• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

بمدحه تغرد الحروف (قصيدة)

مصطفى قاسم عباس


تاريخ الإضافة: 9/6/2013 ميلادي - 30/7/1434 هجري

الزيارات: 5698

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بمدحه تغرد الحروف

 

لا خِلَّ لي في الليلةِ الظَّلماءِ
إلا الأَسى، وتَنَفُّسُ الصُّعَداءِ
إلا لواعِجُ ذكرياتٍ عذْبةٍ
تَمْضِي، وتتْركُنِي أسيرَ شَقاءِ
لا خِلَّ إلا نَجْمَةٌ وسْنَى، وأج
فانٌ تَسيلُ بِمُهْجَتِيْ ودِمائي
فَالعَيْنُ مُتْرعَةٌ بِفَيْضِ سُهادِها
وبِمُقْلَتِيْ نارٌ تُضِيءُ مَسائي
..قِيثَارتي تشكُو بلَحْنٍ ثاكِلٍ
وصهيلُ روحي بَائسٌ كَحُدائي
وَمَطِيَّتِي شَجَنٌ بِيَمِّ مَواجعي
وشواطِئي مَكْلُومَةُ الأرجاءِ!
أنا كُلَّما ناحَتْ حَمَائمُ عَبْرَتي
كاد الْحِمامُ يُقِلُّنِي لِفَنَاءِ
وإذا شَدَتْ يوماً عنادلُ أضلُعي
يغدو أُوَارُ الصَّدْرِ كالرَّمْضاءِ
حُرَقُ الصَّبابةِ أم تباريحُ الجوى
هي مَنْ أثارت كَامنَ الأدواءِ؟!
لِمتى يَظَلُّ الْجَفنُ نَبْعاً دامياً
يروي الخدودَ كَدِيمَةٍ سَحَّاءِ؟!
لمتى تَمُرُّ سِنُونَ عُمري خُلْسةًي
والدَّهرُ ينظِمُ شِعرَهُ لِرثائي
فَتُطِلُّ قافِيَتي بوجْهٍ شاحِبٍ
ورَوِيُّها كَرِوايةِ البؤَساءِ؟
يبْقَى سَحابُ اليأسِ يُمْطرني أسًى
ويكادُ يُغْرِقُنِي بغيرِ شِتَاءِ
حتى إذا ما الثَّغْرُ قال: مُحمَّدٌ
خَلَّفتُ شَجْوي والهمومَ ورائي
ونسيتُ أحزاني، وأزهرَ في فَمِي
وردُ السَّعادةِ بعدَ طول بُكَاءِ
وأتيتُ أمدحُ مَنْ حُرُوفِي غَرَّدتْ
بجمالهِ، والكونُ في إصغاءِ
ونظمْتُ من دُرَرِ القصيدِ قِلادةً
علَّقتُها بِتَرائبِ الجوزاءِ
أَوْدَعْتُها بَحرَ الخلودِ لأنها
لا تحتويها أبْحُرُ الشُّعَراءِ
فَمُحَمَّدٌ فوقَ الْمَديحِ، وذِكْرُهُ
بين الوَرَى نُوْرٌ وشَمْسُ بَهَاءِ
فلِذا قَرِيضي عند طَلْعَةِ بَدْرِهِ
يُغْضِي، ويُبْحِرُ في خِضَمِّ حَيَاءِ
.. طيفُ المدينةِ لم يُفارقْ ناظري
وهلالُ تلكَ القُبَّةِ الخضراءِ
فبِظلِّها أرنو لجنةِ ربِّنا
وبِروضِهَا ضَمَّتْ أبا الزَّهْراءِ

•   •   •

يا خيرَ مَنْ جاءَ البَرِيَّةَ رحمةً
ورقى وجبريلاً إلى العلياءِ
وعليه سلَّمَتِ الملائِكُ، وانتشتْ
حُبُكُ السَّماءِ بلَيلةِ الإسراءِ
يا سيِّدي، أنتَ الرَّحيمُ وناصرُ ال
مظلومِ، والحاني على الضُّعفاءِ
جُرِّعتَ مُرَّ اليُتْمِ من زمن الصِّبا
.. ما أصعبَ الدُّنيا بلا آباءِ!
ونشأتَ في فقرٍ، ألم تكُ راعياً
بِشِعَابِ مكةَ في ثرى الغبْراءِ؟!
لم تسكُنِ القَصرَ الْمُنيفَ مُنَعَّماً
بل عشتَ في الدُّنيا كما الفُقَراءِ
ففِداكَ روحي - يا نبيُّ - رخيصةً
وإليكَ مَحْضَ مَحبَّتِي ووَلائِي

•   •   •

.. ومخرتُ أمواجَ الزمانِ بخاطري
حتى رسَا وَهْناً بغارِ حِراءِ
ورأى حُنَيناً، والمشاهدَ كُلَّها
ونبيَّنا الْمِقدامَ في الهيجاءِ
وصحابةً كم جاهَدوا كي يَنشُروا
ديناً أتانا دونَ أيِّ عَناءِ!
.. قَلَّبتُ أفكاري، وسُحْتُ بعالَمٍ
مُتَجَلْبِبٍ بِجَهالةٍ سوداءِ
فرأيتُ مذهولاً عَبِيدَ حجارةٍ
ولهم حِجًى كالْمُقلَةِ العَمْياءِ
وبِصَدْرِهِمْ بركانُ حقدٍ يَلْتَظِيْ
وبِجوفِهِ حِمَمٌ من الشَّحناءِ
ورأيتُ في بَطْحائِهمْ وَقِفَارِهِمْ
موجَ الدِّما، وتناثُرَ الأشلاءِ
و أباً - ومنهُ الوجهُ ليلٌ حالكٌ -
مُستَخفِيَاً عن أَعيُنِ الرُّقَبَاءِ
.. يَمضي بلا وجَلٍ.. يُغَيِّبُ بِنْتَهُ
في الرَّملِ بَينَ بَراثِنِ الصَّحراءِ
هل في شَغَافِ القلبِ نَبْضُ أُبُوَّةٍ
أمْ كُتْلَةٌ كالصَّخْرةِ الصَّمَّاءِ؟!
.. ورأيتُ غرقى سامِدِينَ بِغَيِّهِمْ
لا فُلْكَ تَحْملهُمْ إلى الميناءِ
.. ورأيتُ ركْباً تائِهاً بِمَفَازَةٍ
يَسري، ولا يَحظى بِلمْحِ سَنَاءِ
فأتاهُمُ المختارُ شمسَ هدايةٍ
وفُراتَ غيثٍ في صدورِ ظِمَاءِ
وغدتْ به بِيْدُ النفوسِ خَمائلاً
تُرْوى بنبعِ مَحَجَّةٍ بيضاءِ
والعدلُ ميزانٌ له، فَبِهَديِهِ
لا فرقَ بَيْنَ حَرائرٍ وإماءِ
.. أنَّى لشعري أن يُحيط بوصفِ مَنْ
جَلَّتْ محاسنُهُ عن الإحصاءِ؟!

•   •   •

..بخِتَام قافيتي إليكَ رجائي
مُتَضَمِّخاً بِموَدَّتِي وإخائي:
إن حارَ قلبُكَ، أو بُليتَ بغفْلةٍ
وأردتَ أن تَحظى بِطِيْبِ شِفاءِ
فاقرأْ كتابَ الله، أو سُنَنَ الْهُدى
من سيرةٍ كالكوكَبِ الوَضَّاءِ
وَسَلِ الإلهَ بأنْ يُشَفِّعَ في غدٍ
فينا الحبيبَ وسيِّدَ الشُّفَعَاءِ
وعليه صلِّ ضُحًى، وما ضاعَ الشَّذا
أو لاحَ نورُ الكعبةِ الغَرَّاءِ.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- رائعة!
عبد الله بن نجاح آل طاجن - مصر 14-06-2013 09:07 PM

رائعة جدا أخي الحبيب، لا أستطيع القول أكثر من (نفع الله بك وزادك من كرمه).

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة