• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

وكفر عن ذنبه

أسامة طبش


تاريخ الإضافة: 30/7/2013 ميلادي - 22/9/1434 هجري

الزيارات: 4378

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وكفر عن ذنبه


في جوف الليل يسير بخطاه المُتثاقلة، يَقصد أمه بعد سنوات عديدة، يودُّ أن يُكفِّر عن جميع ذنوبِه تُجاهها، يود أن يُقبِّل رأسها ويديها وقدميها، أمه العظيمة، حضنه الدافئ، التي ربَّتْه وسَقته من نبع حنانها، جعلته رجلاً بعدما كان شديد التعلُّق بها، قاومت لأجله الحياة حتى أهدته إلى مستقبله الواعد.

 

نسيها وغابت ذِكراها عنه، تزوَّج ورُزق الأبناء، فألهتْه حياتُه بزخارفها، راح يلهث وراءها ونسي سنده ومصدر قوته الحقيقية، ضاع في لُجَّة مظلمة حالكة، لم يعد يُقدِّر حال أمه بعدما بلغت من الكِبر عِتيًّا، وازدادت حاجاتها وطلباتها من ابنها الوحيد، لم يراعِ ذلك وأدار ظهره لها.

 

بدل أن يردَّ لها جميلها، ها هو ينساها وتستأثِر به عائلته الصغيرة، تعيش الآن وحدها في دارٍ للمسنين، نعم، فعَلَها ورماها دون شفقة منه أو رحمة، رماها لتَنهشها آلام الحسرة ومضاضة الحزن، روحه الآن تتضوَّر كمَدًا، يُحدِّث نفسه دون انقطاع كالمجنون: آه يا أمي كم أخطأتُ بحقِّك! آه يا أمي كم من جرم اقترفتُه! آه يا أمي هل من عفو من عندك؟!

 

يطرق الباب ليلج الغرفة في هدوء، هي أمامه تَلتحِف غطاءها، تنام في سكينة وطمأنينة غامرة، ابتسامتها المضيئة لا تفارِق مُحياها، وجهها كالقمر المتلألئ ليلة البدر، روعة الأم تمثَّلت على تقاسيم وجهِها، يستحثُّ خطاه نحوها بوجل، يقترب ثم يقترب ليدنو منها، يلثم رأسها بكل حنوٍّ ومحبَّة، عشقه لها انهمر وتفجَّر في تلك اللحظة، ارتمى في أحضانها دون شعور منه، حاله العجيب يَستنطِق الحجر، يقول: سامحيني يا أمي... سامحي ولدك الشقيَّ... لا تُغلقي أبواب قلبك في وجهي...

 

قد ثاب إلى رشده وعادت إليه أمه، قرَّر أن يُعيد لها مكانتَها السنيَّة، تاج رأسه وملكة قلبه، لن يفرط فيها مرة أخرى، لن يفرط في رضاها وسيلزم قدَمها، إن الأم رحمة تتنزل على قلوب دومًا ما كانت للإخلاص والوفاء ملبية، وجزاؤها لن يكونَ إلا جنّة عند رب البريّة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة