• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

قصيدة وطن

قصيدة وطن
غادة هيكل


تاريخ الإضافة: 29/1/2013 ميلادي - 17/3/1434 هجري

الزيارات: 11743

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قصيدة وطن


وقف على أطراف البحر المسحور، يراه دائمًا عندما يَهمُّ بكتابة قصيدة، تدحرجَت فوق سنِّ القلم، وأرَّقت منامه، ساعتها فقط يَنتقل إلى هناك، يرى في مياه البحر الطائشة بُغيَته، وعلى بعد فرسخَين منه يرى بعض الأشجار، تهمس فروعها بسخرية سائلة، عن سبب مجيئه في هذه الساعة المتأخرة ليقض مضجعها، وبضوضائها المعهودة، وطقوسها الصاخبة، وموسيقاها الفجة، تسأل في تهكُّم، مَن يسمع قصائده سوانا؟ وهذا الثائر هناك أتمنى أن يَبتلع أوراقه وقلمه، ها هو يبدأ في ترنيمة وطنه، أما كفاه ما نراه، هل يأتي إلى هنا ليسحب سخطهم علينا، نحن أبعد ما نكون عن تلك المنظومة الرعناء.

 

وعندما بدأتُ في إلقاء قصيدتي، أيها الوطن الحزين في أوردتي، تقتلع الأشجار من صمتي، تناهض الشوق في غرفي المُغلَقة، حتى البحر يثور عليَّ، فلِمَن أذهب لأُلقي قصائدي.

 

هنا صمتن وأطرقن في الأرض؛ بل دمعت أوراقهن قطرات مياهها الخضراء، فسارت حتى الشاطئ، وامتزجت بمياه البحر الثائر، فهدَأ بركانه، وصمتَت حِممُه المائية اللاذعة عن ركلي بصقيعها البارد.

 

اتجهت إليها بهَرَمي الذي أثقل شبابي بالهموم، ورويتُ لها، كم كنتُ شابًّا في زمن آخَر، واليوم أبحث عن جزيرة أرمي فيها منشورات كهولتي التي أصابتْني بالخرس، واليوم لا أستطيع الركض سوى إليك وحدك، فالجبال التي آوتْني، والكهوف التي حمتْني، قد هُدمت، وأصبح الشاطئ فضاءً فسيحًا، لا جدار فيه سوى الليل وأنتِ، يلقفني نصف الليل الأول فترميني الوَحدة وذاكرة مُنهَكَة، وشاشات تعبَث بعقلي، فأبحث عنك - أيها الثائر - لكي تُدغدِغ مياهك أقدامي فتعيد لي بعضًا مِن شهيتي المفقودة للحياة، التي رأيتها اليوم بين شواهد القبور المفتوحة تَنتظِر القادِمين في فرحة ونَشوَة، حتى خُيِّل لي أن اسمي مكتوب على أحدها فأطلقتُ العِنان لقدَمي؛ حتى لا أنزلق بداخلها، وأنت - أيتها الباسقة الخضراء التي لا يتساقط ورقك في الخريف كما الباقين مِن أعداء الزمن - آتيكِ لأستعيض بمياه الحياة التي أفقدها كلَّ يوم مِن جراء أفكارٍ تُراوِدُني ولا يَتمكَّن منها قلمي؛ ليُسجِّلها على جدران أَوراقي، فتَنساب مياه الحياة منِّي قطرات؛ مثل تلك التي تقع منكِ، وأنا أولى بها، أنتم فقط مِن أتجرَّد مِن ملابسي أمامكم، وأُشعل نيران فطنتي، وأرمي بما يَجول بخاطري بعيدًا عن هؤلاء الراقصين حول الموائد، ولا يَدرون أنه زلزال قادم مِن نشوة سكرهم، ولا تزال الخمر تعبَث بهم؛ عيونهم عَميتْ عن رؤيتي، وأنا أصرخ فيهم: أن اهربوا أيها الماجنون؛ فقصيدة وطني لم تَكتمِل بعد، لن تَكتمِل سوى هنا بين البحر والأشجار، هم فقط مَن يؤمنون بك يا وطن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة