• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

نظرة في الوحدة العضوية في الشعر العربي الحديث

نظرة في الوحدة العضوية في الشعر العربي الحديث
د. إبراهيم عوض


تاريخ الإضافة: 20/5/2013 ميلادي - 10/7/1434 هجري

الزيارات: 84561

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تعريف الشعر بين القدماء والمحدثين

فنون الأدب في لغة العرب (12)

نظرة في الوحدة العضوية في الشعر العربي الحديث

 

ثم جدَّ في الشعر العربي الحديث، المناداة المُلحَّة بالوَحدة العضوية، وهي تقوم على تشبيه القصيدة بالجسم الحي؛ من حيث إن له أعضاءً متصلةً، ولكل عضو من أعضائه موضعه الذي لا يَعدوه من الجسم، فلا يمكن - من ثَمَّ - نقله إلى موضع آخرَ، كما لا يمكن الاستغناء عنه، وهو ما لا بد أن يتحقَّق نظيره في القصيدة، فلا يتقدَّم بيت عن موضعه أو يتأخَّر، مثلما لا يمكن حذْف شيء منها، وإلا فسَد أمرها كما يفسُد أمر الجسم إذا خُلِع منه عضو، ونُقِل إلى غير مكانه الذي كان فيه أو بُتِر منه أصلاً.

 

وممن نادى بهذه الوحدة في العصر الحديث، المرحوم عباس محمود العقاد، الذي أخذ على شوقي - فيما أخَذه عليه في كتاب "الديوان في الأدب والنقد" - أن قصائده تُعاني من التفكك أيَّما مُعاناة، وإن كان الحاتمي في القرن الرابع الهجري قد قال شيئًا شبيهًا بهذا، وهذا نصُّ كلامه حسبما أورَده كلٌّ من ابن رشيق في كتابه: "العمدة في صناعة الشعر ونقده"، والحصري القيرواني في "زهر الآداب وثمر الألباب": "قال الحاتمي: من حِكَم النسيب الذي يَفتتح به الشاعر كلامه، أن يكون ممزوجًا بما بعده من مدح أو ذمٍّ، متصلاً به، غير مُنفصل منه؛ فإن القصيدة مثلها مثل خلْق الإنسان في اتِّصال بعض أعضائه ببعض، فمتى انفصَل واحد عن الآخر، وبايَنه في صحة التركيب، غادر بالجسم عاهةً تتخوَّن محاسنه، وتُعفِّي معالم جماله، ووجَدت حُذَّاق الشعراء وأرباب الصناعة من المُحدثين، يَحترسون من مثل هذه الحال احتراسًا يَحميهم من شوائب النُّقصان، ويقف بهم على مَحجة الإحسان".

 

واضح أن الحاتمي لم يكن يَقصد أن يكون موضوع القصيدة شيئًا واحدًا؛ إذ طالَب الشاعر بأن يكون نسيبه في أول القصيدة متصلاً اتصالاً وثيقًا بمديحه أو هجائه في آخرها، بما يعني أنه لا يجد شيئًا في تعدُّد أغراضها، وعلى هذا، فكل ما كان في ذِهنه ألا تتنافَر تلك الأغراض فيما بينها، بل تكون متلاحمةً متَّسقةً، وهذا مطلب نادى به النُّقاد العرب القدماء كلهم تقريبًا، إلا أن الحاتمي هو الوحيد - فيما نعلم - الذي شبَّه القصيدة بالجسم الحي، أما العَقَّاد، فكان يرفض الأغراض في القصيدة الواحدة، وأخذ على شوقي ابتداءَه بعضَ أشعاره السياسية بالغزل على الطريقة القديمة.

 

ويرى د. محمد مندور - في الفصل الذي خصَّصه للعقاد في كتابه: "النقد والنقاد المعاصرون" - أن هذه الوحدة العضوية كما نادى بها العقاد، لا تكاد تُتَصوَّر إلا في القصائد القَصصية أو الدرامية، أما فيما عدا هذا من شعرٍ غنائي، يقوم على تداعي المشاعر والخواطر في غير نسقٍ محدَّد، فلا، وأن في دعوة الأستاذ العقاد تعسُّفًا غير مقبول، وأننا إذا طبَّقنا هذا المقياس على شعر العقاد نفسه، لَما صمَد له، ثم مضى فذكر أنه طبَّق ذلك المعيار فعْلاً على قصيدة من شعر العقاد هي: "هدية الكروان"، فكانت النتيجة أن أمكن تقديم بعض الأبيات، وتأخير بعضها الآخر، دون أن يَلحق القصيدة أيُّ أذًى، وكلام د. مندور بوجه عام صحيح إلى حدٍّ كبير، ولكن هذا لا يمنع من وجود قصائد غير قَصصية ولا درامية، تتحقَّق فيها الوحدة العضوية؛ كقصيدة "سلع الدكاكين في يوم البطالة"، و"رثاء طفلة"؛ للعقاد، وقصيدة "العودة"؛ لإبراهيم ناجي، وقصيدة "لست قلبي"، و"لا تكذبي"؛ لكامل الشناوي، وقصيدة "أيظن؟" لنزار قباني مثلاً، وتَزداد فرصة تحقُّق الوحدة العضوية، إذا كانت القصيدة قائمةً على نظام المقاطع الذي يَنفرد فيه كل مقطع بشكل موسيقي مختلف، ففي هذه الحالة يستحيل أن ينتقل أي بيت في القصيدة من مقطعه إلى مقطع آخرَ، وإلا فسَد نظامها الموسيقي، وبهذا تقِل فرصة إمكان التلاعُب بالأبيات، عن طريق نقْلها من موضعٍ إلى آخر، كما هو الحال في الموشَّحات، وفي قصيدة "أخ"؛ لميخائيل نعيمة وأمثالها.

 

وعلى أية حال؛ فإن أحسن شيء في هذه القضية، هي أن نَقصر مطالبتنا للشاعر على أن يكون لقصيدته موضوع واحد، وأن يسودها جو نفسي واحد، وألا تكون الوحدة الفكرية الصغرى في القصيدة هي البيت، بل المقطع أو ما أشبَه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة