• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

بصمت!!

باسم البابلي


تاريخ الإضافة: 10/4/2013 ميلادي - 29/5/1434 هجري

الزيارات: 3700

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بصمت!!


سافرت مع صديقي

قابلتْنا قبل السفر كثير من العقبات.. على مدار سنوات.. كنا نتجاوزها بأيسر السبل.. وكان الله يسخِّر لنا مَن يذود عنا.. كنا جسدينِ وروحًا.

 

هذا السفر كان طويلاً - شهورًا معدودة - وفيه إقامة في المكان.

 

دخلنا في قصر جميل دعوته إليه.. واسع.. مليء بأنوارٍ.. تشعرك بالآمال.. وجمال الحياة..

 

النظرة الأولى عليه تسمح لنسائم الخير بالترحاب بك.. كان صديقي يقودني تجوُّلاً من غرفة إلى غرفة.. ومن ساحة إلى ساحة..

 

يلفت الانتباهَ أن المساحات المضاءة جيدة.. وهناك بعض العتمة في زوايا متباعدة.. كان صديقي يحب المداهمة.. شجاع لا يتردَّد.. مبادر.. سريع الوقوف.. وكنت على خلافه.. كنت أحب أن نبقى هنا في النور.. ونحتفظ بجمال المكان.

 

كان يأخذ بيدي طالبًا التقدُّم.. ولا ينصاع لنداءاتي بالتريث.. وكنتُ أستجيب للثقة.. وكان كعادته دائمًا يوصيني بأننا معًا.. أكثر قوة.. وأننا معًا.. و...

 

شعر بأنه لن يكمل شغفَه حتى يكمل على القصر تجوالاً.. اقترب من المناطق المظلمة.. أنا لا أحبها، ولا أرتاح لها، ولا فيها.

 

لم ينتبهْ لنفسه يدوس سلكًا كهربائيًّا، تغيَّرت على إثره إضاءات المكان كله.. بدأت بعض الزوايا المضاءة تنطفئ.. وتعتزل بالعتمة.. وبعض الأبواب المفتوحة تغلق مصاريعها.. طالبْتُه بسرعة خروجنا من هذا المكان.

 

(لا تخف!).. شعرت بارتجاف صوته.. وببعض ألمه على ما جرى.. تعثَّرت.. اصطدمت به.. أوشك على الوقوع.. قال: لِمَ فعلت ذلك؟ .. آذيتني.. آلمتني.. إلى متى ستبقى هكذا؟.. مع العتمة لم ينتبهْ أنني ساقط أرضًا.. ولم أتكلم!!

 

لكنه.. لم يهب.. تقدَّم أكثر.. ارتطم في العتمة بكرسي جعله يتكئ على الجدار.. تفاجأ أنه كسر زجاج المرايا.. شعرت به يلهث من فرط تعبه وقلقه..

 

عاجلتُه: دعنا نخرج.. تردد.. نازعَتْه نفسُه.. قرَّر.. تقدم أكثر ولم يعرف ماذا يفعل.. ولا عواقب ما فعل.

 

صرخت بأعلى صوتي ألمًا.. سألني عن السبب.. لم أستطع الرد إلا بهمهمة قصيرة.. لم يفهمْها، ولكنه شعر بضرورة الخروج بسرعة..

 

هرول.. اصطدم بشيء ما.. تسارعت الظلمات في البيت العتيق.. واصطفاق الأبواب.. انتبه أنني خلفه.. نظر.. قرر أن يعود.. تردد.. عاد .. مدَّ يده.. اقتربنا من آخر المناطق المضاءة..

 

صُعِق صديقي عندما رآني.. هاله منظري.. كنت مغطًّى بالدماء.. وفيَّ إصابات لا حصر لها.. ولا أستطيع الكلام.. ولا يجب الكلام!!

 

لم ينتبه صديقي عندما دخل قلبي أن مكانه في المناطق المضاءة.. ولم ينتبه إلى أن قلبي لا يحتمل أكثر.. كان صديقي خارج قلبي.. يمد يده؛ لألحقه.. راودتني آلامي.. وآمالي.. هل أستطيع؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة