• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الإعراب

الإعراب
محمد الرفيق


تاريخ الإضافة: 31/12/2012 ميلادي - 17/2/1434 هجري

الزيارات: 11245

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإعراب


سألني أستاذي في أحد الأيام التي كنتُ أدرس فيها الحياة:

أَعرِب الجملة المكتوبة على سَبُّورة الحياة؟.

قلت:

الفعل هو الحياة، والفاعل مرفوع فوق خشبة يَخطُب في فِيهِ الجياع، والمفعول به في زنزانة مرميٌّ، والمفعول فيه هو الخداع والمكر، والنعت يتْبَع كل مواطنٍ شريف حيث حلَّ وارتحل في هذا الوطن الناكر للجميل، وهو مضاف إلى العذاب الذي يتلقَّاه كل حين في سبيل الحياة، والمضاف إليه رَجلٌ من أخيلة الخارج يتْبَعه كذاكرة زمنٍ جميل، والجملة الفعليَّة لحياة الناس مجرورة في عَرَبات ليليَّة تُقذَف في أماكن خالية، والجملة الحالية تبشِّر بخيرٍ كبير، لا مَحلَّ له من الوجود الطبعي لي ولك ولكل الأمة، الواقعة جوابًا لشرط وضعتْه الغابة، المسبوقة بناسخ لأقوال الساسة المُنتحِلين للحقيقة، والجملة الاعتراضية المحصورة بين حياة وموت، بين نار ونار، بين فقر وجوع استئنافية لما قبلها من المآسي، التي جرَّها علينا فعلُ الماضي الناقص، الذي كان يُحارِبنا مع إخوته؛  ليَدفعنا للحاضر، ولا نرضى بديلاً عن حياة التعصب للاشيء.

 

والضمير المتصِل بالحياة في محل تفتيش للعيش حياة هنيئة قِوامُها المال، الذي يَحتكِره أصحاب الكلمات القوية، التي تَرجُّ أركان الفعل المضارع المتصل بواو التعب، التي تدلُّ على الجوع والعطش والمعاناة المسائية في سبيل كتابة أخبار اليوم الطريَّة، الحافِلة بضمائرَ مستتِرةٍ تعمل في الخفاء؛ قَصْد إظهار نظرية التنازُع في عملِ ما يصلح، وقتْل مَن يتكلَّم ويدافِع عن حقوقه.

 

وإعراب هذه الجملة ليس تامًّا؛ لغياب عدة عناصر، من بينها المفعول لأجله، الذي تم تَجريده من ملابِسه؛ كي لا يستطيع أن يتركَّب في جملةٍ من هذا الحجم، وصفته التي خانتْه أمام مرأى منه مع مُنتحِل العطف الواو، الذي كان قبل وقت قصير من دون معنى مرميًّا في قمامة الحروف، التي ذاقت المرَّ والحنظل في حياة الناس.

 

أوَما ترى يا أستاذ أن هناك في الجملة بعض الأركان لا تودُّ التعبير والنطق بالحق وإدانة الفاعل والفعل؟ إنها الأفعال الجامدة، بعضها لا يعيش إلا فترة الخمسينيات، وبعضها لا يتحدَّث إلا في الآن، ورغم كونها تتحدَّث فإن أصواتها مخنوقة؛ من جرَّاء الحرام الذي ابتَلعتْه، والرِّشوة التي تقاضتْها من الفعل المتعدي، الذي كان بالأمس يُحارِب أخاه اللازم؛ لأنه يريد السطو على ما تبقى من مملكة أبيه "النحو".

 

لقد حوَّلت هذه الجملة الحياةَ إلى ساحة للمصارَعة، فيها من كل صِنف طَرَف: تتربَّص في المدرجات الحروف المعزولة الضعيفة، وتَنتظِر وقتها لتكون هي الأخرى قاتِلة، لكن هذا لن يحصُل؛ لأن القواعد لن تَرضَخ، وما دام هناك عدْلٌ، فإن الحياة مستمرَّة دون أن يَختفي ظرف الزمان، الذي يأتي بعد تَساقُط الأمطار.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة