• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

همس الكلمات

سعيد بلمبخوت


تاريخ الإضافة: 8/1/2013 ميلادي - 25/2/1434 هجري

الزيارات: 13309

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

همس الكلمات


كلما اقتربت منها تتهرَّب مني، تَفر بعيدًا دون أن تعطيَ أي تفسير لشرودها، بِدَوري كنت أصرُّ على متابعتها، من أجل اللحاق بها؛ من أجل شدها، كنت أخاف على فقدانها، بالرغم من أنها مجرد كلمات.


عند مطاردتي لها كان عليَّ أن أركز على باقة أفكارٍ محددة دون سواها، من بينها تلك الكلمات الشاردة، وكلما أُصر على ملاحقتها تهرب مني بعيدًا ما استطاعت.


حسب ظني ربما أنني لم أُحسن معاملتها وملاطفتها، أو ربما لم تلقَ مني سندًا حتى تبقى على طراوتِها وحيويتِها المعهودة، كنتُ أطلب منها بباسطة أن تَبقى بين يدي، لكنها تهرب، تهرب بعيدًا كلما اقتربتُ منها، أجد نفسي بِدَورها تُطلّ بنظرةٍ خاطفة، وعندما ترى أني جدُّ قريب تستمرُّ في عنادها.


يا لها من أفكار، أفكاري أنا، ومن يتبعها هو أنا.


أسرُّ إليكم بأنها كانت في غاية من الطِّيبة، كما أنها بالغةُ الصراحة، من أجل ذلك لا أريدها أن تهرب مني بعيدًا، وأن تضيعَ مني، لحظة التمكن منها بالتأكيد سأعِدُها أنها ستلقى مني ما يُرضيها من رقّة وعناية؛ وقتَها أتشرف بسؤالها: لماذا تأخذ مني الحيطةَ ولا تطاوعني؟ سوف أبرِّر لها موقفي وسببَ إِصْراري على ملاحقتِها، بعبارة أخرى: سوف أتحاورُ مع أفكاري.


نفتح حوارًا للنقاش.

هل فهمتم شيئًا، يقول: إنه يتحاور مع أفكاره، ربما أنه في حالةِ هذَيان فاعذِرُوه!


كيف للإنسان أن يتحاورَ مع أفكاره؟ لا يُهم، على كل حال هناك نقاشٌ مطروح.


أول شيء طُرح للنقاش هو: لماذا أتركها - أي أفكاري - طول الوقت وحيدة، من هنا عرفتُ أن أفكاري لا تحب الوَحدة.


هل رأيتم كم أنها لطيفة، ولا تحبُّ الوحدة، وتريدُ مَن يداعبها؟


الشرط الثاني الذي أكَّدت عليه أفكاري أن يكونَ القراءُ بمثابة شهودٍ.


في رأيكم ماذا أفعل لأجذب انتباه أفكاري؟


بدوري قمتُ بانتقاء كل ما انتهت صلاحيتُه من أفكار؛ حتى لا أتركَ لها الفرصة لترجعَ إلى سُباتِها الطويل، ومن هنا جاءت الفكرةُ لكي أزرعَ أفكاري.


أزرعها، ثم أعتني بها، وأُعطيها ما يلزم من الرعايةِ، أنتظرُ إيناعها، بعد جَنْي المحصول أحتفل بها في موسم الكلمات.


يا لها من أفكار، يتكلم عن زَرْع أفكاره!


لا يُهم، إنها مجردُ أفكاري التي بالأمس كنت ألاحقُها.


البدور كانت منتقاة مما علق بها من الشوائبِ؛ لكي تعطي أحلى الكلمات وأجملَها ويتم القطاف، مع الرجاء أن يكون المحصول كافيًا للجميع.


كلما تجودُ السماء بالغيث يتمُّ الزرع بنجاح، تأخذ الأفكارُ وقتها لتنمو، تشكِّل منظرًا رائعًا على مرِّ الفصول حتى تعطيَ ما بوسعها وتغنِّي:

وعلى إيقاع الألحان

ترقُص أفكاري

في حفل نهاية موسم الكلمات

أُلاطفها وتواسيني

على حزن ما فات

ويا لها من كلمات

حروفُها لافتات

بالمعاني ترويني

تلك الكلمات...

أبعث فيها رسالات

إلى أفئدة تنادي

هيهات... هيهات

بصريح العبارات

إنها أحلى كلمات...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة