• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

قراءة في رواية: (ثمانون عامًا بحثًا عن مخرج)

خالدة بنت أحمد باجنيد


تاريخ الإضافة: 18/1/2009 ميلادي - 21/1/1430 هجري

الزيارات: 52668

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
رواية ثمانون عاماً بحثاً عن مخرج للشهيد الفلسطيني صلاح حسن – نحسبه كذلك - رواية رمزية، وقد أدرجها بعض النقاد في أدب الطفل[1]، وأجدها تنتمي إلى أدب الناشئة على وجه الخصوص، قرينتها في ذلك –فيما اطلعت- رواية مدائن الرماد للكاتبة السعودية بدرية عبد الرحمن العبيد.

ونقد قصص الطفل يقومُ على المضمون أولاً، وعلى طريقة أداء هذا المضمون في قالبٍ سردي شيّق، ذي لغةٍ سليمةٍ بسيطة، ليسهل على الفئة المتلقية استيعاب الفكرة استيعاباً تاماً.

إذا أتينا للمضمون فالرواية رمزية خيالية، تحكي قصة ثلاثة فتيان دخلوا إلى بيتٍ مهجور، وكان هذا البيت ذا فناءٍ وحديقة جميلة، تغرد على أغصانها العصافير، فأغرت هذه الأجواء هؤلاء الفتيان حتى دخلوا إلى غرفة مظلمة، ومن هذه الغرفة انطلقت أحداث الرواية في حركة سريعة، لتبدأ باختفاء هشام، ومن ثمّ الأمين، وبعدها يجتمع الثلاثة في عالم عجيب يحكمه خنزير، تجلس بالجوار على يمينه أفعى، وعلى يساره فأر، يقتتل الخنزير والأفعى، فيثب الفأر ويعتلي كرسي الرئاسة، ولخوفه على نفسه يقرر أن يحكم داخل غرفة مغلقة، حيث يتلقى منه الثعلب الأوامر من فتحة صغيرة، وهنا يقرر الثعلب التمرد والاستئثار بالحكم لنفسه، ولخشيته من افتضاح أمره إذ علم به الفتيان الثلاثة، يقرر إبعادهم من المملكة، فيلقي بكل واحد منهم في طريق، ليمضي وحيداً يواجه أحداثاً وعوالمَ غريبة مثيرة.

الرواية تربوية بالدرجة الأولى، ويتجلى ذلك من الغلاف إذ طبع تحت العنوان: رواية رمزية هادفة. كما يتجلى بوضوح شديد أثناء قراءتها، إذ تعالج قيماً تربوية وأخلاقية عالية، منها: الشجاعة، والصدق، والتوبة، والأمانة، والوفاء وحفظ العهد، والنصيحة، والانتصار للحق، وحسن المعاشرة، وغيرها كثير.

وقد سار بها الراوي الشهيد صلاح حسن في ثلاث مسارات، مسار الأمين ومسار عامر وما تواجههما من أحداث كثيرة، ومسار هشام ولعله المسار الرئيس؛ إذ يطرق فيه إلى كذب اليهود وألاعيبهم رامزاً لهم بالقرد، الذي ما يفتأ يثير القلاقل مستشهداً بمعلمه الأكبر الخنزير طافيل!

هذه المسارات الثلاثة أضفت على الرواية جوًّا من الحركة السريعة، فبينما تجدك تعيش مع الأمين، ينتقل بك إلى هشام، ومن ثمّ ينتقل بك إلى عامر، وكلُّ واحد من الثلاثة يواجه صراعاً فريداً، إمّا مع حيوانات، أو مع كائناتٍ خيالية. وفي كلّ حادثة تجدُ قيمة تربوية مبثوثة تارة بطريقة غير مباشرة وتارة بطريقة مباشرة، وهذا التنويع كان له الدور الأكبر في التشويق إضافة إلى الحركة السريعة –كما سلف-.

وهذه المسارات الثلاثة مختلفة تماماً، وإن حدث بينها التقاء، كما التقى عامرٌ بهشام، والتقى الأمين بعامر، فإنها ما تلبث أن تفترق، وهي بذلك تعالج أفكاراً عدّة في ميدانٍ فسيح، وتشكّل منظومة تربوية ممتدّة ومتشعبّة، وهذا يبعدها عن أسلوبِ التلقين الرتيب الذي يغلف التوجيه التربوي عادة.

أما اللغة فجاءت سلسلة سليمة، لم تكن لغة عالية، ويكفي كونُ الرواية موجهةً إلى الناشئة مبرراً للنزوح إلى لغة قريبة سهلة تكون سبيلاً لإدراك الهدف من الرواية في هذه المرحلة العمرية.

الذي استوقفني في هذه الرواية هو الرمز بكائناتٍ خيالية تماماً، كقبيلة الرودام التي يلتقي بها عامر، وهي مخلوقات لها ذيول طويلة، يتراقصون في مشيتهم، ويحيّون بعضهم بالعضّ!! والرواية ملأى بمثل هذه المشاهد، كما نجدُ في المقابل الرمز بالحيوانات، مع الاحتفاظ بصفاتها الحيوانية، سوى أنّها تخاطب البشر.

هذه الشخوص الحيوانية والخيالية التي تقوم عليها الرواية وتتفاعل مع الإنسان -الفتيان الثلاثة- جعلني أستحضر قصص الطفل الغربيّة، أمثال هاري بوتر، وسندريلا، وستوريوت الفأر، والجميلة والوحش. وكلها تقوم على الخيال المحض، وفيها أحداثٌ تنأى الواقع تماماً ويستحيلُ تحققها بأيّ شكلٍ من الأشكال، ومع هذا نجدُ عامل التشويق فيها بلغ غايته مع غياب الواقعية عنه.

ذات الشعور خالجني وأنا أقرأ رواية الشهيد صلاح حسن، ورأيتُ مقومات رواية الطفل والناشئة تتجسد بقوة فيها، إضافة إلى ما تحمله من توجه إسلامي سليم، بعيدٍ عن الفلسفة الوجودية الغربية.

وعلى سبيل التمثيل هذه وقفة مع مقطع صغير من الرواية:
"قال أحدُ الضفادع: وكيف نرغم القرد بالقوة على ما نريد، ونحنُ ضعافٌ، وهو قويٌّ تساعد سرعته على القتال والعراك؟
الضفدع الشيخ: إنّ لنا الكثير من الأصدقاء الأقوياء إذا علموا قصته فسوف يقدمون على مساعدتنا في أخذ التاج من القرد، فالتماسيح وسباع البحر والأفيال كلهم أصدقاؤنا.
قال أحدها: نستعين بالفيل على قلع شجرة الجميز التي يعيش القرد فوقها، ونلقي القبض عليه عندما يقع من الشجرة.
- أتريد عقابَ القرد، أم عقابَ الشجرة؟
- طبعاً نريدُ عقابَ القرد..
- إذَنْ لماذا تفكر في قلع الشجرة؟
- هي الوسيلة الوحيدة التي تجبر القرد على الوقوع في أيدينا.
- وما ذنب الشجرة؟".

ففي هذا المقطع يستبين أسلوب الراوي في معالجة الهدف التربوي عن طريق الحوار بين الضفادع والضفدع الشيخ، الذي يندد بفكرة اقتلاع الشجرة لكونها تأوي القرد، فليس من العدل أن يتوصل إلى المذنب بالبريء.

وفي مقطع آخر:
"مضى شهران قبل أن يتمكن عامر من امتطاء صهوة فرسه الأشهب التي أحضروها له، والتي كانت (سرنا) ملكةُ الرودام قد أهدتها له قبل رحيله عنهم، وكانت العافية قد ملأته والبشرُ قد غمره، يرى ذلك في ابتسامته التي لم تعد تفارقه".

ففي هذا المقطع السردي يظهر جمالُ اللغة بالرغم من بساطتها، كما يتجلى فيه خلق الابتسامة وكيف أنّها لا تفارق محيا عامر لولا المرض الذي أنهكه، وقد طرقها بأسلوبٍ غير مباشر.

ويشاء الله سبحانه أن يستشهد كاتبها قبل أن يتمها، لتبقى منفتحة على جميع التأويلات، إضافة إلى أنّها بذلك استقطبت اهتمام الكثيرين، وغرست فوق القيم التي تحتويها قيمة الشهادة كخاتمة راسخة تبقى في ذهن قارئها. وهذا ما حدث لي شخصيّاً إذ قرأت هذه الرواية في المرحلة المتوسطة، وتولد فيّ إبان ذلك حنق كبير على اليهود، وتأمل في الشهادة، ومحاولة ذهنية لإتمام أحداثِ الرواية بكلّ ما أوتيت حينها من قدرات خيالية.

والآن وأنا أقرأ هذه الرواية مرة أخرى، عادت إليّ مشاعر ابنة المتوسطة، وتذكرت تأثري الكبير بها، وهذا ما ولّد عندي يقيناً كبيراً بأنّ هذه الرواية قد بلغت المراتب العليا في سلم الروايات الموجهة إلى الناشئة.

بل وراودني يقين أن هذه الرواية لو حوّلت إلى المرئي (الفيدو) لأصبح لها صدًى عالٍ في أدب الناشئة الذي يعاني من ركودٍ جليٍّ في العالم العربي، ولعلي من واقع هذه القراءة أوجه ندائي إلى المعنيين بالبرامج التلفازية لتقديم هذه الرواية كعملٍ مرئي مشوّق يحمل الثقافة الإسلامية الخالصة.

بقي أمرٌ وهو العنوان الذي اختاره الراوي لروايته: ثمانون عاماً بحثاً عن مخرج، وقد وقف إزاءه بعض النقاد وعدوه من قبيل النبوءة، وكأنّ الراوي يتنبأ بأنّ تحرير فلسطين سيكون بعد ثمانينَ عاماً. حقيقةً لم أؤمن بهذا، وأجده من قبيلِ التعسف، فالقارئ للرواية يدرك جلياً أن فكر صلاح حسن بعيدٌ كلّ البعد عن فلسفة النبوءات، وليس بالمنطقي أنّه يقدّم روايةً كهاته للناشئة، ثمّ هو يختارُ لها عنواناً فلسفياً محضاً!

ومن هنا فإنّي أراه من قبيلِ الإشارةِ إلى فترة العطاء المتمثلة في الفتوة والشباب والرجولة، فهذه المراحل العمرية هي التي يقضيها الفتيانُ الثلاثة في مواجهة الصعاب وتخطيها بالشجاعة والحكمة. كما أنّ الراوي ذكر في بداية الرواية فيما ورد على لسانِ جدّة الأمين، من أنّ شيخاً كبيراً خرج من البيتِ المهجور في أعلى القرية، يروي كيفَ دخل إليه وهو صبي ولم يستطع الخروج والخلاص منه إلا بعدَ مشيبه.

وهذا البيتُ العجيب فيه إشارة خاطفة إلى واقع الحياة العجيب الذي نحياه، وإن كان الراوي قد عمدَ إلى جعله بعيداً عنه إثراءً للرواية، ونأياً بها عن الرتابة.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1]   ذكر ذلك إبراهيم غرايبة في مقالة له حول هذه الرواية. 




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
6- شكر
osama - الأردن 22-11-2020 10:58 PM

شكرا

5- البداية الاجمل
محسن - السعودية 06-02-2016 11:04 AM

هذه الروايه بدأت قصتها معي في المتوسط . وقد دلنا عليها أستاذنا الفاضل (يوسف قنديل ) رحمه الله
ومذ ذاك وأنا اقرأها ولا أملها .. قرأتها عشرات المرات
وها أنا اليوم وحينما طلبت مني ابنتي أن أختار لها كتابا لتشارك به في مسابقة القراءه والتلخيص ...أجبتها بدون تفكير ( ثمانون عاما بحثا عن مخرج) إنه كتاب رائع لا حدود لروعته ....

4- ثمانين عاما بحثا عن المخرج
صابرين - فلسطين 08-08-2014 02:31 PM

إنها رائعه جدا وأتمنى أن تكتمل لكي نكمل قرائتها

3- اقتراح
ibrahem - ghana 21-05-2012 12:21 AM

السلام عليكم

أقترح لو تسلم الرواية إلى كاتب موهوب ومحترف قد يستطيع إذا قرأها وعاش في جوها أن يصنع لها نهاية جيدة وبذلك تكون الرواية مكتملة.

2- من أروع القصص التي قرأتها في حياتي
أحمد - السعودية 13-04-2009 10:24 PM
ذكرتني عدنما أهداني صديقي هذه الرواية لقد استمتعت بها كثيرا كانت من أروع الققص في حياتي رحمة الله على الشهيد صلاح حسن وأسكنه فسيح جناته كان يكتب القصة بكل صدقوة وشجاعة رحمة الله عليه
1- من روائع القصص
MAHA - حائل-القصيم 19-01-2009 12:24 AM
واعدتي لي ذكرى أيام المرحلة الإعدادية لقد أتتني هذه الرواية هديه من أختي استمتعت كثيرا بقراءتها رغم إن الكاتب استشهد قبل أن يكملها فتركت النهاية مفتوحة والتي أثارت تفكيري بذلك الوقت يا ترى لو عاش الكاتب ماذا ستكون النهاية كنت احلم أن يلتقوا الأصدقاء ويعودوا
نعم كانت قصه مشوقه جدا لي أحداث القصة كلما اقتربوا من بعض ابتعدوا تحمست معها كثيرا لا اعرف هل هو الخيال أم ماذا الذي جذبني إليها
لا انكر انني في تلك المرحلة من حياتي عشقت نوع معين من الروايات وقد يكون عيب في اختياري إنني اعشق الخيال الخوارق والعوالم الغريبة والتنقل بين ألازمنه كذلك المغامرة وان يكون بطل القصة مميز لدرجه انه لا يوجد على أرض الواقع بصدقه أمانته شجاعته بطولته الفذة ذكائه متكامل وهذا اثر في حياتي كثيرا ☺
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة