• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

عزيزي القارئ: علمني كيف أحبك أكثر؟

هشام محمد سعيد قربان


تاريخ الإضافة: 12/5/2013 ميلادي - 2/7/1434 هجري

الزيارات: 6931

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عزيزي القارئ

علمني كيف أحبك أكثر؟


قارئ الصحف اليومية، ملول، عَجِل، يبحث عن الزّبدة، نفَسه قصير، ولا يُطيق المطولات، يَجذِبه العنوان المثير، ويَمَل من الإغراق في الجِدية.

 

إن صِلته بالصحيفة شديدة الشبه بزواج مسيار، انتهى قبل جفاف حبر عقده، زئبقي سريع التملّص، عينه زائغة، يُقلِّبها في وجوه الحِسان، ويده مضطربة، سريع التقلب والتقليب، يوالي مَن يَحترِم ذوقه، ولا يوالي مَن يغُش ويُراوِغ.

 

يعشَق الواقعيَّة المركزة، حادُّ المزاج، تختلف في ذهنه حروف الصحيفة عن أخواتها في الكتب؛ فحروف الصحيفة لا بد أن تكون رشيقة أنيقة، زائرة خفيفة الظل، كثيرة الابتسام، قليلة الكلام، تُثير الأشواق، وصْلُها قصير لا يشفي نَهَم المحبِّ، ونوالها نظرة ساحرة، وكلمة مغوية غاوية، فلا عِناق، ولا قُبَل، ولا لمس، ولا...، حتى كلامها محض همْس، وداعُها قريب من سلامها، لا يَزيد وصلُها نار الحشى إلا اضطرامًا، تروي ولا تروي، كثيرًا ما تَصدُّ عن محبها بلا سبب!

 

ألا ما أحوجني (شخصيًّا) لتعلُّم هذه الحقائق عن عزيزي وسيدي ومحبوبي: قارئ الصحف اليومية!

 

قارئ الصحف اليومية، كائن فضائي، غريب الأطوار، يبحث في ثنايا الصحف عن واحة غنَّاء، يَحُط فيها رِحاله لدقائق معدودة؛ ليرتاح ويتزوَّد، ولكي ينسى بعض همِّه؛ ليُواصِل بعدها حربه وكفاحه، مع المراجعين، وإلحاحهم، ومع رئيس طبعه العبوس، ووظيفة مرضها الجلوس، ومع زوجة تتفنَّن في الشكوى والتبرم، ومطالب الأولاد المدرسية والترفيهية، وإصلاح السيارة، وتجديد إقامة الخادم، وقيادة المركبات في الطرق التى تُذكِّره بصراع بين وحوش كواسر لا تعرف معنى الرحمة، ولا تنسى خوفه من ذاك الوحش الساهر!

 

قارئ الصحف اليومية، بخيل، نعم بخيل، بخيل برأيه وانطباعه حول ما يُكتَب، وعذره الانشغال، وهو محبوب معذور، يغضب، فلا تعرف لمَ غضب، ومتى يغضب، وكيف يغضب، يَهجُر فجأة، بلا لوم أو عِتاب، يطلب منك أن تتعلَّم السحر؛ لتقرأ أفكاره، وتَسبُر أغواره، وتَفك رموزه وطلاسمه، يريد من الكاتب أن يفهم صمتَه، ويطلب من حروف الصحيفة وسطورها أن تُبصِر أحواله، دائم الشكوى، كثير التظلم، ويتوقَّع أن يتعاطف الكاتب والمُحرِّر مع مظلمته، ولا يُكلِّف نفسه عناء شرْح مظلمته، فلا يقدِّم رأيًا، ولا يُسطِّر معروضًا، ولا يوكِّل محاميًا، وينفجر غاضبًا إن حكم مَن لا يفهمه بغير ما يحب، وإن طولب بالبيِّنة قال صامتًا: انظر إليَّ وافهمني، وواصَل صمته المهيب!

 

قارئ الصحف اليومية، مطالبٌ بالتغيير والتطوير والتحسين والمواكبة والإبداع، ويتهم الكثير من الصحف بالرجعيَّة والتقوقع في ماضي الإعلام النمطي والمسيَّس والمقولَب، ولعله مُحِق في دعواه، ولكن التحدي هو مطلبه - الصامت المُبهَم - من الجميع أن يفهموه، ويرتقوا لما يُحرِّك شجونه، ويتفاعل مع همومه، ويُوقِظ إعجابه، ويَكسَب ودَّه وولاءه.

 

قارئ الصحف اليومية، لن نسمع فيه أبدًا لقول قائل، أو لوم لائم، أو هجوم مهاجم، أو وشاية واشٍ، فهو كما نُقِر ونعترف، ونعرف ولا ننسى أبدًا، حبيب الكاتب والمحرر، ورئيس التحرير، والمدقق اللغوي والطابع.

 

هو حبيب الجميع، والكل يأمل رضاه، ويسعد في خدمته، لا تظنوني مبالغًا في حبي للقارئ الغالي، وصاحب القدر العالي، صدّقوني يا أحبتي؛ فدليل الحب مسطور في وجه المحب، ولا يحتاج النهار إلى دليل.

 

ولمن أراد مزيدًا من الإثبات، أهديكم أوضح حُجّة، وأبلغ برهان، وهأنذا أدعو الجميع على رؤوس الأشهاد، وخصوصًا كل شاكٍ وحسود وعاذِل، أن يستمعوا إلى أغنية العشق الأبدي، أي عشق القارئ، وقصائد التغزُّل في حسنه، وهمسات المحبة في مسمعه، وأنّات الشوق إليه، وندائه ودعائه ورجائه في كل زمان، وفي كل مكان، لا تتوقَّف، ولا تَكِل، ولا تَمَل، ولا تتوقَّف حتى تُعانِق صفحة خدِّها عيون القارئ، وتلمس يدها يده، وتمتزِج رُوحها برُوحه.

 

هذه الأغنية في عشق القارئ - كما يشهد لها كل رؤساء التحرير في العالم أجمع، ويدعون الجميع لسماعها وتأمُّل روعتها - هي غناء مكائن الطباعة، ورقصها الذي لا يتوقَّف، ونبْضها الذي يستوحي كل سرِّه وحياته ودفْقه من نبْض القارئ وحياته وسعادته، تُغنّي، ويغني معها الكاتب والمحرر والجميع في كلمات صادقة محبة: أحبك أيها القارئ، وأسعى في رضاك، ورجائي يا محبوبي أن تُصارِحني - ولو مرةً واحدة - وتُخبِرني بما تحب أن تقرأ، فأكتبه لك برُوحي وأنفاسي وشوقي، وأغني، وأغني: أيها القارئ الحبيب: علِّمني، وفهِّمني، ودُلَّني؛ لكي أحبك أكثر، ولعلك ترضى عنى ولو بعد حين، فأكون - بل ونكون - أهلاً لحبك، يا حبي الأول والأخير!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- الشكر للأستاذ- عبد الكريم لإثراء المقال من منظور جميل
كاتب المقال: هشام محمد سعيد قربان 15-05-2013 10:50 AM

الأستاذ الفاضل عبد الكريم من جزائر الجهاد والأصالة

أستاذنا الفاضل

لك الشكرخالصا لإثراء الحديث بذكر ما استوحيته من المقال، و كما لاحظت فالأسلوب والعرض عام وهو بهذا حمال أوجه، ومنها ما تفضلت بذكره من تهافت بعض الكتاب والناشرين ولهاثهم خلف الربح حتى لو استدعى الأمر استثارة الشهوات بالعناوين الساقطة والمضامين المخزية، وهذامما يحيد بالقارىء عن مقاصد القراءة الشريفة ويردد الأمر كله ويهبط به لأسفل سافلين.

ولعلك تتكرم بعرض رأيك على مقالات أخر كتبتها هنا:

لماذا نكتب
عندما يموت الكاتب
البحث عن الذات في ظلال الكلمات


وهذه قطاف من المقال الأول

لماذا نكتب؟

هذا سؤال محيِّر تتردَّد أصداؤه بين الفَيْنة والأخرى بين حنايا ضلوعنا، تساؤل يقاطع الصمْتَ ويُباغت الظلام، ويلاحقنا باحثًا عن إجابة مُقنعة.



لماذا نكتب؟

هل تعتبر الكتابة واجبًا إنسانيًّا أو مهمة اجتماعيَّة؟ هل يصحُّ ادعاؤنا بأنَّ الكتابة بوْح لآلام الرُّوح وإفصاح عن بعض مُعاناتها؟ هل نكتب لنشعلَ بكلماتنا ومشاعرنا شموعَ الأمل في ليل أُمَّتنا الطويل؟ هل نحاول - حين نحلِّق بعيدًا بصورنا وأخيلتها واستعاراتها - الإفلات من سجن الجسد؟ هل نكتب رغبة في الخلود؟ هل نتخيَّل كلماتنا سيفًا مسلولاً في معركة أو رمحًا يسابق الرِّيح أو سهمًا يودِّع كبدَ القوس راحلاً إلى هدفه؟


• نكتب أحيانًا تألُّمًا وشكوى مما يثور في أعماق وِجداننا، وفي أحيان أخرى نكتب نيابة عمَّن لا قلمَ له ولا صوت، نكتب أحيانا للتنفيس وإراحة لضمائرنا المثقلة والمتعَبة، نكتب اعترافًا ببشريَّتنا وضَعفنا وزَلاتنا، وأملاً في الغُفران والتوبة.


• نكتب لنُحادث غيرنا مُدَّعين القدرة على قراءة أفكارهم، ونحاول عبثًا التعاطُف معهم، والإحساس ببعض همومهم.


• نكتب لنؤثِّر ونتأثِّر، نكتب إعلانًا لعِصياننا وتمرُّدنا على تلك القيود والسلاسل، نكتب تظلُّمًا؛ لنُريَ العالم أثَر القيد الضيِّق على أرواحنا الكبيرة، نكتب لنرتاح من الألم مرة واحدة، ولعلَّنا نكتب مرَّات كثيرة؛ رغبة في المزيد من الألم المُلْهم، نكتب عزاءً لذَواتنا، وتصبيرًا لكلِّ مَن يبحث عن برد العَزاء وراحة السلوى عن كل محبوب ومفقود.


• نكتب لأننا أنانيون نحبُّ ذَواتنا المتضخِّمة كثيرًا، ونعلن هذا الحبَّ على الملأ بلا خوف ولا خجلٍ، نكتب إقرارًا بجهْلنا، ولنبحثَ عن قبَس هداية ونارٍ دافئة تُعيد للذكرى حبَّ الأم اللامتناهي، ودِفء حُضنها وأمنه، مثلنا حين نكتب كطفل يقف على أصابع قَدَميه، ويشد قامته؛ لكي يقنع ابن الجيران بأنه أكبر وأفهمُ، وأحيانًا نحاول ببعض كلماتنا الهروبَ من ملاحقة الزمن ودولاب العُمر، فنخلع سرًّا ثيابَ الكبار، ونَمسح من صورنا وقارَهم المصطنَع، وسَمتهم المتكلف، ونَركض خلف فراشة الحقل، ونضحك بلا سببٍ ضحكات لَم يكدر صفوها التفكير بالغدِ وهموم عالَم الكبار الكئيب.


• نكتب لنستعيد بعض إحساسنا وشعورنا، ونحرِّر دمعات حارة حبستْها بلادة الطبع، وغلاظة الرُّوح، نكتب لنغازل الفرح ونُراقص الأمل، نكتب توجُّعًا للأندلس المفقود، وحِدادًا على سقوط بغداد مرة بعد مرَّة، ونرفع بكلماتنا عَلَمَ الجهاد؛ لندفع به ذُلاًّ لا يليق بنا، ونطلب تحريرَ البلاد وفتْح القلوب.


كتاباتنا رُؤًى سعيدة نهرب على أجنحتها من مرارة الحاضر إلى وعد الله الحقِّ، نكتب بحثًا عن الأمن والسلام، نكتب ولا بد أن نكتب، فكلماتنا صرخات مخنوقة تؤلِمنا وتُعَذِّبنا، ولا تهدأ ولا تستقر حتى تُسمَع، نكتب هربًا من الوحدة القاتلة إلى صُحبة القلم المؤنِس الذي يسافر بنا إلى بلاد بعيدة، كلُّ شيء فيها جديدٌ ومثير، ولَم نَعهده من قبلُ، نهرب على صَهْوته من صمْت الذات إلى حفل صاخبٍ، وأحاديث مطولَّة مع صديق قديم، لَم نَرَه منذ زمنٍ بعيد.


• نكتب لأننا سَئِمنا الكلام الذي سَرعان ما يتبخَّر في الهواء، نكتب لأننا عُقلاء ملُّوا من عقولهم، واشتهوا بعض شطحات الجنون، واختراق أسوار المستحيل، نكتب لأننا نعشق الزهور ونخاف عليها من الذبول، فنحاول عبثًا وصْفَ خدودها الخَجْلَى، وعيونها النَّعْسى، وأنفاسها العاشقة.


• نكتب لأننا نحب أن نكتب، وحينما نشتاق نُعانق القلم بلا استئذان، ونُراقصه بلا خجلٍ، وحينما يصمت القلم وتجدب سَماؤه، نحسُّ بالشقاء وتتلاعب بنا أوهام الضياع، نحاول الكتابة رغم صدود القلم وجَفوة الحبر وصَمم الورق، نتحدى المستحيل لنكتبَ؛ لأن خلف القلم نسْرًا مضطربًا في أسْرِه، وبُركان يتململ من هدئه، ويَتوق لانفجار حِمَمه الحمراء والأرجوانية؛ لتحرقَ الغابة الشائخة الهزيلة، وتهدي رمادها قُربانًا لغدٍ أفضل وغابةٍ أجمل.

1- لأنك رقم صعب
عبد الكريم بن مسعود - الجزائر 14-05-2013 11:49 PM

كن براغماتيا يا أخ هشام ترى الموضوع بوجه آخر طريف، و يتحول الزيف و التحريف، إلى قمة الاحتراف و التكييف؟؟؟
هذا طبعا على طريقتك الممتازة في ذكر المعنى و إرادة غيره، تعريضا و تنويها، لا إفصاحا و تصريحا، و ذلك -كما أعتقد- لأن هذا العبث المنكر بالمفاهيم، و قلب الوقائع و الحقائق، قد أصبح دنيئا و ممجوجا و مفضوحا حتى إنه لا ينبغي لذي المروءة و الخلق القويم إلا أن يذكره هجرا و نكرانا...
و مما يدعم تهافت دور النشر العالمية على الربح مهما كان مصدره تحت غطاء مزيف ملؤه: حب القارئ و الحرص على رغباته،و أمنياته...أن هذه الدور تتولى نشر مجلات الهبوط و الدعر و الخلاعة، و الروايات الغرامية و الحرامية..و لأنهم يحبون هذا القارئ حبا جما يمطرونه حاليا بوابل من القصص و الروايات الخيالية تحت مسمى (كوابيس الليل) روايات تمنع -متعتها- القارئ من متعة النوم و الراحة لما تضج به من رعب و دماء...
و كل هذا نختصره بعبارة تقول: القارئ عند عبدة المال هؤلاء ليس روحا إنسانية تشتاق إلى أطايب الفكر و الأدب، بل هو رقم في مؤشر البورصات و الأسهم؟
كل الثناء و الشكر للأستاذ هشام على الطرح الأدبي المشوق.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة