• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

الفارس ( قصيدة )

أ. طاهر العتباني


تاريخ الإضافة: 1/8/2013 ميلادي - 24/9/1434 هجري

الزيارات: 5769

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الفارس

 

عشرونَ عاماً، واليراعُ مُؤرَّقُ
ودفاترُ الأحزانِ خُرْسٌ نُطَّقُ
عشرونَ عاماً كنت تفتحُ كلَّ با
بٍ عاشقاً في راحتَيهِ الزَّنْبقُ
وترشُّ فوقَ الوردِ ماءَ الوردِ، لا
يغفُو الربيعُ وَلا الرُّبى تتأرَّقُ
في سلَّةِ الأزهارِ تحملُ أحرُفاً
رَوَّيتَها من أدمعٍ تتألَّقُ
تُهدي الأحبةَ من شَذاها أو رُؤا
هَا أو سَناها، والجوانحُ خُفَّقُ
عشرونَ عاماً كنتَ تحترقُ انتظا
راً للبعيدِ، وليس شَمْسٌ تُشرقُ
عشرونَ عاماً والثلوجُ على كَوا
هلكَ التي اتَّقدتْ جماراً تَفهقُ
عشرونَ عاماً ظَلْتَ تقتطفُ القصَا
ئدَ من عيونِ الفجرِ وَرداً يُبرقُ
وصهيلُ أحرفكَ التي ضَمَّخْتَها
بالعطرِ يمضي، واللَّهيبُ يُصفِّقُ
حيناً تسافِرُ في المدائن، تبتغي
نَزَقَ الكُماةِ، وتحتويكَ خَنادقُ
حيناً تعذبكَ الأماني، جمرُها
لهبٌ بصدركَ أو حروفٌ تُحرقُ
حيناً تراودكَ القُرونُ جميعُها
وبسرِّها العاتي إليكَ تَشَوُّقُ
يا شاعراً قرأَ الوجوهَ ولم يكُنْ
في راحتَيهِ سوى العبيرِ يُزقزقُ
عشرونَ عاماً كنتَ مرتجلاً وفُرسانُ
الدهورِ لدَى شعابِكَ أُرَّقُ
عشرونَ عاماً كنتَ تسكبُها رَحيقاً
خالداً، وبِراحتيكَ الغَيدَقُ
وتمورُ في جنَّاتها متغنِّياً
باللؤلؤِ المنثورِ روحُكَ تَعْبقُ
قد كنتَ تبتدعُ المدائنَ كلَّها
... وتظلُّ خيلُكَ من كُواها تمرُقُ
قد كنتَ تحتضنُ المَدى فى صَولةٍ
ويجولُ في الآفاقِ قلبٌ عاشِقُ
قد كنتَ تبتدرُ المواسمَ فائضاً
عِطراً، وليلكَ في الحنَايا مُطرِقُ
فالشامُ حينَ رأتكَ أغضى طرفُها
خجلاً، وأعوزَها هنالكَ مَنطقُ
ومآذنُ الأقصَى تهلَّلَ وَجهُها
وبيارقُ الفتحِ المبينِ تَرَقرَقُ
وعلى شفاهِ الصبحِ أغنيةٌ بها
طيرُ الحقيقةِ في الفَضاءِ يُسقْسِقُ
وعلى جبينكَ ألفُ كوكبةٍ مَضَتْ
وبمُقلتيكَ فوارسٌ تتسابقُ
• • •
أوَتذكرُ العهدَ البعيدَ وأنجُماً
سهرَتْ بليلكَ فاحتواكَ تَأرُّقُ؟
والحورَ تخطرُ في حروفكَ مِثلما
خطرَتْ على الآفاقِ روحٌ تَعْشَقُ؟
أوَتذكرُ الطفلَ الذي ما إنْ رأَى
طيرَ الحروفِ على رُباهُ يُحلِّقُ
حتى تناولَ بعضَ طَميِ الأرضِ - طفلاً -
يصطفي منهُ الطيورَ وَيخْلُقُ؟
وتهيمُ في صدَحاتهِ روحٌ سَمَتْ
تأبى الهَشيمَ، وللَّظى تتعشَّقُ
أَوَتذكرُ الليلَ الذي ما نامَ في
جَفنيكَ إلا وَهْوَ صُبْحٌ مُشْرقُ؟
أَوَتذكرُ الكلماتِ كيفَ عشقتَها
ورأيت "هنداً" في رؤاهَا تُطرقُ؟
هلْ كنتَ تعشقُها وتشربُ حُسْنَها
نخباً، وتَغرَقُ في الخيالِ وتُغْرِقُ؟
أم كنتَ تدركُ أنَّ سحرَ عُيونها
قتلَ الأُلى في الأمنياتِ تعلَّقوا؟
أوَتذكرُ الأحلامَ يا طِفلاً يحا
ورهُ الوجودُ بِما لدَيهِ وينطِقُ
وتجوبهُ الأصداءُ وَهوْ مُسَّهدٌ
وتَرودهُ الآماد وَهْوَ مطوَّقُ؟
والحزنُ يكتبهُ وتُدميهِ الرُّؤى
وسِنانها المسمومُ مَوتٌ مُحْدِقُ
أوَتذكرُ الحبَّ الذي كتَّمتَهُ
بدِماكَ، حتى ما احتواهُ المنطِقُ
وأعرتَهُ روحاً تحدِّقُ في المَدى
وعلى ذُرا الشَّفقِ الحزينِ تُمزَّقُ؟
أوَتذكرُ الطفل الذي قد كانَ يسْ
كُنهُ الجوى، ويَحارُ فيه المُطلقُ
ويظلُّ - مِلءَ جفونه - سَهِداً ولاَ
يدري رؤاهُ العارفونَ الحُذَّقُ
قد كانَ يستافُ الرؤى وبصَدرهِ
هذِي الطلاسمُ ساهراتٌ أُرَّقُ
قد كان يسكنُ قلبَ كلِّ قصيدةٍ
ويعيشُ في كلِّ الدهورِ ويُخلقُ
قد كانَ يسبَحُ في الأثيرِ وكلُّهُ
شَغَفٌ وفي عَينيهِ سرٌّ مُطبِقُ
ويَهيمُ في كلِّ الملاحمِ قَلبُهُ
وكأنَّهُ بينَ الصفوفِ يُسابقُ
هوَ في مَسيرةِ "خالدٍ" حتى حُدو
دِ الشامِ "واليَرموكُ" مَوجٌ يَصْفِقُ
وبجَيشِ "عَمرٍو" حينَ أزجَى خيلَهُ
في أرضِ "مِصرَ"، ومِصرُ أرضٌ تُعشَقُ
ويمامةُ "الفسطاطِ" رفرفَ قلبُها
والسائرونَ فيالقٌ وفيالقُ
أَنِسَتْ بصُحبَتهمْ وفارقَ رُوحَها
أملُ الحياةِ صباحَ يومٍ فارَقوا
هوَ في ذُرا أرضِ العراقِ وَقَدْ مضَى
"للقادسيَّةِ" مَوجُهَا المتدَفِّقُ
وحنينُ سَعدٍ للِّقاءِ ورأيهُ
يُزجي الفوارسَ مُقعداً وينسِّقُ
هوَ فى خُطى سيفِ "الوليدِ" وعزمهِ
والأَطْلسيُّ لهُ تحدِّثُ "طارقُ"
ويئنُّ فى شهقاتهِ موجُ الزَّما
نِ، وروحهُ ألَقٌ يرفُّ ويُبرِقُ
صورٌ تلوحُ لناظريهِ، وفي دما
هُ الخَيلُ والسيفُ الأبيُّ البارِقُ
صورٌ تلوحُ لناظِريهِ كأنَّما
كُتِبَتْ كتاباً فى فؤادٍ يَخفقُ
أوَّاهُ يا زمنَ الفُتوحِ، أَلمْ نَكُنْ
روحاً تطيرُ وأُمَّةً تَتَعملَقُ؟
أوَّاهُ هل يُجدي بكاءُ السَّيفِ مَش
نُوقاً، وآلافُ السَّبايا تُشْنَقُ؟
صورٌ تسافِرُ في دماهُ، وكلَّما
سكتَ اللَّهيبُ بهِ احتواهُ تأَرُّقُ
صورٌ تسافِرُ في دِماهُ ولَيسَ في
هذا الزمانِ فوارسٌ وحَقائقُ
• • •
أَوَتذكرُ الأحلامَ كيف لهيبُها
يخبُو، فلا يَبقى اللظى يتألَّقُ؟
أوَتذكرُ الأيامَ كيف تمرُّ في
عَجَلٍ، وفي صخرِ الفَناءِ تَمَزَّقُ؟
أوَتذكرُ السَّفَرَ القديمَ وأحرُفاً
تَنْداحُ في أُفقِ النُّجومِ وتُبرِقُ
فضِّيَّةَ الخَطَرَاتِ تَستوحي المَدى
وتَجوبُ آمادَ الحياةِ وتَأرقُ؟
هي فيكَ تعشقُها وتقرأُ لَمحَها
همساً يطوفُ وأُغنياتٍ تفهقُ
ها قد خطَوتَ اليومَ في هذِى الرُّؤَى
فَاقرأْ كِتابكَ.. إنَّ فجرَكَ صادِقُ.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة