• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

عيون (رباعية قصيرة)

محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 9/4/2013 ميلادي - 28/5/1434 هجري

الزيارات: 3830

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عيون

(رباعية قصيرة)

عينان وعِبرتان


العين الأولى

كان قد تأبَّط بجاره المسكين شرًّا؛ إذ دعتْه قوتُه وعضلاته المفتولة، وبنيانه المتين إلى الإقدام على الأمر، رأى ذلك في مرآة داره الكاذبة، علاوة على مرايا رفاقِ السوء؛ فدعاهم أن يَحضروا ويشهدوا واقعة التأديب التي ستحيق بهذا الجار الآبق غير المِطواع فيما يؤمَر به.

 

فلمَّا كان ما تمنَّى وأراد أن يجذب الجار المسكين ويجرَّه إليه وقد أخذ بتلابيبه ومجامع ثوبه، التقتْ عيناه بعين الصغير الذي كان يَقبِض على يد أبيه المسكين، وقد فرَّت دمعة ساخنة من عين ذلك الصغير؛ أسفًا على ما يرى وما سيطول أباه من أذى.

 

اهتزَّ هذا الجبار العاتي، وأحسَّ بصَغار، ثم انحدر للصغير يُكفكِف دمعته قائلاً له: لمَ تبكِ؟

كنت أعدِّل لأبيك من ملابسه (وهندامه)، ثم قَبَّلهُ وانصرف.

 

عاتبه المقرَّبون مِن أنصار الشر والفتنة؛ لتراجُعِه وتخاذُله!

فقال في أسى: وَيحكم، والله لقد رمقني الصغير هذا بعينِ استرحام، كانت أوقع على ظهري وقلبي مِن سياط الجلاد ولطمة العادِي، فمَن أكون أنا حتى أفعل هذا؟!

 

العين الثانية

لظروفٍ لستُ أعرفها، وأسباب ما كنتُ أدريها؛ فقَدَ عرشه الذي عليه استوى، ومُلكه الذي إليه انزوى؛ إذ لم يشاركه فيه حتى أقرب المُقرَّبين، وذلك مذ أن خرج للنور بإذن ربه.

 

كنتُ أُتابعه وأنا حزين لحاله، وما عساه سيفعل، لم يَجد من جيشه المُنحلِّ، وجنده المعتلِّ، ما يردُّ عليه إرثه المفقود، غير الإجهاش في البكاء وعلو صوته بالنحيب؛ فارتج وانخلع لأجله فؤادي، وتمنَّيتُ من الله لو يَعثر على ضالته المنشودة، ومملكته المفقودة.

 

فجأة ظهرت الأم الحانية أو مملكته كما يَراها هو؛ إذ كانت هي الأخرى تبحث عنه؛ فلما ارتمى في صَدرِها، امتزجت عاطفة الأمومة بنعمة الأمن، والتقَمَ ثديَ أمه الراوي، فابتسمتُ، فرمقَني بعينه ولسانُ حاله يقول لي: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ [الفلق: 1].

 

قلتُ لنفسي: تلك عروش منسيَّة ومغفول عنها، والله الذي لا إله غيره، لو علم جبابرة الأرض مقدار سعادة وأمن هذا الرضيع، لنازعوه عليها، ثم انصرفتُ، صرَف الله قلوبَ مَن لا يشكر لربِّه نعمةَ الأمن، ولا يَعتبِر مِن ﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ﴾ [قريش: 1].

 

خاطرتان

الأولى: قُتل الخرَّاصون

استمرأ الذئب يومًا لحم الشياه؛ فلم يجد بُدًّا مِن مصاحبة الرعاة؛ فأصبحوا مِن إفكهم يقولون: إن الذئب قد ألانتْ عريكته الحياة، أو أنه فَصيل يَحمل خصيصة الحملانِ، فقلتُ ساعتها: قُتل الخراصون، قتل الخراصون!

 

الثانية: مُعايرة

عيَّر النهر البحرَ يومًا بالملح الأجاج، فضحك البحر بين شاطئيه وقال: يَكفيك العذب الفرات.

 

أعاد النهرُ مَعرَّته؛ فكرَّر البحرُ قولتَه، ثم أعاد النهر كرَّتَه؛ فأثار في البحر المسجور غضبتَه؛ فأيقظ على الفور (الجواري المنشآت)، فانحسر النهرُ بين ضفتيه وخاف، حتى حسبْناه في زمن الجفاف؛ ورفع الأشرعة البيض إيذانًا بالسلام، وقال في وجل: يكفيني العذب الفرات.

 

تمَّت بحَمدِ الله





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة