• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

المجنون الحر (قصة 3)

المجنون الحر (قصة 3)
سيرة عكرة


تاريخ الإضافة: 5/6/2013 ميلادي - 26/7/1434 هجري

الزيارات: 3713

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المجنون الحُرّ

(قصة 3)


... تأمل الخمسينيّ في ما يحدث ملياً ثم استعاد معالمه الأولى ونظر بعيداً وعاد يكمل القصة بهدوء، والفضولي يستمع:

كانت نفسية منير تتدهور وهو يرقب أخويه ببؤس وهما يفعلان كل شيء كما يحلو لهما وبحرية مطلقة... لا يعرفان مصلحتهما، فلا يذهبان إلى الجامعة، ويبذِّران الأموال ويعاقران الخمر، ويسهران الليالي في اللهو والعربدة، وكلما حاول نصحهما يقولان له: نحن حُرّان في حياتنا... حتى وصلت الحال بـ«لارا» إلى تعاطي المخدِّرات، ودخلت البيت ذات يوم تترنح حتى وصلت إلى غرفة أبيها وهو يتعبد لِعجْلِه، فرمت رأسه بزجاجة خمر ثقيلة فقتلته.


لكن منيراً أصرّ على البقاء مع أخويْه رغم حالهما، فقد كان يرجو لهما الهداية؛ مع أن حالته النفسية كانت تزداد سوءاً لمرأى حالهما المتردّية، حتى أتيا إليه يوماً فأخبراه أنهما ينويان الزواج من بعضهما! وهنا جُنّ جنون «منير» ولم يعد يحتمل رؤية أخويْه وهما يتصرفان أمامه كما يتصرف الأزواج، فترك البيت وكان قد جاوز العشرين، وقرر أن يبدأ رحلة البحث عن أمه، ربما استطاع كسب قلبها وهدايتها.


عمل «منير» سائق أجرة ليعيش ويصرف على جامعته وسكنه، وفي الوقت ذاته كان يبحث عن أمه في كل مكان، ويتحرى عنها باسمها وصورتها وأوصافها، حتى وجدها في لبنان، في شقة فاخرة ومنطقة راقية. وعندما دق جرس الباب فتحت له أمه، فعرفها وهي له منكرة، فأخبرها أنه ولدها فقابلته بترحيب عادي وقابلت عناقه ببرود، إلا أن منيراً كان في غاية السعادة.. لم يكن يهمّه إلا أنه وجد أمه أخيراً، وبينما تسأله أمه عن كيفية توصله إلى مكانها، إذا به تقع عيناه على صورة لأمه مكبرة على الحائط ومعها فتاة أخرى، فسألها منير: أماه هذه أعزّ صديقاتك؟ وقبل أن يكمل سؤاله أطلت الفتاة ذاتها التي في الصورة من باب المطبخ، فأشارت الأم إليها قائلة: أعرِّفك على زوجتي!


عاد منير أدراجه ليعيش مع أخته التي تركها جاد في غيابه، لكنه عاد وقد قرر أن يكون هو أيضاً حراً... كل يومين يذهب إلى الشرفة ليطير، فتمنعه أخته، وها هو قد استغلّ فرصة ذهابها للبقّال... وأشار الخمسينيّ نحو المجنون فلم يجده، ولا حتى الحشود التي كانت متجمهرة في الأسفل حيث يمشي منير الآن ولارا تقوده من يده كالأطفال إلى سيارتها... لمرأى ذلك استنشق الفضولي هواءً عليلاً ونفثه كأنما ينفض عنه توتره، وهزّ رأسه بحزن قائلاً: «كيف يُترك المجانين أحراراً؟!».


تمت


تُنشر بالتعاون مع مجلة (منبرالداعيات)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة