• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

إغفاءة صائم

د. خاطر الشافعي


تاريخ الإضافة: 3/8/2013 ميلادي - 26/9/1434 هجري

الزيارات: 3807

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إغفاءة صائم


كعادته مع الأيام مضى يومه مسرعاً، وقد تمكن منه الإرهاق بعد يوم عمل شاق - بحسابات المشقة لديه - فركب سيارته، وما لبث أن وصل بيته، حتى استقبله أبناءه، ما بين متعلقٍ بعنقه، وجاذبٍ لقميصه، والكل يهلل بقدومه: مرحباً أبي.

 

ابتسم الرجل ابتسامة مرهقة، واستأذنهم أن يستلقي قليلاً على طاولة في باحة المنزل العتيق - الذي ورثه عن أبيه - أملاً في أن يرتاح قليلاً، علَّه يهادن الإرهاق، قبل أن ينطلق أذان المغرب، ويتناول إفطاره، فليس هناك مُتسعٌ من الوقت بعد الإفطار، فما يلبث الرجل يتناول إفطاره، حتى ينهض مُسرعاً، ليلحق بصلاة العشاء والتراويح بأحد المساجد التي اشتهر إمامها بعدم الإطالة!، حتى يلحق بميعاد دوامه الثاني الإضافي الذي اضطرته إليه ظروف الحاجة.

 

وما إن استلقى الرجل على ظهره وأغمض عينيه، حتى تسلل إلى أذنيه صوتُ مُنادٍ: أي بُني..، انتفض الرجل من إغفاءته، فالصوت صوت أبيه - الراحل من سنين - وقد مدَّ يده يمسح على رأسه المُتخَم بالهموم.

 

استيقظ الرجل وقد زال تعبه، وثمة تساؤل يضغطه كما الظروف، لماذا مسح أبي رأسي بيديه؟!، ولماذا شعرت بالراحة؟!.

 

لم يدم تفكيره طويلاً، فقد تذكَّر عندما كان يشتكي لأبيه إرهاقه في العمل وهو صائم، وهما جالسان في شرفة المنزل العتيق - في خلسةٍ من زحام الأيام - فإذا بأبيه يبتسم ويمد يده ماسحاً بها على رأسه، ويومِئ له أن ينظر بعيداً، نحو ذاك المبنى المُكتظ بالعمال، يشيدونه وهم صائمون، وقد أحرقهم لهيب الشمس!!!.

 

شعر الرجل بخجل كبير من نفسه، وأخذ على يد والده يقبلها، ولسان حاله يقول: الحمد لله ربِّ العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- رائعة
خالد حامد - السودان 03-08-2013 02:39 PM

يا سلام قصة رائعة سلمت أناملك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة