• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

لماذا نحافظ على أغراضنا؟

لماذا نحافظ على أغراضنا؟
عبير النحاس


تاريخ الإضافة: 4/8/2012 ميلادي - 16/9/1433 هجري

الزيارات: 11066

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لماذا نحافظ على أغراضنا؟

 

عندما كنتُ في مثل سنِّكم كنت أستقبل لحظة رنين جرس الفسْحة المدرسية بشوق كبير، وكنت لفرط سروري بها أُسرِع في الجرْي نحو باحة المدرسة؛ لأبدأ باللعب مع صديقاتي، وكانت صديقتي فاطمة تتأخَّر قليلاً عن اللحاق بنا.

 

كانت فاطمة تَنشغِل بجمع أدواتها وأقلامها، وتُعيد ترتيبها في الحقيبة، وكان الأمر يأخذ من وقتها دقيقةً أو اثنتَين، وكنتُ بدوري أترك أدواتي على المقعد راغبةً في اللعب والمُتعة، وكنت أبحث عنها طويلاً عندما أعود لأجدها على الأرض أو تحت أرجل زميلاتي، وقد فقَدت الكثير من أدواتي بهذه الطريقة.

 

بعد مدة لاحظْتُ أن دفاتر فاطمة تبدو أنيقةً حتى آخِر يوم من أيام الدراسة، وأنَّ كُتبها أيضًا مرتَّبة نظيفة، ورأيت مقلمتها ممتلئةً بالأقلام الملوَّنة، وكانت تَمتلك دائمًا أكثر من قلم بلون واحد، وطالما أعارتْني بسرور من أقلامها عندما تتكسَّر أقلامي بعد سقوطها على الأرض وعندما أتركها على المقعد وأخرج.

 

لم يكن والدا فاطمة بأكثر كرمًا من والداي، ولم تكن حالتها المادية بأفضل من حالي، ولكنها كانت تُحافظ على ما لدَيها، وتَعرف قيمته، وتهتم به، عكس ما كنت أفعل أنا عندما أتركها على المقعد؛ لتتعرَّض للسقوط والدهس والتكسُّر، وكانت دقيقة فاطمة هي سرُّ وجود أقلام وأدوات كثيرة في مقلمتها الأنيقة، عكس مقلمتي التي كانت تبدو دائمًا فارغةً، وكنت أضطر لطلب أدوات جديدة كل بضعة أيام.

 

تعلَّمتُ من صحبة فاطمة أمرًا رائعًا، ورأيت فيها نموذجًا يستحِقُّ المُتابعة، وباتتْ هذه عادتي منذ عرَفتها، واليوم وبعد أن كبرْتُ بقيتْ تلك العادة برفقتي وطوَّرتها كثيرًا، فأصبحتُ أُحافِظ على أدواتي وأثاثي وملابسي أيضًا، ومن خلال عِنايَتي بها أصبح عُمرها أطول، واستطعتُ شِراء أشياءَ جديدة بجانب ما لديَّ، واستمتعْتُ بتلك المبالغ التي وفَّرتها أيضًا بدلاً من شراء أشياء كنت أمتلك مثلها وأتْلَفها الإهمال.

 

هذه قصَّتي، وهذا سرِّي الذي يدفعني للعناية بأغراضي؛ لأنني أعرف أنني عندما أحافظ على ما أملك، أستطيع أن أحافظ على مالي، وأن أتمتَّع بما وفَّرته عندما أشتري جديدًا، أو أترك حقيبتي ممتلئةً بنقود كثيرة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
5- أيام الطفولة
سمسومة - الجزائر 27-08-2012 12:28 PM

السلام عليكم
ما أجمل أيام الطفولة
شكرا على ما قدمتِ من فوائد قيمة سلمت أناملك

4- من صفات الناجحين
سمير ابو تيلخ الفلسطيني - فلسطين 12-08-2012 03:00 AM

أختي بالله هذه صفات الناجحين لأنك تتعلمين من غيرك الخير والمنفعة لنفسك ومقالك يوحي أنك تحبين التعلم من الاخر واخذ الخير وحب الخير وهذا والله لسر النجاح ومنهج القرآن فثبتك الله وزادك حرصا وعلما

3- روعة
seraj - العراق 11-08-2012 04:58 AM

رائع قلمك
وذكرتني بأيام الابتدائي

2- جزيت خيرا
عبير النحاس - سوريا - حمص 08-08-2012 11:46 PM

بوركت أيها الكريم و جزيت خيرا

أسعدنا حرفكم فلا حرمتم الأجر و أسألوا لنا فرجا قريبا ونصراً مؤزرا وأن نعود بحروفنا لساحات الأدب
أسعدكم الله وسدد خطاكم

1- أهلا بالأديبة عبير النحاس
زائر - السعودية 07-08-2012 02:37 AM

مقالة رائعة ..تجعلنا نأخذ من الناس أحسن ما عندهم...القدوات بجانبنا كثر ..فنستفيد منهم

وافتقدنا أدبك وقلمك والله
وفرحت برؤية هذا المقال الجديد هنا
أسأل الله تعالى لك التوفيق

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة