ثلاثة هداهد (قصيدة)

ثلاثة هداهد

الهدهد طائر جميل الشكل، يتحمل المسؤولية، ويؤدي الأمانة، وهو ناصح رشيد، وواعظ مبين، وفي القرآن الكريم نبأ ذلك كله، وربما كان في ضمير كل منا هدهد مماثل.

هذا بعض ما وقر في خلدي من محاضرة الأستاذ يحيى باجنيد "ما لم يقله الهدهد" التي شاقتني وراقتني. ولعل المحاضر هدهد ثان، ولعلي هدهد ثالث..

مضى نحو غايته الهدهدُ وعاد وعودته أحمدُ ومما رآه لديه اليقين ومن سبأ نبأ أنكدُ وإيمانه خالص، والمقال هو الصدق محضاً كما نعهدُ وأرضى سليمان لما أبان وجاء وما فاته الموعدُ لقد كان من جنده المصطفين وأجناده صفوة قد هدُوا وإن الذي أخلصته له سجايا زكت إذ زكا المحتدُ فأوقاته كلها للصلاة وكل الدنا عنده مسجدُ تبارك بارئه طائراً هو الأيمن الأحصف الأرشدُ ينادي الورى للهدى مشفقاً وهمته الصبر لا ينفدُ وكل له هدهد في الضمير يلازمه العمر مذ يولدُ ويبقى النذير ويبقى البشير ولله مسعاه والمقصدُ ♦ ♦ ♦ ويحيى - وأكرم به!- قد أجاد وجلَّى كما فعل الهدهدُ فجاء البيان كمزن الضحى نقيّاً عليه النهى أبردُ ولا عجبٌ فهو عقل يجوب ومنه على قوله سيدُ يحوز الفتى مجده في المقال إذا المصدر الحق والموردُ له الدين قبل سريِّ البيان سراج بإيمانه موقدُ ويخفق قلب بآلائه ويبسم أمسِ ويُومي غدُ ♦ ♦ ♦ لنا هدهدان هما واعظان وكل له عظة تحمدُ عساي ألاقيهما ثالثاً إذن إنني السعد والسؤددُ وفوزي مداه الدنا والمنى ومن دونه الدر والعسجدُ ♦ ♦ ♦ وأكرم ما في الفتى قلبه إذا كان في قلبه الهدهدُ

الرياض، الأربعاء: 21/6/1434هـ - 1/5/2013م