• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

التدوير في الشعر .. دراسة في النحو والمعني والإيقاع (7)

التدوير في الشعر .. دراسة في النحو والمعني والإيقاع (7)
أ. د. أحمد كشك


تاريخ الإضافة: 27/7/2013 ميلادي - 19/9/1434 هجري

الزيارات: 7281

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العلاقات التي تَنأى عن التَّدْوير

ثالثًا ورابعًا: الإِشْباع في العَروض قطْع للتَدْوير، الإِجازة والحِوار بالشَّطر

التدوير في الشعر.. دراسة في النحو والمعني والإيقاع (7)

 

ثالثًا: الإِشْباع في العَروض قطْع للتَدْوير:

يَبدو أنَّ صِيغة العَروض إنِ اعْترى صَوتها الأخير إشباعٌ لتَمام الوزْن، فإنَّ ذلك مَعناه قَطع التَّدْوير حيث الإِشباع قريبٌ مِن مَطلَب الوقْف فلا حقٌّ للتَدْوير حِين يَقول الشَّاعِر:

حَصَرُوا الْعَدُوَّ فَمَا وَقَتْهُ حُصُونُهُ
مِنْ بَأْسِهِمْ وَكَثَافَةُ الأَسْوَارِ

 

فإِشباع الهاء في كلمة "حصونهُ" إتمام لحق العروض، وما كان لمنشد أن يشبع الضمير مع مواصلة النطق إنشاديًا. فالسكتة وقتها مطلب مهما كانت مساحتها ومداها. وهذا حاصل أيضًا حين يقول:

فَخْرٌ تَحَوَّلَ مَهْدُهُ لَحْدًا لَهُ
زَمَنًا وَعَادَ الْيَوْمَ مَهْدَ فَخَارِ

 

وكي يَبينَ صِحَّة ما نقول نقرأ مجموعة من أبياتِ قَصيدةٍ مِن الخَفيف الذي يَملِكُ التَّدْوير مَساره كما يتَّضح بعْد ذلك في مَسار البحْث. حَيث يَقول الشَّاعِر:

أَيُّهَا النَّائِمُونَ يَهْنِيكُمُ النَّوْ
مُ وَلاَ زَالَ حَظِّيَ التَّأْرِيقَا

 

فالنَّوم كلمة حقَّقت مُراد التَّدْوير ومِن ثَمَّ فلا مَطلبَ لإِشباع ضَمَّةِ مِيمها؛ فالمُزاحَفة لمفاعلاتن مَطلَب حيث تُصبِح فعلاتن. هذا الاتصال لم يَتحقَّق في قَول الشَّاعِر مِنَ القصيدة نفْسِها:

رُبَّ لَيْلٍ مُحَيَّرُ النَّجْمِ غَضٍّ
فِيهِ لاَ يَهْتَدِي الضَّلُولُ طَرِيقَا

 

والإِشْباع في كلِمَة غَضٍّ إتمامًا لحقِّ العَروض في الخَفيف يُوحي بسَكتة مِقدارها يَكسِر حِدَّة الاتصال.

 

ومِن جُملة أبياتٍ مِن المُجتَث انتفى التَّدْوير حين ظهَر الإِشباع إتمامًا للوزْن يَقول الشَّاعِر:

كَأَنَّمَا أَنْتَ فِيهِ
مُخَاطِبِي عَنْ قَرِيبِ

 

فالإِشْباع للضَّمير في كلمة "فيه" مَطلَب، ولَو كان للإِنشاد أن يُحقِّق الاتصال النُّطقِيِّ لضاع مَطلَب الوزْن؛ لأنَّ التَّوالي الإِيقاعيِّ يكون وقْتَها على نَحو:

كأنَّما "متفعلن" أنت في "فاعلن"،، هُـ مخاطبي "متفاعلن"، عن قريب "فاعلاتن".

 

وهذا واضِح أيضًا في إشْباع الضَّمير الذي خُتمتْ به عَروض البيت التالي:

هَذَا الْحَبِيبُ أَرَاهُ
وَذَا خِطَابُ الْحَبِيبِ[1]

 

 

يَبدُو إذًَا أنَّ الإِشْباع في نِهاية العَروض قَرينُ السَّكْت بعْدَه والوقْف؛ ومِن ثمّ فالسَّماح بتَدْوير أمْر غَيرُ وارِدٍ ولا مَقبُول.

 

رابعًا: الإِجازة والحِوار بالشَّطر:

مِن فُنون المُطارَحات الشِّعرية ما يُسمَّى بالإِجازة، وفيها يَنطِق شاعر بالشَّطر الأوَّل؛ ليُكمِل الآخَر البيت بالشَّطر الثاني وهكذا؛ ومن البدَهيِّ في هذه المُطارَحة أن يَستقلَّ الشَّطر إنشاديًّا، ومن قَبيل ذلك ما ورَد مِن مُطارَحة بين امرئ القَيس والتَّوأم اليشْكُري، وقد أراد أمرؤ القيس اختبار قدرة التوأم الشِّعرية في إجازته أنصاف ما يقول، وقد بدأتِ الإِجازة على هذا النحوِ:

امرؤ القيس: أحارِ تُرى بَريْقًا هَبَّ وهْنًا

التوأم: كنار مَجُوسَ تَسْتَعِرُ اسْتِعارا

امرؤ القيس: أَرِقْتُ لَهُ ونامَ أَبو شََريحٍ

التوأم: إِذا ما قُلْتَ قَدْ هَدَأَ اسْتَطارا

امرؤ القيس: كأنَّ هَزِيمَهُ بَوراءُ غَيْبٍ

التوأم: عَشارٌ والِهٌ لاقَتْ عَشارا[2].

 

وقدْ ورَدَ مِثل هذا في ديوان الفَرزْدق مِن مُطارَحة بين رجلٍ وبينَه يقول:

رجل: هاجَ الهَوى بِفُؤادِكَ المُهْتاجِ

الفَرزْدق: فانْظُرْ بِتَوْضِيحٍ باكِرِ الأَحْداجِ

الرجل: هذا هَوَى شَغِفِ الفُؤادِ مُبَرَّحٍ

الفَرزْدق: ونَوَى تَقاذَفَ غَيْرَ ذاتِ حِداجِ

الرَّجل: إِنَّ الغُرَابَ بِمَا كَرِهْتَ لَمُولَعُ

الفَرزْدق: بِنَوَى الْأَحِبَّةِ دَائِمُ التَّشْحَاجِ[3].

 

لا تَدْوير في هذه المطارحاتِ ما دامتِ الغايةُ المجيءَ بشطرٍ كاملٍ لإِجازة شطرٍ سابقٍ عليه.

 

أُمورٌ سابقة منها ما قارَب التَّدْوير، ومنها ما جانبَه وجافاه؛ لكنَّها ألقتْ ضوءًا كاشفًا على ظاهرتِنا محلِّ الدراسة التي سوف يخلُص البحثُ إليها؛ اعتمادًا على إحصائية تحاول تغطيةَ جلِّ العُصور، ممثِّلةً مجمعًا مِن مشاهير الشِّعراء، آخذين مِن طريق وصفها سبيلاً للبحثِ والتحليل.



[1] الأبيات السابقة كلُّها لشاعِر القُطرَين خليل مطران.

[2] "العمدة" (1/202، 203) بتصرُّف.

[3] "ديوان الفرزدق" (1/120).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة