• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

عينا طفل سوريا تجلدنا

عينا طفل سوريا تجلدنا
د. محمد خالد الفجر


تاريخ الإضافة: 3/3/2013 ميلادي - 20/4/1434 هجري

الزيارات: 5829

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عينا طفلِ سوريا تجلِدُنا


أيُّها الطِّفلُ السُّوريُّ أرجوكَ لا تنظرْ إلى كاميرا واحتجِبْ عن المصوِّرين فعيناكَ ترسمُ لنا صِغَرِ حجمِنا ونتذوّقُ فيها مرارةَ ذلّنا.

 

أيُّها الطِّفلُ السُّوريُّ عذرًا.. إن قلتُ لك: يا سويداءَ القلبْ... لطَمَني تأنيبُ الضَّميرِ وإن ناديتُكَ بدموعي أجابتني معدتُكَ الجائعةُ وجسمُكَ الباردُ النَّحيلُ، وإنْ قلتُ لك: أنتَ مثل ابني كذَّبَني سكنُك في كهفٍ ودفءُ ابني في بيته.

 

ماذا أروي لك وماذا أفعلُ معك، فأصواتٌ كثيرةٌ انتحبَتْ وتنتحِبُ عليكَ وكاميرات أعجبتها روايةُ حالك، لكنْ تبقَى أنتَ وحيدًا ترتَجِفُ أضلاعُكَ وتزداد نحولًا مع سماع صوتِ الانفجاراتِ التي تخطُفُ ألعابَك وأحبابَك، وتجعلك تعاني مثلَ الكبار بل تفوقُهم لأنّك تجمعُ جُرحَين: وداعَ جمالِ الطُّفولةِ وتَحمُّلِ معاناةِ الرُّجولة. حبيبي لو كانتِ الأسطرُ تُشبِعُكَ والكلماتُ تدفِّئكَ لكتبتُ وسطَّرْت سُطورًا لاتنتهي. حبيبي حتى كتاباتُنا هي للترويح عنَّا لا لإجابة أصواتُكَ ولا لإعادة الهدوء إلى عينيك اللتين تنكسر أمام نحيبهما الكلماتُ والإنسانية.

 

ماذا أروي لك وكيف أزرع في قلبِكَ قلبَ غيرك؟ ومازادَ حزنُنا أنّ وجهك ملامحُهُ الحزينةُ تزيدُ معاني الحزنِ حزنًا وتُبكي كلماتِ الأدباءِ ويصبحُ الحبرُ وهو يصوِّرهما ممزوجًا بمرارة الدَّمع.

 

حركاتُ عينيكَ القلقةُ من كلِّ مجهولٍ تسوِّدُ كلَّ جمالٍ كنَّا نراه في الدنيا، ماذا تُراكَ تقول في ليلك هل ترنو إلى نومةٍ أبديةٍ تفارقُ فيها هذا العالم الجائر، ما هي أحلامُك وتطلعاتُكَ، هل تزولُ صورُ الصَّباحِ من عينيك أم أنَّ الجراح جاثمةٌ في قلبك الصغير صباحَ مساء، في اليقظةِ وفي المنام.

 

أعرفُ حبيبي أنَّك تخيَّلْتَ أباك لا يُقهر فتحطَّم كلُّ معنىً للحياة وأنتَ تراهُ أمامك يمزَّقُ كبرياؤه وتُهانُ كرامتُه أعرفُ أنَّ هذه الصُّورَ لا تَمحُها أيامٌ ولا سنواتٌ. هنا حبيبي تعجز الإنسانيةُ عن علاجِ انكسارِكَ، فلابدَّ من فتحِ بابٍ إلى السماء يأتيك من قِبِلِه يقينٌ يحبِّبُ إليك اللقاءَ مع أحبةٍ فارقوكَ ويعدُكَ بنعيمٍ دائمٍ لا يُوزَنُ بموازين الدُّنيا التي أثبَتت تطفيفُها للباطل.

 

نعم حبيبي لا ملجأَ لك إلا بنداءٍ للسماء حينَها تُفتح الأبوابُ لك لتُلاقي عالمـًا للعدلِ يذكِّر بلحظةٍ يُنَادى فيها ﴿ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ﴾ [غافر: 17].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- بوركت أخي الأستاذ بشار
محمد الفجر 04-03-2013 01:28 PM

بوركت أخي الأستاذ بشار وشكري لك على كلماتك المُمتَّعة بالذوق وحسن الظن كما أني أشكر لك إسباغك عليَّ أوصافاً أرجو أن أكون محققًا لأجزاء منها.
وجزاك الله خيرا على الأبيات التي لايمل القلب الحزين من تكراراها لاسيما وكل الحادثات إذا تناهت...

1- لا تثريب عليك
بشار بكور - سورية 03-03-2013 03:44 PM

أخي الدكتور محمد حفظه الله تعالى، أشكرك -من سورية- باسمي وباسم طفلي وسائر أطفال سورية. هوِّن عليك أخي الكريم، فإن عيني طفل سورية لا تجلد أمثالك من أصحاب الحس المرهف، والقلب الشفوق، والعين السكوب؛ إنما هي سياط يلهب ظهر كل جبار جواظ متكبر شارك –قولاً أو فعلاً- في قتل أو تشريد أو حبس أخوتي و أحبتي في بلدي سورية. إن الفرج والله لقريب. وهذه هدية مني لك ولأمثالك من الإخوة والأحبة، وهي أبيات رائعة لابن السكيت، العالم اللغوي المعروف:
إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ ... وضاقَ لما به الصَّدرُ الرحيبُ
وأوْطَنتِ المَكارِهُ واستقرَّتْ ... وأرستْ في أماكِنها الخطوبُ
ولم تر لانكشاف الضُّرِّ وَجهاً ... ولا أغنى بحيلته الأريبُ
أتاك على قُنوطٍ منك غوثٌ ... يَمنُّ به اللطيفُ المُستَجيبُ
وكلُّ الحادثاتِ إذا تناهتْ ... فموصولٌ بها فرجٌ قريبُ

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة