• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الثالثة والربع صباحًا (قصة)

مصطفى محمد ياسين


تاريخ الإضافة: 15/3/2009 ميلادي - 18/3/1430 هجري

الزيارات: 11853

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
أدرتُ مقبض سيارتي قبل أن أصل إلى منزلي، عائدًا من حيث أتيت؛ لأشتري مجلتي الأسبوعية: "اليوم موعدنا"، وقد تنفد من المكتبة، عندما استلقيت على فراشي أريح ظهري، تناولت المجلة، لكن النعاس كان أسرع إلى عيني.

صحوت من غفوتي جائعًا، إلى الثلاجة، عدة ملاعق من اللبن الزبادي، آه، نسيت أيضًا وجبتي من الخبز، لقد شاخَت ذاكرتي.

كعادتي، أتصفح "المجلة"، كمَن يتأمَّل أزهار الحديقة، وينقل بصرَه بين ألوانها، ثم يجلس في ركنٍ منها، وقد قطف وردةً فواحة، وأخذ يملأ رئتيه من عطرها.

طالعني عنوان: "العلاج بدون لمسٍ"، وقفتُ عنده، وأخذتُ أقرأ المقال بتؤدة ويقظة..  يا سلام! ما هذا التأثير الساحر؟!

زادَني يقينًا بصدق الوقائع، أن المعالِجة طبيبة خرِّيجة جامعة؛ "إذًا؛ هي ليست من المشعوذين".

ألقيتُ المجلة على صدري، وأعدتُ في ذهني ما قرأت، وقع في روعي أني أستطيع أن أفعل شيئًا، أو بعضًا مما تفعله هذه الطبيبة الساحرة.

رُحتُ أستجمع لي من القدرات ما خيَّل لي أنه ينفعني في هذا الأمر، تذكَّرت أني كنت أشعر أحيانًا بألم، فأضع ذلك الألم في بؤرة اهتمامي، وأنسى، فيغيب عني الألم، هل كان ذلك في حلم، أو في وعي؟ لا أذكر.

نظرتُ إلى كوب ماء أمامي، ركزت بصري في أحشائه، لعله يضطرب، يتحرك، يندلق، حركت يدَيَّ، قدمت رأسي، أخَّرته، إلى أشياء أخرى كثيرة حولي، كما يفعل المجذوب، منها المصباح الذي يضيء فوق رأسي، ينكسر، ينطفئ، لكنه لم يفعل.

ضحكتُ من نفسي، عدتُ إلى المقال أقرؤه، أعدتُ الفقرات التي وضعت بقلمي خطًّا أسفلها، أحسست بخيبة تسري في كياني كله، وأصابني إحباط شديد، أمسك عقلي عن التفكير.

كم تمنَّيتُ أن تكون لي قدرة التأثير تلك، ليس فقط لجلب الشهرة والمال؛ بل لعلها تعينني في عملي؛ فأنا معلِّم وأحتاج إلى إسكات طالب مثرثر، أو آخر مشاكس، يثير المتاعب لزملائه ولي، فتكفيني نظرة ثاقبة، أرسلها لذاك المشاغب العابث، أو تسكن تلك اليد التي تطيش هنا أو هناك؛ حتى يرتاح صوتي قليلاً عن الصراخ والتنبيه، فلا أصاب بالبحة، التي طالما اضطرتني إلى مراجعة الطبيب كل أسبوعين، حتى عرفني الجميع، فما أن أُقبِل على الصيدلية حتى أجد كيس الدواء مُعدًّا جاهزًا.

نمت تلك الليلة متأخرًا؛ بفضل زيارة أحد معارفي، وقد أكثرتُ من القهوة والشاي؛ عملاً بواجب الضيافة، والذي كثيرًا ما يحمِّلني فوق طاقتي، فأضطر لخرق حميتي، وتجاوز تعليمات الطبيب.

من نوم عميق، أحتاجه، أيقظني حلمٌ مزعج من النوم، أخذت جرعة من كوب ماء بقربي، أتغلب به على جفاف حلقي، حاذرت وأنا أعيد الكوب أن يندلق على المجلة، سقط على أرض الغرفة، ولم أحفل به.

شعرت بضيق في صدري، وقفت، فتحت النافذة القريبة أستجلب بعض الهواء، ألتفت إلى ساعة الحائط، كانت تشير إلى الثالثة والربع صباحًا، في الشارع المقابل كان رجل يدور حول سيارتي، يتفحصها، عندما أهوى بيده على مقبض الباب، صرخت بأعلى صوتي: أنت، يا، يا، ابعد، ابعد! لكن صوتي لم ينطلق، أخ، أخ، لم ينطلق!

تفقدت أرجاء الغرفة، لم تقع عيني على حجر أو عصا، أرسله إلى هناك "ماذا، ماذا أفعل؟".

من النافذة وضعت يدي على الحافة، وأطلقت بصري في جسم الرجل، كان قد نجح في فتح الباب، واستوى وراء المقود، انتفض، وبسرعة فتح الباب، رمى ما في يده، وفرَّ هاربًا، وهو يصرخ: "نار، نار!"، في الاتجاه المعاكس، انطلقت سيارتي بسرعة في الشارع الذي خلا من زحام المرور، في ذلك الوقت المتأخر من الليل.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- أحسنتم
أبو سعيد - مصر 15-03-2009 03:46 PM
كان فيه مرّة رجل سمين جدا جدا المهم جاء للدكتور وقال له: أنا أريد أن أخس بس خايف، قال له الطبيب: مم تخاف؟ فقال الرجل في بلاهة: خايف ألا يحترموني في المؤسسة......

هذا الرجل اعتقد إن الموضوع موضوع سمنة ونحافة يعني لو موظف عادي يكون مثلا 50ك ولو مدير إدارة يكون 100ك ولو نائب رئيس مجلس إدارة يكون 150ك ولو رئيس مجلس إدارة يكون هو المبني نفسه....

ولكن يا أخي الموضوع موضوع فن وحكمة......
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة