• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

مسافة فاصلة وأيام الشتات

مسافة فاصلة وأيام الشتات
عزة أبو العز


تاريخ الإضافة: 22/1/2013 ميلادي - 10/3/1434 هجري

الزيارات: 5050

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مسافة فاصلة وأيام الشتات


أعزائي قراء الألوكة:

في ظل هذه الأجواء السياسية المُلتهبة، والحوارات الدائرة في الوسط الثقافي والسياسي العربي، وبرودة الشتاء القاسية، أردتُ أن آخذ قِسطًا مِن الدفء في ظل إحدى الروايات التي عادةً ما تُخرجني مِن قسوة برد الشتاء، وجفاء كلمات الساسة، فامتدَّت يداي إلى عمل إبداعي رائع، كان قد أهداه لي الكاتب والروائي المتميز كمال رحيم منذ فترة، وهو رواية "أيام الشتات" الصادرة عن وكالة سفنكس للفنون والآداب، لأجد نفسي غارقةً في تفاصيله الروائية بمُتعة كبيرة؛ لما يحتويه من مجموعة مِن الثوابت داخل المجتمع الإنساني، وحرصي اليوم أن أكتب لكم عنه نابعٌ من إيماني العميق بأن فكْر المُبدِع يَسبق تخطيط السياسي في كثير من الأحيان؛ لذلك أرى أن رواية كمال رحيم رواية شديدةُ المِصريَّةِ في وصف أماكنها، شديدة العالميَّة بما تحتويه من مشاعرَ وأفكارٍ؛ لذا أعتقد أن الكاتب استطاع أن يَحجز لنفسه مقعدًا في صفوف الأدب العالمي.

 

استطاع كمال رحيم أن يُسجِّل حقبة زمنية وتاريخية في غاية الأهمية، راصدًا لأهمِّ الحروب التي مرَّت بها مصر، ليس هذا فقط؛ بل ارتفع الأديب في روايته لمناقشة مجموعة مِن القيَم الإنسانية التي هي قمَّة في السموِّ والتضاد في آنٍ واحد، نراه مُعبِّرًا عن علاقة تلاقي حوار الأديان ما بين الشدِّ والجذب في المجتمع الفرنسي من خلال تلك العلاقة الشائكة ما بين عائلة الجد زكي الأزرع، وعائلة الشيخ منجي المسلم التونسي.

 

كما استطاع أن يشرح لنا بصورةٍ وصفية ولغة سردية بالغةِ الدقة والروعة خفايا وتفاصيلَ المجتمع اليهودي؛ من خلال عائلة أم جلال، كما وضع يده على نقطة اختلاف اليهودية في كونها دينًا سماويًّا، وبين مفهوم الصِّهيَونية الحركة السياسية بكل أفعالِها البغيضة، كل ذلك في لغة سهلة وبسيطة وواقعية، بعيدة عن لغة الحوار الموجَّه العَنتري، بل ساق ذلك من خلال الحوار الروائي الواقعي.

 

من خلال قراءتي للرواية اتَّضحَ لي تمكُّن كمال رحيم مِن أدواته الفنية؛ أولاً فهو كاتب صاحب قضية؛ حيث استقى روايته من واقع مؤلم وحزين مرَّت به عائلة اليهودي المصريِّ زكي الأزرع، ومن خلال تلك البداية عرض لمجموعة من القضايا المهمَّة، وفي مقدمتها قضية العلاقة بين المسلم واليهودي، والفَرق بين اليهودي والصِّهيَونيِّ، وقضية الانتماء للوطن، بالإضافة لفكرة تقبُّل الآخر والتعايش معه، وهذا ما حدث في نهاية الرواية مِن نشوء العلاقة الجيدة ما بين الشيخ منجي وزكي الأزرع.

 

ومِن أهمِّ المضامين التي قامت عليها الرواية مفهوم الحبِّ، وما يُحدثه في نفوس البشر، وأقصد هنا الحب بكل صوره؛ حب جلال العذري البريء لنادية في القاهرة، وحبه لخديجة في فرنسا مع اختلاف وجهة نظره وإحساسه بهذا الحب، وحبه لجدِّه، وهنا حالة خاصة في الحب ما بين جلال والجد، وأعتقد - من وجهة نظري - أن هذا هو أهمُّ حبٍّ في الرواية كلها، هذا هو الحب الإنساني الذي جمع فيه الابن والجد حالة مِن التوحد والانتماء والاهتمام بما يحتويه من كل مظاهر خوف الحبيب على حبيبه.

 

لذلك أعتقد أن حب جلال لجده والعكس صحيح هو عصَب الرواية، بل وعصب كل شيء إنساني وجميل، وربما بعد موت الجدِّ عاش الابن جلال بالفعل "أيام الشتات"، ونجد ذلك واضحًا مِن المنولوج الداخلي الذي ساقه الكاتب في نهاية الرواية على لسان جلال مِن إحساسه بالغربة، وعدم الانتماء لأيٍّ مِن عائلتيه، سواء لأمه أو لأبيه.

 

هنا بالفعل نُدرك مدى الأزمة النفسية التي وقع فيها جلال بعد فقده لجدِّه.

 

أما من ناحية الأسلوب السردي، فقد كسبت الحركة الأدبية المصرية كاتبًا مُبدعًا يعلم جيِّدًا كيف يصوغ العبارة في سُهولة ويسْر بلغَة عاميَّة، ولكنها عامية رشيقة تخدم المضمون ولا تُسفِّه منه، كاتب يملك مفردات الحارَة، ولغةً تخاطب البسطاء، كاتب لا بد أن يكون مِن نبْت هذا الشعب الطيِّب البسيط، ليس هذا فقط، بل هو كاتب قادر على الوصف مثلما هو قادر على السرد؛ فالصورة عنده تَسبِق الكلمة بمراحلَ كثيرة، وربما هذا يؤهِّل أعماله لأن تُعرض على شاشات السينما أو التليفزيون.

 

فهو كاتب يَمتلك رؤية بصرية لا تقلُّ في أهميتها عن رؤيته الفكرية، وكما أجاد في وصفه لجوِّ الحارة المصرية، من خلال وصفه لحيِّ الضاهر، أجاد أيضًا في وصفه لشوارع وأحياء فرنسا، وأراه في الرواية قد استغلَّ معرفته الجيدة بالواقع الفرنسي، فعبَّر عن شوارعها وحواريها خير تعبير.

 

وإن دلَّ ذلك عِندي فإنما يدل على واقعية أدبه؛ فهو يكتب أدبًا واقعيًّا يستمد قوته مِن قوة الواقع باتِّضاح عُنصرَي الزمان والمكان فيه معًا، وهذا هو الأدب الذي أُفضِّله، الأدب الذي يجعلني متَّحدةً زمنيًّا ومكانيًّا مع الأحداث بشكل عام.

 

من الأشياء الجيدة التي أُعجبْتُ بها في السياق الدرامي: استغلال الكاتب لثقافته التاريخية والقانونية في عرضه لزيارة الرئيس السادات لتل أبيب، ووصفه لبعض قادة فرنسا، ووصفه الرائع للواقع العربي من خلال الجاليات العربية في فرنسا، كما ظهرت ثقافتُه المعرفية بوضوح تامٍّ مِن خلال عرضِه لعُروض الأوبرا العالمية وجولات جلال وخديجة بعد الزواج في (شهر العسل)، شعرتُ مِن خلال السياق السرديِّ مدى معرفة الكاتب واطِّلاعه، على الثقافات المختلفة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- رائع تجليات
mohamad - مصر 27-01-2013 01:12 AM

أنصح الجميع بقرائتها

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة