• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

رواية السيرة الذاتية بين الواقع والمتخيل

قحطان بيرقدار


تاريخ الإضافة: 23/4/2009 ميلادي - 27/4/1430 هجري

الزيارات: 29878

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رواية السيرة الذاتية بين الواقع والمتخيَّل
(الواقع الإبداعي المتخيَّل)

- هل تَنْتَحِلُ رواية السيرة الذاتية صفةَ الوثيقةِ التاريخيَّة؟
ليست رواية السيرة الذاتية وثيقة تاريخية، فكل ترجمة ذاتية مهما يكن من دقة صاحبها هي لا بد مزيجٌ اشترك في تكوينه عاملان متعارضان هما "الخيال والحقيقة"، ولكاتب السيرة الذاتية أن يطلق لخياله العنان كما يحلو له، وكلما أمعن في خياله كان ذلك أفضل، وذلك في طريقة ربطه لمواده بعضها ببعض..

ولكن عليه ألا يختلق مواده، ويتحرى الصدق والصراحة فيما يسرده رغم أنه يعتمد في سرده للأحداث على الذاكرة، والذاكرة معرضة للنسيان والخلط، ومن المؤكد أن الذاكرة لا تنسى فقط، ولكنها قد تخدع أحياناً فتختلط الأسماء والأزمان والأماكن.

وكاتب السيرة الذاتية لا يسقط من سيرته الأحداث التي لم يتذكرها فقط بل نجده يتعمد الصمت عن بعض الأمور التي يرى أنه من الأفضل أن يسدل الستار عليها، فرواية السيرة الذاتية تقوم في صميمها على الوقائع المنتخلة ولكنها تنسقها تنسيقاً خاصاً وتصبها في قالب معين، وهذا القالب هو البناء الفني لرواية السيرة الذاتية.

إن كاتب السيرة الذاتية يلجأ إلى الاختيار والانتقاء، فحينما يختار الكاتب حادثة ويهمل أخرى فإنه بانتقائه هذا ينحى منحى بعيداً عمَّا نسميه فن الاعتراف، ويذهب إلى مسألة الصدق الفني، إن حادثة بعينها حين يعاد سردها فإنها تُسجَّلُ في ذهن الكاتب أو في ذاكرته - عندما يكتب - كما هي، ولا يمكن أن يستعيد جميع الانفعالات والهوامش والتأثيرات التي رافقت تلك الحادثة وهنا يأتي دور المخيلة في إعادة البناء.

- روايةُ السيرة الذاتية المُضادَّة للواقع:
لقد كانت رواية السيرة الذاتية العربية المعاصرة في أغلب نماذجها وأبرزها صيغةً مضادة "للواقعية"، لقد بدت نوعاً من التحول الانقلابي العنيف, من السرد الواقعي الشائع في الخمسينيات إلى سرد خيالي صرف، وفي العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين تسيدت رواية السيرة الذاتية الموقف، وباتت تحتل مكانة بالغة الأهمية، لقد بدت في غزارتها وخصوبتها كأنها نوع من تفحص الذات ومراجعتها ومساءلتها, ولم يكن أمام الكُتَّاب إلا أن يركزوا على واقعهم الداخلي..

ولعله من اللافت أن هذه النصوص المعاصرة لِلسِّيرِ الذاتيةِ المستمدةِ من أحداث واقعية في حياة كتابها, قد اتخذت أشكالاً واستعانت بأساليب مضادة للواقعية تماماً، وليس من شك في أن هذه النصوص تنطوي على بعض عناصر السيرة الذاتية الصريحة التي لا سبيل إلى إنكارها ولا حاجة إلى التدليل على وجودها; فبين حياة هؤلاء الكتاب وحياة أقاليمهم وقراهم ومدنهم وأحيائهم التي يكتبون عنها من ناحية, وبين نصوصهم من ناحية أخرى, توجد علاقة من نوع خاص, تكشف عنها حتى عناوين هذه النصوص وإهداءاتها، غير أن هناك أيضاً مسافة واسعة من نزع الألفة بين الحيوات الحقيقية لهؤلاء الكتاب وأقاليمهم من جانب, وبين نصوص السيرة الذاتية التي كتبوها من جانب آخر، إن هذه النصوص أقرب من غير شك إلى وظيفة الرواية وشكلها المراوغ, منها إلى وظيفة السيرة الذاتية وشكلها المباشر.

- الواقع الإبداعي المتخيل:
تفصل بين الواقعي والمتخيل شعرة رفيعة، غير مرئية، لكنها محسوسة، تصل الواقع بهواجس الذات وتوجهاتها، وتفرض حقيقة الفعل الواقعي ورد الفعل التخييلي المصاحب له في تعامل الإنسان مع ذاته، ومع ما يدور حوله من ممارسات، قد تكون هذه الممارسات غرائبية بالنسبة إليه، وقد تكون غير مألوفة في واقعه الذاتي، إلا أنها تمثل مرحلة الوعي، ومنطقة الإدراك، وبؤرة التمييز بين ما هو حقيقي، وبين ما يدور في منطقة الهواجس من موضوعات يتمثلها المرء، ويرسم لها حدود الاسترجاع في واقعه الآني.
 
ولا شك في أن "القدرة التخييلية" على استرجاع الواقعي تجرنا في بعض الأحيان إلى الإحساس بهذا الواقعي الذي ولَّى ومضى وكأنه حقيقة نراها الآن ونشعر بها ماثلة في أذهاننا، بينما هي في الحقيقة منطقة موجودة في اللاوعي تبدو وكأنها ذات قدرة على التشكل والتلون والظهور مرة أخرى بمظهر مغاير لما كان يدور في "المخيلة"، وأن محاولة استعادتها مرة أخرى، ومعاودة استرجاع أحداثها التي مرت عليها سنوات طويلة، تجعل التلاحم بين "الواقعي والمتخيل" مؤسساً لواقع جديد، هو لا شك واقع إبداعي آني له آليته الخاصة، قد يختلف عن الواقع الواقعي في أنه مشحون برؤية فردية أو جماعية خاضعة لقوانين المكان والزمان في شكلها الذي ينتسب إلى التجربة الروائية في كثير من الأحيان.

و
الروائي اليوم ينطلق في أعماله بدافع التفاعل مع ما يدور في عصره، وبدافع التعامل مع المخيلة في وظيفتها الابتكارية في سرد القضايا الدائرة في حدود عالمه، والتي قد تكون مختزلة ومختزنة في بعض الأحيان في منطقة اللاوعي، وتلح في الظهور من آن إلى آخر، بحيث يصبح تشكيل مفردات هذا العالم بكل ما كان يحمله من تاريخ وقضايا وشخوص هو الحالة الآسرة لهاجس الكتابة، وتكون تجليات هذا التشكيل هي المحور الأساس في التعبير عن واقعه الذاتي والموضوعي من خلال المتخيل، وما ينداح عنه من موضوعات تؤرّق الكاتب وتمس جوهر الممكن والمحتمل في عالمه الخاص.

- أخيراً...
إن الخيال ركن أساسي من أركان رواية السيرة الذاتية، ومن دونه تخرج من كونها فناً أدبياً يتذوقه المتلقي ويحلق معه في عوالم السمو والرقي الروحي والفكري..

ولا ينبغي أن يكون الخيال مقيداً في أي فن من الفنون الأدبية حتى في رواية السيرة الذاتية، والكاتب المحنك ذو الذائقة السليمة يستطيع - وهو يكتب رواية سيرة ذاتية له - أن يتعامل مع الخيال بأسلوب شفيف ويستخدمه كأداة من أدوات العمل الفني في سبيل إيصال سيرته الذاتية بشكلها الواقعي الحقيقي بما تحتويه من أحداث وتجارب وخبرات في أبهى حلة وأعذب مضمون وأعمق تأثير.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- EMOLOVE
ليلى - المغرب 03-01-2011 12:55 AM

كنت أريد نص عن السيرة الداتية

1- ......
صابر - جمهورية مصر العربية 24-04-2009 12:43 PM
بالطبع تعتبر الرواية وسيلة من وسائل التعبير, تحكي حال المجتمع وحيثياته، وفي نفس الوقت تنفس عن مكنونات صاحبها
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة