• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

حمار يستنكر سلوك الإنسان (قصة)

حمار يستنكر سلوك الإنسان
محمد عبدالإله


تاريخ الإضافة: 30/8/2012 ميلادي - 12/10/1433 هجري

الزيارات: 18669

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حمار يستنكر سلوك الإنسان

 

كان حمار جارنا الجميل يتجوَّل في مدينتنا العظيمة، ذات المباني الفاخرة، والمساحات الخضراء، المخصصة للاستراحة والاستجمام، وفي بعض الأحيان الاستحمار.

 

وكان الكل ينظر إليه نظرة احتقار، لكنه كان ينظر إلى نفسه نظرة اعتزاز، ويرى سلوكه أفضل من سلوك بعض بني الإنسان.

 

فجأة وجد على يمينه بوابة الحديقة مفتوحة، وهذه المرة دون حارس، فقال في نفسه: لم لا أدخل إلى هذه الحديقة مثل الإنسان؛ لأكشف ما وراء الحيطان؟

 

وبعد تردد وتفكير عميق قرَّر الدخول، اتجه نحو الباب، ونفسيته موزعة بين الفرحة والخوف، دخل الحديقة متبخترًا، قاصدًا الجهة العليا منها، صعد إلى الأعلى، وبدأ يستمتع بجمالها، ويرى ما يحدث داخلها، ومما لفت انتباهَه كثرةُ المارة مع اختلاف اتجاهاتهم، وألوانهم، وملابسهم، ومستوياتهم الاجتماعية، وكذلك جلوس بعض الأفراد على المقاعد الخشبية؛ منهم من يقرأ الجرائد، ومنهم من يقرأ الكتب، ومنهم من هو نائم مشغول في أحلامه.

 

تأمل في خلق الله، فقال: يخلق الله ما يشاء، ويدبر أمره كيف يشاء، يا ليتني كنت إنسانًا أقرأ وأكتب، وأجتمع مع إخواني وأفهم، ولم أكن حمارًا يحمل الأثقال والأسفار، اغرورقت عيناه بالدموع، وكأنهما سملتا بشوك من كثرة الحسرة من كونه حمارًا، لكنه في الأخير استسلم لمشيئة الله، فقال: أستغفر الله العظيم، فجفف عينيه من الدمع، وقرر الاستمرار في التمتع بجمال الحديقة والتدبر في خلق الله.

 

وما يزال كذلك حتى رمقت عيناه -في الزاوية اليمنى تحت شجرة مثمرة- فتى وفتاة يتبادلان القُبُلات، ويمرحان دون إعارة أي اهتمام لما يحيط بهما، فبدأت نظرته حول الإنسان تضطرب، دفعه هذا الحدثُ إلى التجوال في الحديقة مكانًا مكانًا، خاصة الأماكن الخلفية والبعيدة عن النظر؛ لمعرفة الظاهر والخفي، ولم يتعدَّ عشر خطوات حتى بدأ يكتشف أن الإنسان الذى رآه في البداية ليس نفسه ما تراه عينه الآن، وما يزال يتعمق نحو الأماكن الخلفية حتى وقف عند جماعة من الشبان والشابات يشربون الخمور، ويتلفظون بأرذل الكلمات، وبجانبهم جماعة من الشيوخ يلعبون النَّرْد، فتعجب لأمر الإنسان، فقال في نفسه: عجبًا للإنسان، في الظاهر إنسان، وفي الخلف ووراء الحيطان أسوأ من الحيوان؛ فالأب والابن والبنت في المنزل غيرهم في الشارع، والساسة والمسؤولون خارج البنيان ليسوا هم داخل البنيان، و....

 

ضاق صدره مما رأته عيناه، فنهق نهيقًا شديدًا حتى أغضب مَن حوله، فنطق أحد الشبان: الحمار يبقى حمارًا، وإن وجد في حديقة الإنسان.

 

رد عليه الحمار: ومن تكون أنت؟

قال الشاب: بالطبع إنسان.

 

قال الحمار: هل أنت متأكد من هُوِيَّتك؛ واقع الحال يدل على غير ذلك؟

يفاجأ الشاب برد الحمار، فيقول: متى تعلمت هذا الكلام؟

 

قال الحمار: لم أتعلم، فالعلم من خصائص الإنسان فقط؛ وإنما هذه فطرة فطر عليها الله جميع المخلوقات، وأنتم أفضل هذه المخلوقات، لكني أراكم تخليتم عن روح الإنسان، وبما فضلكم به الرحمن، وتشبثتم بما هو مشترك بينكم وبين الحيوان، بل يكون بعضكم أقبح في كثير من الأحيان.

قال الشاب: كيف يكون الإنسان حيوانًا، أو أقبح من الحيوان؟

 

قال الحمار: الإنسان يقتل أخاه الإنسان جورًا وطغيانًا، فهل يفعل هذا الحيوان؟

الشاب: لا، حتى الحيوان المفترس لا ينقض على الفريسة إلا إذا كان جائعًا.

 

الحمار: الإنسان يحقر أخاه الإنسان ويبغضه، فهل يفعل هذا الحيوان؟

الشاب: لا، انظر إلى النحل، وإلى النمل، وإلى الفِيَلة مثلاً، كيف يتعاونون وكيف يحمي بعضهم بعضًا!

 

الحمار: ألم ترَ في المحاكم أشخاصًا يأخذون قسطًا من المال ليشهد شهادة زور، أو يسكت عن حق، أو يحكم لغير صاحب حق، فهل يفعل هذا الحيوان؟

الشاب: لا.

 

الحمار: ألم ترَ أن الإنسان يبيع نفسه بثمن بخس، دراهم معدودة لأرذل إنسان، فهل يفعل هذا الحيوان؟

الشاب: لا.

 

توقَّف أيها الحمار؛ فقد أفحمت حجتي، وبتُّ أخجل من نفسي، كيف لي أن أجهل أن العلم قيد للمال، وأن الخلق قيد للعلم، وأن الخلق جوهر الإنسان؟

 

التفت الشاب نحو أصدقائه، فقال لهم: الحمار لم يعد حمارًا؛ وإنما نحن الحمير، وأدار وجهه نحو الحمار، فقال: رحم الله حمارًا أسدى لنا عيوبنا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- حيوانات غير جريئة
المثالي - المملكة العربية السعودية 02-09-2012 01:24 AM

السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك إن للإنسان أن يتعلم من الحيوانات السلوك السوي حيث لم نسمع أن فيلا حاول اغتصاب بقرة

1- حمار يستنكر سلوك الإنسان
بوبكر قليل - الجزائر 31-08-2012 07:54 PM

السلام عليكم ورحمة الله
....تحياتي ..جزاك الله كل خير لقد أصبح الإنسان أضل من الحيوان نتيجة سلوكاته الطائشة ...لقد كان الحمار في هذه المقالة أعقل من الإنسان لأنه استنكر سلوك الإنسان الذي سلك سلوك خاطئ .....شكرا مرة أخرى لك ..مقالة تهذب العاقل وتجعله يفكر في العواقب ويحذر من الزلات والأخطاء ....أبوبكر شرق الجزائر

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة