• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

التدوير في الشعر .. دراسة في النحو والمعني والإيقاع (6)

التدوير في الشعر .. دراسة في النحو والمعني والإيقاع (6)
أ. د. أحمد كشك


تاريخ الإضافة: 20/7/2013 ميلادي - 12/9/1434 هجري

الزيارات: 7155

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العلاقات التي تَنأى عن التَّدْوير

ثانيًا: المُوشَّحاتُ إفصاحٌ عَن نغَم الأَشطُر

التدوير في الشعر.. دراسة في النحو والمعني والإيقاع (6)

 

 

إذا كان التَّدْوير عبارةً عن انسياح الشَّطر الأول في الشَّطر الثاني إنشادًا، فإنَّ هناك جملةَ ظواهرَ إيقاعيَّةٍ تنأى عن هذا التصوُّر وتجافيه، مِن هذه الظواهر:

ثانيًا: المُوشَّحاتُ إفصاحٌ عَن نغَم الأَشطُر:

أضْحتْ المُوشَّحات قَرينةَ أقْيِسَة طُوليَّة مُتنوعة تَسري وَفق نِظام نغَميٍّ تَحكُمه القافية، وللمُوشَّح طريقةٌ خاصَّة في التقْفيَة تُميِّزه عن غيره مِن ألوان النَّظم العربيِّ ولمشابهة هذه الطريقة لألوان أُخرى سابِقة للتوشيح زعَم بعض النُّقاد أنَّ الموشَّح مرحلَة انتقاليَّة في طريقة النظْم العربيِّ من حَيث التقْفية[1].

 

ويتشكَّل الموشَّح في هَيكله العام مِن مَطلَع ويُسمَّى المَذهَب، وأَقلُّ ما يكون المقطَع اثنان وقُفْل وهو تَكرار لهذا المطلَع أو تَردُّد له بنفْس العَدد والنِّظام، وليس للأقفال في الموشَّح عَدد مُعيَّن، وآخِر قُفل في الموشَّح يُسمَّى خَرْجة، وبَين المطلَع والأقفال يأتي الدَّور وهو مجموعة أبيات أو أَشطُر تُخالِف تقْفيَتها تَقفيَة المَطلَع والقُفل، والبَيت في الموشح يَشمَل الدَّور والقُفل معًا. ولعل عَرْضًا لجزء من موشح لابن سَناء المُلْك يُوضِّح ذلك:

مطلع:

يَا شَقيقَ الرُّوحِ مِن جَسَدي

أهوًى بِي مِنْكَ أَمْ لمحمُ


دَور:

ضِعْتَ بَينَ العُذْرِ والعَذَلِ

بَيت

وَأَنا وَحْدِي عَلى خَبَلِ

ما أَرَى قَلْبِي بِمُحْتَمِلِ


قُفل:

ما يُرِيدُ البَينُ مِنْ خَلَدِي

وَهْوَ لا خَصْمٌ وَلا حَكَمُ


ولعلَّ هذه الفقْرةَ وحْدها مُمثلةٌ لِنموذج مَن نماذج الموشَّحات تُثبتُ استقلال كل قسيم بِحُكم إيقاعيِّ قافَويّ خاصِّ به[2]؛ ومِن ثَمَّ فلا إمكان للتَدْوير، والذي أَحسبه هنا أنَّ كلَّ قسيم بدَا غالبًا مستقلاًّ نحويًّا ودلاليًّا، وهذا ملاحظٌ في دَلالة القسم الأوَّل مِن المطلع فهو جملةٌ نِدائيَّة لها في عُرف النحوِ استقلال، والقسم الثاني مِن المطلع جملة استفهاميَّة كامِلة الأرْكان نَحويًّا ودِلاليًّا، وكلُّ قِسم في الدَّور جُملةٌ إسناديَّة تَستقلُّ بذاتِها رغمَ وجودِ أداةِ العطف في القِسم الثاني، والجُمَل هي:

ضِعْتَ بيْن العُذْرِ والعَذَل - أنا وحْدي على خَبَل - ما أرَى قَلْبي بِمُحْتَمِل - فالاتِّصال الإِنْشادي في الموشَّح يَنفيه مَطلبُ الإِيقاع؛ لأنَّ السَّكتَ هنا محكومٌ بنِظام يَتعيَّن به الموشَّح، وهذا ما جَعَل الوشّاحَ يُغطَّى بقِسمه حقِّ النحوِ والدَّلالة.

 

وإذا كان البحثُ قد خَصَّ الموشَّحات بعُنوانٍ يُنافي حقَّ التَّدْوير؛ فإنَّ أي نِظام إيقاعيٍّ شَبيه يَروم سَكتة الأَشطُر جاعلاً إيّاها جُزءًا مِن الإِيقاع يُحسَب في نِطاق الموشَّحات؛ وذلك كالأنْظمَة التي سبَقتْ الموشَّح وُجودًا واعتُبر الموشَّح تَطورًا لها ونَعني بها المسمَّطات والمربَّعات والمُخمَّسات[3].



[1] "فن التوشيح" (41).

[2] الذي يُريد أن يدركَ جملة مِن الموشَّحات الأندلسيَّة مختلفة الأنماط والأشكال، فعليه أن يتَّجه إلى كتابِ "الموشحات الأندلسيَّة"، الذي حقَّقه الأستاذ الدكتور سيِّد غازي، وهو سِفر ضخم يَحكي كمًّا هائلاً من الموشَّحات، والكتاب مطبوعٌ في منشأة المعارف بالإسكندريَّة عام 1979م.

[3] أَنظمَة تَتلاقَى في أنَّ الشَّطر فيها يُمثِّل استقلالاً إنشاديًّا وعنْ واحدٍ منها وهو المُسمَّط يقول ابن رشيق في "العُمدة" (1/179) هو "أن يَبتدئ الشّاعِر ببَيت مُصرَّع، ثُمَّ يأتي بأربعة أقسام عَلى غَير قافِيَته، ثُمَّ يُعيد قسيمًا واحدًا مِن جِنسِ ما ابتدأ به، وهكذا إلى آخر القَصيدة" وقد مثَّل لذلك بقَولٍ لامْرئ القَيس اعتقَد انتحالَه؛ لأنَّ هذا النظام لمْ يُعهَد في شِعر جاهِليٍّ؛ إذْ هو وليدُ عَصر الغِناء. والأبْيات الوارِدة دَليلاً على المُسمَّطِ، والتي تُبيِّن استقلالَ الشَّطر وتَنفي التَّدْويرَ بيْن الأقسامِ، هي:

تَوهَّمْتُ مِن هِنْدٍ مَعالِمَ أَطْلالِ

عَفاهُنَّ طُولُ الدَّهْرِ في الزَّمَنِ الخَالِي

مَرابِعُ مِنْ هِنْدٍ خَلَتْ وَمَصايِفُ

يَصِيحُ بِمَغْناها صَدًى وَعَوازِفُ

وَغَيَّرَها هُوجُ الرِّياحِ العَواصِفُ

وَكُلُّ مُسِفٍّ ثُمَّ آخَرُ رادِفُ

بِأَسْحَمَ مِنْ نَوع السِّماكَينِ هَطّالِ

نِظام ارتكز على سَكَتاتِ أقسامه وليس العَهْد به في شِعرٍ جاهليٍّ كما أحسَّ ابن رشيقٍ وكما دلَّت علَيه إحصائيتنا بعْد ذلك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة