• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

المفتاح (قصة)

المفتاح (قصة)
غسان موسى الشريف


تاريخ الإضافة: 8/5/2013 ميلادي - 27/6/1434 هجري

الزيارات: 14926

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المفتاح


هذه القصة تدور أحداثها في "يافا" عام 1948م، وأبطالها حقيقيون، أما الأحداث، فبعضها مستقاة من وحي الذكريات، والآخر مستوحى من مخيلة المؤلف:

• الحاج مصطفى الدهشان: بحَّار من وجهاء مدينة يافا، وممَّن قاوموا المحتلَّ الإنكليزي.

• أمليكة دولة: زوجة الحاج، وهي من عائلة معروفة في يافا.

• زياد الدهشان: الابنة الصغرى، طالبة في مدرسة أسماء بنت أبي بكر الصديق الابتدائية.

• خالد الدهشان: الابن الأصغر.

 

[1]

في ليلة صامتة شديدة البرد دخل الحاج مصطفى إلى بيته في وقت متأخِّر من الليل، وصَعِد إلى الدور الثاني؛ ليدخل إلى الصالة الرئيسية ذات النوافذ الزجاجية الكبيرة المطلة على البحر، ومنها إلى الباب الخشبي الرداد المطعَّم بالزجاج، والذي يؤدِّي إلى الصالة الداخلية للبيت، فوجد أمليكة في انتظاره، فلما رأتْه وقفت ورحَّبت به:

• أهلاً يا حج.

 

هز الحاج رأسه وعلى وجهه ابتسامةٌ باهتة، ثم نزع العباءة السوداء في صمتٍ، وخلع الطربوش وأعطاها إياه، ثم دخل إلى غرفة النوم.

• جهَّزتُ لك حمامًا دافئًا يا حج.

• ليس الآن يا أم درويش، دعينا نشرب الشاي، فرأسي يلف وكأني في قلب البحر.

 

فتح الحاج باب البلكونة المطلَّة على الشارع الرئيسي أمام البحر، بينما ذهبت زوجته لتحضر له الشاي، كان البيت يقع في حي العجمي على الشارع الرئيسي في آخر "الدحلة" - الشارع المرتفع - قبل الشاطئ، وكان من عادة الحاج أن يراقب من غرفة نومه حركةَ المراكب وهي تدخل إلى الميناء وتخرج في تعاقب لا يهدأ، ولكن يافا بَدَت في تلك الليلة صامتة، الميناء مُظلِم إلا من مصابيح قليلة هنا وهناك، والشوارع فارغة من الناس، والقهاوي مقفلة، وهناك حالة من الارتباك والحيرة تتلبس الجميع.

 

وقفت أمليكة على باب البلكونة وقالت:

• أرجو أن تشعر بالراحة الآن يا حج.

 

نظر إليها بعينيه الواسعتين وقلبُه يعتصره الألم، وقال مستهزئًا:

• لست مرتاحًا! وكيف أرتاح واليهود قد عاثوا في فلسطين بالظلم والشر، وكيف وأنا أسمع كل يوم أخبار فظائعهم، قتل وذبح وتشريد للقرى والهجر؟ ثم صمت في حزن، وتنهَّدَ وهو يفرك يديه بحسرة والألمُ يبدو على مُحَيَّاه:

• وهاهم الآن على أبواب يافا.

 

أخذت أمليكة بيده وألقت على ظهره "كورشيه" من الصوف، ثم دخلت به إلى الغرفة وأجلسته على الكرسي وصبَّت الشاي.

 

أسند الحج ظهره على الكرسي ورشف قليلاً من الشاي ثم وضعه جانبًا، فقالت أمليكة:

• ماذا تريد أن تفعل يا حج؟

• أأترك بلدي وأرحل؟!

 

قام من مقعده وتوجَّه نحو الشباك وفتحه، وأخذ يستنشق من الهواء البارد، وقال:

• لقد شممت هواء البحار وزُرْت بلاد الدنيا، واختلطت بالناس في أماكن كثيرة، فلم أجد أطيب من هواء هذه البلد، ولا أجمل من مائها، تعالي يا أمليكة، واستنشقي عبير البرتقال، فكل حبةٍ منه تشهد أن ليافا عبيرًا خاصًّا، وطعمًا مختلفًا، ثم تابع بصوت متوتر:

• إلى أين أذهب وأترك هذه البلد الجميلة يا أم درويش؟ أنتركها لليهود؟

 

طُرِق الباب، فنادت أمليكة:

• من؟

 

فتحت فاطمة الباب، ودخلت وهي تتكئ على الجدار، فقام الحاج من مكانه وتوجه نحوها قائلاً:

• كيفك يا فاطمة؟

 

أمسكت فاطمة بيده بشدة، ثم هوت على قدمه وصاحت:

• أرجوك يا حج.. عرضك يا حبيبي.. الله يستر عليك لا تخلي الكلاب تدنسه.. أبوس "إجرلك" يا حج!

 

نزل الحاج على ركبتيه وهو يحاول أن يمنع أخته من تقبيل قدمه، وقال بصوت عالٍ:

• خلص يا فاطمة خلص.

 

أسندت فاطمة ظهرها على الحائط وبقت جالسة على الأرض، وقالت وهي تبكي بمرارة:

• خايفة على البنات يا حج، خايفة على عرضك، الناس تتحدَّث عن مصائب، اليهود بيتراهنو على بطون الحوامل إن كان فيها بنت أو ولد، ثم يحفتوا البطن وهم بيضحكو!

 

• أترك بلدي يا فاطمة؟ أربي أولادي بعيدًا عن بلدهم.

 

• يا حج، العرب سيجمعون جيشًا وسيأتون لإنقاذ فلسطين، هذه أرض الأنبياء ومسرى النبي - صلى الله عليه وسلم - لن نفرط بشبر منها، بس بناتك يا حج.. أبوس "إيدك" يا حج لا تفضحنا.

 

عم الوجومُ الغرفة وبدأ البرد يتسلَّل إليها، فوقف الحاج وتوجَّه صوب الشباك ببطء وهو ينظر عبر النافذة بعين حزينة، وكأنه لا يريد أن يصدق أن فلسطين تسقط في يد اليهود وأن يافا عروس البحر الأبيض على وشك الغرق.

 

[2]

في صباح اليوم التالي لبس الحج قميصَه البحري الأبيض من غير ياقة، و"الشروال" الأسود المصنوع من التفتة، ولف الشملة العجمي الحريرية على وسطه، ثم طلب من أمليكة أن تأتي له ببشته الأسود الصوف، ثم لبس الطربوش وخرج متجهًا حيث يجتمع الناس في قهوة المدفع في الميناء، ومعه أبناؤه الكبار درويش ومحمود.

 

دخل إلى القهوة وجلس في مكان يعينه على الحديث مع الجميع، وبدأت الأحاديث الجانبية تقل والأنظار تتجه إليه، فبدأ بالحديث:

• بسم الله.. أهل يافا أحبابي وأهلي وعشيرتي.. لقد عرفتموني شابًّا بينكم، وعرفتكم صغارًا وكبارًا، وأحببتكم وأحببتموني، واليوم أتيت إليكم لأبحث معكم شأن يافا، وأخبركم بما أفكر فيه.

 

سكت الجميع فتابع كلامه:

• اليهود على أبواب يافا، والإنكليز سيخلون البلاد في منتصف أيار (مايو) بعد أيام من الآن، ونعرف جميعًا أن اليهود ينوون أخذ يافا بمجرد أن تخرج الحامية البريطانية، والعرب ينتظرون ما ستسفر عنه الأحداث القادمة، ولكني أرى أن اليهود سيعلنون دولة لهم في فلسطين بعد خروج الاحتلال.

 

بدا الوجوم على الناس وهم يستمعون إلى هذه الأخبار، وقام أحد الشباب من آخر القهوة، فقال:

• سنحاربهم إلى آخر رجل منا، هؤلاء اليهود الملاعين لن يكون لهم مكان في أرضنا.

 

تحوَّل الحاج إلى الفتى، وقال:

• يا ولدي، هذه العصابات من اليهود مدربة تدريبًا عسكريًّا قويًّا، وهي شاركت في الحرب مع الحلفاء، أتريد أن تحاربهم بالحجارة؟

 

قال أحدهم:

• وهل أبقى الإنكليز لنا بندقية يا فتى؟! ثم تابع وهو يوجِّه حديثه للناس:

• لقد كان لدي بنادق بعدد أبنائي وبندقية قديمة ورثتها عن جدي الذي حارب مع العثمانيين في الحرب الأولى، وذات يوم جاء الإنكليز وفتَّشوا المنزل ولم يبقوا على بندقية واحدة، حتى بندقية جدي القديمة أخذوها معهم.

 

فقال الفتى في حنق:

• إذًا نعطى البلاد لليهود بلا مقاومة!

 

فالتفت الحاج إليه وقال:

• لم يبقَ لدينا شيء من السلاح، ودعوني أكون معكم أكثر صراحة، فلقد كنت في مجموعة تدعم الثوَّار ضد الإنكليز، ولعلكم لم تعرفوا هذا الأمر سوى الآن.

 

هز الشيخ رأسه موافقًا، وقال:

• عرفناك يا حج بمواقفك الوطنية؛ فقد رشحناك في وفد يافا إلى مؤتمر الهجرة والأراضي سنة 1933، والكل يعرف أنك أنت من هربت الشيخ أمين الحسيني من قبضة الإنكليز عندما حملته بالقارب وحدك إلى بيروت، أنت من أهل المقاومة يا حج، وليس لدينا شك في ذلك.

• لقد عُرف مكان مخزن السلاح الخاص بنا وتم تدميره، ولم يبقَ لدينا ما ندافع به عن شرفنا أيها الرجال، إن الاحتلال باع البلد قبل أن يذهب، وها هي كلاب عصابات "الهاجاناه" الجائعة تنتظر أن يفتح الباب فتهجم علينا بلا رحمة.

 

سكت الحاج برهة وبقي الجميع ساكتين ثم تابع:

• لن نعطي اليهود فرصة أن يذلونا، هؤلاء أهون من أن يفعلوا بنا ذلك.

• ولكن ما العمل يا حج؟

• أفكر بالخروج من يافا ثم نأتي مع العرب لنحررها، ليست هي فقط؛ وإنما كل فلسطين التي دنستها أيدي اليهود النجسة.

 

قال أحدهم:

• العرب اللي كانوا في يافا باعوا أملاكهم ومشيوا.

• هؤلاء الغرباء عن بلادنا وكانوا هنا طلبًا للرزق، ولكن لن يسكت العرب عن احتلال فلسطين؛ هذه أرض الإسراء.

 

سكت قليلاً ثم تابع:

• سأُبقي بيتي كما هو، ولن آخذ مالي من البنك.. نحن حتمًا سنعود، المسألة مسألة وقت ليس إلا.

 

وقف الفتى متحديًا وقال:

• ولكني لن أخرج من داري.

 

نظر الشيخ إلى الفتى وقال:

• يا ولدي ليس هناك من جدوى من القتال الآن.

• ولكني سأقاومهم بكل ما أستطيع.. سأنضم إلى مجموعات المقاومة وسأحارب اليهود.

 

نظر الحاج إلى ولده محمود الذي كان يجلس بجانبه ثم قال بصوت عالٍ:

• ألم تكن تأتي من عملك فتلبس ملابس المقاومة وتأخذ سلاحك وتحارب اليهود في الجبهة الجنوبية من يافا؟

• نعم "يابا".

 

نظر الحاج للفتى وقال:

• أنا لم أمنع ولدي من الجهاد، فهو حق للجميع وأنا مجاهد مثلك، ولكني سأرحل خوفًا على بناتي.. لن أرضى أن يمس اليهود منهن شعرة.

 

ثم قال وهو يتهيأ للوقوف:

• سيرحل الإنكليز ليلة 14 أيار، ولن آخذ معي سوى مفتاح داري وبناتي وأهلي، فنحن سنعود حتمًا، لقد علمني البحر أن أكون حرًّا، ولن أعيش يومًا أرى فيه اليهود يحتلون هذه الأرض الجميلة... ثم تابع:

• سأبدأ في تهيئة "الجرم" الذي اشتريته قريبًا للإبحار، ومع أن المحرِّك لم يصل بعد، إلا أنني سأقوم بتركيب الصاري والشراع، وسأنتظر من يريد أن يأتي معي في الميناء.

 

• بكم ستحملنا يا حج؟

• بدون مقابل.

 

كبَّر الناس، ووقفوا عندما نهض الحاج من مكانه، ولكنه لم يودِّع أحدًا، وتوجه مسرعًا نحو المخرج، وتبعه ابناه في صمت.

 

[3]

بدأت السفينة تمتلئ بعد العصر بالرجال والنساء والأطفال، وظل الحج ينتظر على المرفأ إلى أن توقَّف الناس عن التوافد، فرفعت الأشرعة وبدأت الريح تسحبها بعيدًا عن الميناء، وبَدَت يافا الجميلة تكشف عن فتنتها وكل مَن في المركب يتأمَّلها وكأنها قطعة من نور، وبينما هي تختفي من الأفق كانت تختفي معالم الحياة من الوجوه، ويعتصر القلوبَ الألمُ والحزن.

 

وبينما تغيب يافا عن الأفق، بدا للحاج لوهلة وكأنها المرة الأخيرة التي سيرى فيها يافا، فشعر بنغزة في صدره، وبدأ الخوف يتسلَّل إليه، فالتفت بسرعة إلى زوجته وقال:

• أين زياد وخالد؟

• مع عمتهم.

• "إندهيهم".

 

ذهبت أم درويش وتخطت رقاب الناس في جهد، فليس في السفينة مكان شبر إلا وقد جلس فيه أحدٌ القرفصاء، ثم أخذت زياد من يديها، وحملت خالدًا، وعادت بصعوبة إلى مكانها بجانب الحاج، فما أن رآهما حتى أجلسهما على حضنه، ثم نظر إلى ابنته زياد وقال:

• أتعلمين لماذا خرجنا يا حبيبتي؟

 

هزت رأسها وقالت:

• لقد أخرَجَنا اليهود من بلادنا.

 

فقال خالد:

• اليهود "يابا حيأعدوا في بلادنا"؟!

 

حاول الحاج أن يكتم انفعاله فأخرج من جيب صديريته الصغير قطعتين من الحلوى وأعطاهما لهما، ففتحها خالد بسرعة ووضعها كلها في فمه، بينما أبقتها زياد في يدها.

 

• "ليه ما أكلتيها يابا"؟

 

خبأتها في جيبها والتفتت صوب البحر تتأمله، وكأنها تبحث عن أنوار يافا من وراء الأفق، فهي لم يعد يظهر منها إلا نقطة ضوء بعيدة، فالريح القوية قد سحبتهم بسرعة، مالت على أمها وتمسكت بجلبابها، فأخذتْها أم درويش ووضعتها على حجرها وأخذت تضمُّها في حنان، بينما نزل خالد من حجر أبيه وهو يمسح ما تبقى من أثر الحلوى على فمه.

 

قام الحاج من مكانه وحمل زيادَ بين ذراعيه القويتين، ثم أجلسها على يده، وأخذ خالدًا من يده وتوجه نحو سور السفينة؛ ليتأمل فيما بقي من يافا، بينما بَقَت أمليكة في مكانها وهي تفكر في يافا، وإلى أين سيجرهم البحر؟ وماذا ستخبئ لهم الأيام؟ وبينما السفينة تمخر غمار البحر وتشق طريقها بين الماء بسرعة، مرت ذكريات بيتِهم الواسع ذي الأعمدة البيضاء المرتفعة، ومدرسة أسماء بنت أبي بكر الصديق التي بجانبه، والطريق المنحدر "النزلة" التي ينتهي عندها بيتهم، وحي العجمي، ومزارع البرتقال، والميناء، وصوت البحر من شرفة منزلهم المطل عليه.

 

اختفت يافا عن الأفق، ولم يَعُودوا يرون من آثارها شيئًا، ولم يبقَ سوى البحر وهو يتلاعب بسفينتهم، فأنزل الحج زيادَ، ونزل على ركبتيه وأخذ بيدها ويد خالد، ثم قال:

• خبأت لكما مفاجأة.

 

ارتسمت على وجه الصغيرين ابتسامة الفرح، فأخرج مفتاح البيت من جيبه ورفعه أمامهما قائلاً:

• أتعرفان ما هذا؟

 

رد خالد بصوت عالٍ:

• هذا مفتاح "دارنا".

 

ابتسم الحج وقال:

• نعم هذا مفتاح دارنا يا خالد، فقد أبقيته معي؛ لأننا سنعود له عمَّا قريب.

 

ابتهجت زياد وقالت:

• لقد تركت عروستي على سريري وحقيبة مدرستي والأصداف التي كنت أجمعها من البحر، والتي عضني السلطعون وأنا أبحث عنها من فوق الصخور أمام الشاطئ، ومدَّت يدها لتريه آثار قرصات السلطعون، فمد خالد يده أيضًا وهو ينظر إلى أبيه يلتمس منه الحنان.

 

ضم الحج يديهما إليه ووضع المفتاح فيها، وقال:

• سنعود، حتمًا سنعود، وسيخرج اليهود من دارنا، وسنرجع لها مرة أخرى قريبًا.. قريبًا جدًّا.

 

أظلمت السماء وبقيت السفينة بلا نور، وهبَّت رياحٌ قوية؛ فعاد الجميع إلى أماكنهم في صمت، بينما بقي خالد وزياد يتحدثان طوال الليل عمَّا سيفعلانه عندما يعودان إلى منزلهما في يافا وهما يمسكان المفتاح بشدة.

 

وصلت السفينة إلى بورسعيد في مصر في فجر اليوم الثالث من إبحارها، واستقرَّت الأسرة بعد ذلك في المنصورة، ومات الحاج مصطفى في مصر، وهو ما زال يحلم بالعودة إلى داره في يافا، وعاشت أمليكة من بعده زمنًا تصرفُ على أبنائها من عملها في الحياكة، وحصلت ابنتها زياد على دبلوم تدريس من المعهد العالي للمعلِّمين، ثم تزوجها "حسن موسى" من المدينة ورحلت عن أهلها، واستقرت في جُدَّة معلمة في مدرسة في دار الحنان، وبقي أخوها خالد يراسلها ويذكِّرها بأيام الطفولة والصبا.

 

ماتت أمليكة عن عمر 56 سنة، ثم مات أبناؤها وبناتها الستة ولم يرَ أحدٌ يافا، وتتحدَّث الأخبار أن بيتهم قد أغلقته اليهود، ولم يبقِ الزمن على أعمدته البيضاء الأربعة الجميلة التي كانت تُرَى من الميناء، ولم يَعُد يعرف أحدٌ أهلَ ذلك البيت الأزرق السماوي الملاصق لمدرسة أسماء بنت أبي بكر للبنات في آخر "الدحلة" قبل الدرج المؤدي إلى الشاطئ.

 

تزوَّجت من "حسن موسى" من المدينة المنورة واستقرت في جُدَّة معلمة في مدرسة في دار الحنان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- رد من الكااتب
غسان الشريف - Canada 04-06-2014 12:54 AM

شكراً لتعليقاتكم الجميلة
شكراً أخت مريم
أ. أحمد بالنسبة للخطأ فأنا في الحقيقة لا أريد أن أحكم على الماضي, وإنما القصة تعرض للقارئ حدثاً وهو يختار إن كان الفعل خطأ أم لا.
د. محمد, إن كنت تقصد أن د. الكيلاني قد استفاد من هذه القصة فهذا شرف لا أدعيه, لأنها قصة حديثة النشر.

3- القصة في رواية - أرض الأنبياء
د محمد صالح رشيد الحافظ - العراق 03-02-2014 05:51 PM

على ما أعتقد استفاد الكاتب المصري الكبير نجيب الكيلاني من القصة وحولها الى رواية بعنوان (أرض الأنبياء) مع ادخال احداث وشخصيات ومشاهد ... وقد تمت مناقشة رسالة ماجستير حول الرواية في جامعة الموصل- العراق/ قسم اللغة العربية - كلية الآداب تشرين الثاني عام 2013

2- أين الخطأ
AHMED TAYEL - egypt 12-01-2014 05:37 PM

رائعة
لكن لم نعرف ماذا يريد الكاتب أن يقوله
هل أخطا الحاج مصطفى بالخروج من يافا ؟
أم أن خطأه في تصديق أكذوبة هبة العرب !

1- رائع
مريم عبد الرحمن - الجزائر 18-06-2013 12:43 PM

قصة رائعة شكرا على هذه النفحة الإبداعية

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة