)، مَن يأكل حبة التين هذه سيُعاقَب بالضرب، وكثيرًا ما كنتُ أختطفها، فيُشبعني أصدقائي ضربًا! قلتُ: ما أسعدك يا جدي! لقد كرهتُ كلَّ هذه اللعب التي تملأ غرفتي، وأحببتُ أن ألعب لعبتكم!


5- كنتُ ألعب مع أمي حين ناداني والدي، وطلب مني الحضور إليه بسرعةٍ، اعتقدتُ أنها لعبة جديدة، أو هدية ما، أو مُفاجأة تنتظرني، أسرعتُ إليه، وطلبتُ منه الإفصاح، قال: مِن الآن فصاعدًا لن تذهبَ إلى المدرسة، بل ستأتيك هي إلى البيت! قلتُ: لم أفهمْ يا أبي، قال: تأخذ حاسوبك إلى غرفتك، وتتصل بمعلمك الذي يُقَدِّم لك الدرس بالشرح والإيضاح في البيت، ولا حاجة لك في المدرسة ذهابًا وإيابًا كل يوم.


قلتُ: وأصدقائي، والراحة بين الدروس، نجري ونلهو ونصرُخ، والاستيقاظ باكرًا، وتوديع أمي! ألَمْ تُفَكِّر في كل ذلك؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة