• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

قصة شعب

سلامة خلف أبو ترعة


تاريخ الإضافة: 8/4/2009 ميلادي - 13/4/1430 هجري

الزيارات: 18037

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قصة شعب
(مادة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب
الألوكة)


على إيقاعِ الخشوعِ في آذان الفجر تُشرقُ على الوجوه تباشيرُ الأمل، ويجفُّ الندى على أوراق الشجر، ليتحرك نحو دُورِ التعليم طلابٌ لم ينثنوا للريح، ولكن لا كما نتحركُ نحن وأولادُنا لمدارسنا، بل يتحركون إليها وهم يتمتعون بحصانة تجاه النسيان؛ ورثها الصغارُ عن الكبار.

إنهم يتعلمون وهم يحملون في دواخلهم مساحةً كبرى للوطن، فيحملون في حقائبهم الكتابَ والحجر، والدفتر والقلم، مع علمهم أن الدربَ طويل، يدخلون إلى يومهم فيصنعون الحياة في مواجهة صناعة الموت، يشقون الطريقَ إلى المدرسة من غير خضوع لقسوة المسالك أو وعورتها. 

في داخل الصفوف يشرعون في الدرس الأول؛ يرسمون زيتونة، يحلمون بوطن من غير احتلال، وقهر، وجنود يدوسون الطفولةَ والزهر.

صممت الخيمة؛ لتكون فيها بداية الحكاية، وراهن الكثيرون على أن اليأس سيأخذ الفلسطيني نحو النسيان، وينسى الأطفالً وطنًا لم يعرفوه أو يفرون من وطن محاصر.

في الخيام بدأ الفلسطينيون رحلةَ التعليم؛ قالوا: لن ننسى، ولسنا ممن نضع يدًا على الخد، ويخط بالأخرى في رمل القهر، كانت تلك ضربة البداية في رحلة الثبات والمقاومة والتحدي.

وبدأ الفلسطينيون رحلةَ التعليم من لَوْح في خيمة، حتى ضَمَّت الأطفالَ الصغار جدرانُ المدارس ثم المعاهد، والجامعات؛ وكأن الإنسان لا يتعلم إلا في أرضه، إنها قصةُ شعب، أرادوا محوَه من الوجود، فابتكر من قلب المعاناة فنَّ الحياة، لعلمهم أن في الجرح ما يساعد الجرح على الشفاء.

الطلاب في غزة يَنصِبون الحلم على جزء خيمة مدمر، وذلك بعد أن أصبحت مدارسهم خبرًا في جريدة.

أما مناهجُهم فتتحدثُ عن طفولةٍ تُحتَضر، وشعبٍ محاصَر، يتشبث أطفالُه بخيوط النور، حجارتهم بأيديهم يزرعونها بالغضب، ويرمونها بالتكبير.

إنهم محاصرون.. لكنهم يصنعون من القيد فخرًا، ومن السلاسل نيشانًا، لقد كابدوا حتى الشهادة، وقد يعودُ أحدُهم من سجنه بغير سمع أو بصر أو أكثر.

وعند رجوعهم من مدارسهم لا يرون سوى بقايا بيتٍ تعطر بضحكات أهله، ولا يسمع سوى صوت القذف والريح، لكن كل واحد منهم يعرف أن اليهودَ هم من قتل أخاه؛ يتذكر ذلك قبل أن ينام في سريره الخالي من الفرح؛ فمن يحزن جيدًا هو من يفرح جيدًا.

يكر الأطفال ويفرون وسلاحُهم حجر؛ لأن العدو قد ضيق عليهم بالحصار، إنهم يحبسون الجياع ويتركون الأطفال يجربون الاعتقال داخل الجدران.

إنهم يتعلمون ويقاومون؛ لأنهم عرفوا عدوهم ورأوه بأم أعينهم لا بعين الكاميرا؛ فنسُوا طفولتَهم وانشغلوا بالبحث عن طيف إخوانهم الصغار، مع أن ساعات العمل ترهق أيديهم الصغيرة.

الطفلُ الفلسطيني جزء من المأساة الفلسطينية بكل ملامحها؛ طفل السادسة يحبس في عينيه دموعًا كثيرة، ومع ذلك يتطلع إلى الحياة بقلب مفتوح، ولقد تعلم الأطفالُ الحذرَ بجرأة الطفولة، يتحسسون الخطر القادم من كل مكان، تشدهم طفولتُهم للعب ولو لدقائق يكتشفون فيها أنفسَهم قبل أن تتخطفهم عتمةُ القبور.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
10- شكرا لكم
سلامة خلف - مصر 28-10-2022 12:22 AM

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم يا رب

9- فتح الله عليك
ابو مريم - UK 06-08-2009 02:01 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله اني لاحبكم في الله
الأخ سلامة, فتح الله عليك من فضله وزادك من الخير الكثير.
والله مازال الخير في أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم الى يوم الدين إن شاء الله تعالى. هكذا هم المؤمنون دائماً "إنما المؤمنون إخوة" والفلسطينيون اخوتنا حتى ولو اصابنا الوهن وعجزنا عن نصرتهم , والاقصى قبلتنا الاولى وان فرطنا فيه , والمسجد ثالث الحرمين وان كان البعض قد نسي.
ولكن هناك رجال قد صدقوا الله وكل يحارب بسلاحه والقلم سلاح نسأل الله أن يجعل أخانا سلامة و أخوة غيره آخرين ممن جعل الله القلم سلاحهم الذي يحي ضمائرنا ويجعله في ميزان حسناتهم.
والله انه لشرف ما بعده شرف ونحن نرى شموخ وعزة امتنا في هؤلاء القوم العزل.
ووالله اني ارى الغرب ينظر اليهم وهو يرتعد ويقول هذا هو الإسلام الذي اعتقدنا اننا وأدناه منذ زمن بعيد, ولكن هيهات ثم هيهات أن يقهرونا وفينا رجال مثل هؤلاء.
نسأل الله العظيم أن يعلي راية أمة محمد صلى الله عليه وسلم عالية خفاقة وأن يرد كيد أعدائهم في نحورهم إنه ولي ذلك والقادر عليه

8- صامدون وإن رغمت أنوف.
الفقير إلى عفو ربه - مصر 30-06-2009 10:34 AM

بارك الله في كل من يجود بالخير ليعم به النفع للعباد، ما أقواها من كلمات أخ سلامة حفظك الله وجزاك الله خيراً وزادك من نور علمله.

لم ينس العرب قط حتى في عصر الحداثة والتنوير والحضارة والتغريب قيمة أدب هذه الأمة العظيمة ولغتها الغراء في شحذ الهمم و التأثير في النفوس لتحقيق الخير والنفع ودحر الغزاة المحتلين من ديار الإسلام.

كم هي عظيمة تلك الكلمات ترسم صمود شعب في سطور، تعبر عن معاناته وصموده لقهر الواقع ورفض النسيان.

كم هو كبير هذا الشعب الذي يدافع عن هويته وأرضه بكل ما أوتي من قوة متواضعة، كم هو شامخ بقضاياه يأبى النسيان ويرفض الذل والهوان ويصمد أمام قوى الظلم والطغيان ليعطي درساً لهذا العالم الغارق في الشهوات والملذات.

أسأل الله أن يفرج كربهم ويزيدهم قوة وبأساً ويجمع شملهم ويوحد رايتهم ويظهرهم على عدوهم ويقيض لهم امر رشد، ويردنا وإياهم إلى دينه رداً جميلاً.

7- والله لقد دمعت عيناي...
jmeela - KSA 22-06-2009 05:36 AM

الله يعطيك العافية على هالتعبير المؤثر...جداااااااا ....... لكن انهالت علي كلماتك كالجبال .. فلم اشعر إلا بعيناي وقد دمعت...
--------------- تحياتي

6- شكر وتقدير
ابو الحسن المصرى - السعوديه 20-05-2009 04:33 PM
الحمدا لله والصلاة والسلام على رسول الرحمة المهداة.
نسال الله عز وجل ان يبارك فى جهود القائمين علي هذا الموقع المتميز وان يوفقهم لكل مايحبه ويرضاه 0 ونقول للكاتب وفقك الله لكل خير
5- شكراً وبارك الله في أمثالك
ربحي أبو جياب - غزة - فلسطين 21-04-2009 07:08 PM
قصة شيقة ذكرتني بالطفولة، وبأبنائي وهم يذهبون للمدرسة وكيف يحلمون ويفكرون في مستقبل مشرق رغم الحصار، وكيف عندما بدأ قصف مدينة يوم السبت الأسود وقت الظهيرة، وفي وقت كان فيه صوت الآذان يرفع للصلاة وكنت عندها في البيت أهم بالذهاب للمسجد وابني الكبير يحمل حقيبته ويودعنا إلى المدرسة المسائية، في ذلك الإثناء بدأ القصف تذكرت الأطفالى في المدرسة المجاورة للجوازات ومدينة عرفات للشرطة حيث كانت من اكثر الأهداف دموية، فأسرعت جرياً الى المدرسة قابلت الناظرة فقالت كل الأولاد تم إخلائهم وغادروا المدرسة، حيث كانت جماهير الناس تبحث عن أبنائها، فقلت ربما ذهبوا من أحد الشوارع الفرعية إلة البيت، في البيت ذكرت لى بنتي وهي في الصف السادس ما حدث، حيث توضئ الرجال في مدينة عرفات للشرطة وشرعو في الصلاة، فأخذت الطالبات تصرخ، صوت طائرات في الجو اهربو تفرقو، ولكن كانت المنية أسرع، رحم الله الجميع وأسكنهم فسيح جناته.
مسلسل مازال مستمراً والجميع منا دفع الثمن منذ أكثر من مئة عام، ندافع ليس فقط عن فلسطين وأرض الإسراء والمعراج ولكن كل بلاد العرب والمسلمين في خط الدفاع الأول لهزمية المشروع الصهيوني الكبير والمخيف في المنطقة.
في إثناء الحرب كنا نسلي أطفالنا بالمذاكرة والدراسة وكانت أكبر تسلية لهم، ونحثهم ونقول لهم أن ما نراه من تقدم تقني نتيجة للعلم والتفوق العلمي الذي يجب أن نسارع بخطي واثقة على اللحاق به والتفوق فيه.
نحمد الله ونشكره أن منحنا الصبر والسلوان على البلاء في أرض الرباط وسنبقي إن شاء الله حتي نهزم مشروع بني صهيون والإستكبار العالمي، وما ذلك على الله ببعيد.
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
4- كفاح وجهاد ، حياة طيبة
حسن حمزة - مصر 21-04-2009 01:07 AM

وففك الله يا أخ سلامة على هذا البحث ، الذي يعبر عن كفاح شعب ، ونضال وجهاد غيبته يد الجبن ، وأخرسه سلاح القهر ، وأحيته شجاعة الجهاد وكفاح الأبرار .
حمى الله الشعب الفلسطيني ، ووفق حكامه للسير في طريق الجهاد ، بعيدًا عن الابتزازات والضغوط الرخيصة .
مقال أخلص صاحبه فيه فاصاب كبد الحقيقة .
وفقك الله ورعاك .

3- جزاك الله خيراً
كمال فتحي (أبو رميساء) - مــــــــــــــصر 09-04-2009 08:02 PM

قصة رائعة ما شاء الله

بارك الله فيك ونفع الله بنا وبك

2- ويبقى الأمل مادامت الحياة
أبو فاتح - مصر 08-04-2009 11:31 PM

حمدا لله وصلاة وسلاما على رسوله الرحمة المهداة.
جزى الله كاتب القصة خير الجزاء وسدد الله خطى القائمين على الأعمال وأثابهم خير الثواب.
وبلغ الجميع مراده ومبتغاه.
وما يعجبني كثيرا في هذا العمل أن كاتبه قد ربط العمل بالعلم والأمل وهذه هي القيم الكبيرة التي يحيا بها الإنسان ليسمو ويسمو بها ومعه المجتمع، بحثا عن الحرية والإستقلال والخير والتوفيق والسداد ومرضاة رب العباد.
والحمد لله رب العالمين، وصلاة وسلاما على خير أنبيائه والمرسلين.

أبو فاتح
محمد خلف.

1- ما أجملها من قصة
أبوحسام الدين الطرفاوي - مصر 08-04-2009 09:36 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما أجملها من قصة ، وقد شيد أخونا سلامة بناءها على تلك الأسطر ، وكأني بقلبه يتفجر ينبوعا من الحب لهذا الشعب المحتل ، ولا يشك أحد أن هذا كلام ينبع من قلب نشأ في وسط مأساة هذا الشعب وقد فقد أكثر عائلته تحت مدافع المجرمين اليهود ، لكن في الحقيقة أنه مصري ربما لم يلتقي بفلسطيني ، ولكنه يرى كما يرى الناس في وسائل الإعلام ويعيش المعاناة كما يعيشها شعب فلسطين ذاته ، وهذا نموذج من نماذج الشعب المصري ومدى ارتباطه بأرض فلسطين وشعبها . فأسأل الله تعالى أن يوفق أخانا إلى كل خير ويجنبه كل سوء .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة